أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة أن الإرهاب أصبح خطرا عالميا لا يعترف بالحدود الوطنية ولا يرتبط بديانة أو جماعة معينة ولا يوجد بلد أو مكان في مأمن من هذه الظاهرة الخطيرة .
كما شددت على أهمية نشر الفكر والثقافة الوسطية التي يمكنها الحد من انتشار هذه الظاهرة حيث ستتولد منظومات وطنية تنشر الفكر المناهض للإرهاب وتعزز من الخطاب الثقافي والديني الوسطي لمجابهة الفكر المتشدد والمتطرف وتساعد في إعداد التشريعات والقوانين القادرة على تجريم الأفكار الداعية إلى التمييز والكراهية والتطرف والعنف والحد من انتشارها بين أبناء أمتنا العربية .
جاء ذلك في كلمة الدولة التي ألقاها محمد بن نخيرة الظاهري سفير الدولة لدى جمهورية مصر العربية ومندوبها لدى جامعة الدول العربية الرئيس الحالي لمجلس جامعة الدول العربية في الجلسة التي عقدتها الجامعة بمناسبة مرور سبعين عاما على تأسيسها وذلك على هامش مؤتمر " فكر14" المنعقد حاليا بالقاهرة وتنظمه مؤسسة الفكر العربي بالتعاون مع الجامعة تحت شعار " التكامل العربي .. تحديات وآفاق " .
شارك في أعمال الجلسة الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية والأمير خالد الفيصل أمير مكة المكرمة مؤسس ورئيس مؤسسة الفكر العربي رئيس مجلس الأمناء وعمرو موسى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية وأعضاء مجلس أمناء مؤسسة الفكر العربي وأعضاء مجلس الإدارة والهيئة العامة وعدد من ممثلي المنظمات والهيئات والمؤسسات والمجالس الاتحادية ومراكز الدراسات والأبحاث العربية والإقليمية والدولية فضلا عن عدد من الخبراء والمختصين في المجالات العلمية والفكرية المختلفة وكبار الإعلاميين من مصر والوطن العربي وحشد من الشخصيات الفكرية والثقافية والإعلامية.
وقال محمد بن نخيرة الظاهري أن الظروف والتحديات الصعبة التي تواجه أمتنا في الوقت الراهن على أكثر من صعيد وفي أكثر من مكان تستلزم المزيد من التضامن ووحدة الصف بين أبناء الأمة العربية .. داعيا إلى ضرورة مواصلة العمل لدعم كل الجهود الهادفة إلى تطوير آليات العمل العربي المشترك في إطار جامعة الدول العربية وتفعيل دورها بصورة أكبر لخدمة قضايا الأمة والولوج إلى رحاب مستقبل أفضل من خلال تعزيز الوحدة والتضامن والتكامل بين أبناء الأمة وعلى مختلف الأصعدة.
وأكد أهمية البحث عن كل المقومات والسبل التي تستنهض قوى الأمة وطاقاتها للخروج من ذلك الواقع المؤلم واستشراف مستقبل أفضل ..وقال أنه لا سبيل إلى ذلك إلا بالتضامن ووحدة الصف والرؤى ..
مؤكدا أن ذلك هو مايصون للأمة وجودها وأمنها ومصالحها ويعزز قدراتها على مجابهة جميع التحديات والتي على رأسها ظاهرة الإرهاب المستشري في المنطقة والعالم .
وشدد على أن مكافحة الإرهاب والقضاء عليه تعتمد أولا وبصورة أساسية على تنمية الثقافة والفكر لمجابهته ومن خلال نشر الثقة بين أفراد المجتمع وبما يعزز قدراتنا للقضاء على الإرهاب ومسبباته فضلا عن دعم الحوار بين الثقافات وتعزيز تحالف الحضارات .
وأضاف" إن الإرهاب الذي يواصل انتشاره في منطقتنا ويتمدد في كل مناطق العالم أصبح خطرا عالميا لا يعترف بالحدود الوطنية ولا يرتبط بديانة أو جماعة معينة ولا يوجد بلد أو مكان في مأمن من هذه الظاهرة الخطيرة ".
وأكد السفير الظاهري أهمية نشر الفكر والثقافة الوسطية التي يمكنها الحد من انتشار هذه الظاهرة .. مشيرا إلى أن الثقافة والفكر لبنتان أساسيتان في تحقيق التنمية والاندماج بين أبناء المجتمع بما يمنع حدوث النزاعات والانقسامات ويساعد على تسويتها وذلك من خلال الحوار و فهم الآخر .
وقال " إن جامعة الدولة العربية هي بيت العرب وهي النواة للوحدة العربية ومن خلالها يمكن للأمة العربية مواجهة التحديات الجمة التي ألمت بنا " .. داعيا الى ضرورة العمل على تعزيز دور الجامعة بما يسهم في تطوير العمل العربي المشترك وبما يعزز من قدرة الأمة على مواجهة التحديات وبما يترجم التطلعات القومية لمستقبل عربي أفضل " .
وأضاف " انطلاقا من استشعارنا بالمسؤولية والواجب القومي سنظل داعمين للجهود الهادفة إلى تعزيز التضامن العربي وتفعيل العمل العربي المشترك وتطوير آلياته بما يؤدي إلى تحقيق المزيد من التكامل والتنسيق والوحدة بين أبناء الأمة العربية ".
وشدد على أن منظومة العمل العربي بحاجة إلى التطوير لكي تواكب كافة المتغيرات الدولية بحيث تكون قادرة على تجسيد تطلعاتنا المنشودة في التضامن والتكامل العربي وذلك من خلال الفكر العربي المتجدد والمبدع القادر على إيجاد الحلول للكثير من الأزمات والمشكلات التي نواجهها .. " لذا يتوجب على جامعة الدول العربية رعاية هؤلاء المبدعين وتنمية قدراتهم حتى يتمكنوا من وضع أسس ومنطلقات من خلال أعمالهم الإبداعية لابتكار حلول للكثير من الأزمات التي تواجه العالم العربي" .
وفي ختام كلمته وجه الشكر والتقدير للأمير خالد الفيصل أمير مكة المكرمة مؤسس ورئيس مؤسسة الفكر العربي رئيس مجلس الأمناء والدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية على جهودهما المخلصة والرائدة في خدمة الفكر العربي في جميع المجالات وعلى مبادرتهما الحثيثة لعقد هذا المؤتمر الهام والذي ينعقد تحت شعار " التكامل العربي .. تحديات وآفاق ".
وأعرب عن خالص تمنياته بنجاح هذا المؤتمر الذي يتزامن مع الاحتفال بالذكرى السبعين لتأسيس جامعة الدول العربية التي تعد المنظمة المعنية بالشأن العربي
أرسل تعليقك