دبي ـ صوت الإمارات
تجسد العلاقات الوثيقة التي تجمع بين دبي وجمهورية الهند الصديقة قصة تعاون استثنائي، ضاربة بجذورها في أعماق التاريخ، مستندة إلى رؤية قيادة رشيدة تسعى دائماً إلى ترسيخ أواصر الصداقة والشراكة الاستراتيجية بين البلدين الصديقين.
حيث بدأت في عهد المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، وتعززت من خلال الزيارات الرسمية لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، للهند، دوراً محورياً في تعزيز الشراكة التي تمتد عبر القطاعات الاقتصادية والثقافية والسياسية، ما ساهم في وضع أسس متينة للتبادل التجاري والاستثماري بين البلدين.
وشكلت زيارات سموه محطة أساسية في مسيرة العلاقات الإماراتية الهندية، إذ تعكس الجهود الحثيثة للقادة لتحقيق تنمية شاملة ومتكاملة، حيث تتجسد التطلعات المستقبلية في تعزيز الشراكة في مجالات الاقتصاد والثقافة والطاقة والابتكار، ما يعد بدفع عجلة النمو وفتح آفاق جديدة للتعاون.
وقام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بزيارات رسمية إلى الهند، كان لها دورٌ في تعزيز العلاقات الاقتصادية؛ فقد تم توقيع العديد من الاتفاقيات التي تعزز الاستثمارات والتجارة بين دبي والهند، ما ساهم في نمو التجارة المتبادلة وتوطيد العلاقات التجارية بين الطرفين، وتعزيز جسور التعاون في قطاعات السياحة والطاقة والتكنولوجيا.
حيث اشتملت الزيارات الرسمية على لقاءات مع قادة القطاعين الحكومي والخاص لتبادل الخبرات ومناقشة سبل التعاون في مجالات استراتيجية مثل الطاقة المتجددة والتكنولوجيا الحديثة، علاوة على تعزيز الحوار السياسي والثقافي، حيث أسهمت اللقاءات الثنائية في تقوية العلاقات السياسية والثقافية، ما أتاح تبادل الزيارات وتنظيم الفعاليات المشتركة لتعزيز التفاهم بين الشعبين.
أولى محطات التعاون
ففي عام 2007، لبى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم دعوة كريمة من رئيس وزراء الهند آنذاك، الدكتور مانموهان سينغ، في زيارة تاريخية عكست عمق الروابط بين البلدين، حيث شهدت هذه الزيارة الإعلان عن مشاريع عملاقة في قطاعات الطاقة والبنية التحتية.
وتوقيع اتفاقية استراتيجية تجاوزت قيمتها 20 مليار دولار، ركزت على تطوير قطاع العقارات وتعزيز التعاون الصناعي والمالي، كما تم خلال الزيارة توقيع بروتوكولات لتعديل اتفاقية تفادي الازدواج الضريبي الموقعة عام 1992، ما أسهم في توفير بيئة استثمارية أكثر شفافية وجاذبية للمستثمرين، وفتح آفاق واعدة لتوسيع نطاق التعاون الاقتصادي والتجاري.
وقد حظيت هذه الزيارة بتغطية إعلامية واسعة النطاق في كلا البلدين، ما أبرز الأهمية الاستراتيجية للعلاقات الثنائية في دعم التنمية وتحقيق النمو المشترك.
وفي عام 2010، التقى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مرة أخرى برئيس وزراء الهند، مانموهان سينغ، حيث تم خلال اللقاء توقيع عدة اتفاقيات محورية، اشتملت على إبرام ترتيبات لتسهيل الإجراءات الدبلوماسية والتجارية، ما ساهم في خلق مناخ استثماري أكثر مرونة ونمواً. وكان لهذه الزيارة الأثر الكبير في تعزيز الثقة المتبادلة بين المستثمرين والمؤسسات من كلا الطرفين.
وفي عام 2020، وفي ذروة أزمة جائحة كوفيد 19، تلقى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رسالة تقدير من «ناريندرا مودي»، رئيس وزراء الهند، كانت بمثابة إشادة بالجهود الإماراتية في حماية المجتمعات والحد من انتشار «كورونا»، وقد حمل الرسالة الدكتور «سوبرامنيام جاي شانكار»، وزير الشؤون الخارجية الهندي، خلال زيارته للدولة.
حيث تبادل سموه والوزير الضيف وجهات النظر حول سبل إعادة دفع عجلة الاقتصادات وإنعاش الحركة والتبادل التجاري بين البلدين الصديقين، وكان اللقاء بمثابة تأكيد على أهمية التنسيق والتعاون بين الدولتين لمواجهة الأزمات والتغلب على العقبات الاقتصادية والصحية.
وفي فبراير 2024، جمع لقاء رفيع المستوى بين صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وناريندرا مودي خلال زيارة الأخير إلى الإمارات كضيف شرف في القمة العالمية للحكومات.
وتناول اللقاء استعراض المسيرة التاريخية للعلاقات الثنائية في تأكيد على التزام القيادة بتوسيع نطاق الشراكة الاستراتيجية وتطوير العلاقات في مجالات الطاقة والتكنولوجيا والابتكار، ما يمهد لمرحلة جديدة من التكامل الاقتصادي والثقافي بين دبي والهند.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ
محمد بن راشد يستقبل جموع المهنئين بعيد الفطر السعيد
محمد بن راشد يهنئ الأردني عمر ياغي لفوزه بجائزة نوابغ العرب تقديراً لإنجازاته