المنتدى الدولي للاتصال الحكومي

أجمع وزراء ومسؤولون مشاركون في المنتدى الدولي للاتصال الحكومي على أهمية الشفافية في التعامل وعدم إخفاء المعلومات نظراً لتعذر حجبها، في ظل ثورة المعلومات التي يشهدها العالم، مؤكدين أن تلك الشفافية قادرة على حماية المسؤولين وبناء علاقة مع الشعب مبنية على الثقة.

وأوضحت وزيرة التنمية والتعاون الدولي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي أن الاتصال الحكومي يحظى بأهمية خاصة في هذه الظروف نظرا للدور الذي يلعبه في توعية الشباب، مؤكدة ان القيادة في الدولة تصل الى الشعب والعكس أيضا في مثل جميل للعلاقة الواعية التي تعكس روح الديمقراطية بوجهها الصحيح وهي إحساس الفرد بانه محل اهتمام الحكومة وانه يستطيع الوصول اليها بيسر ودون حواجز.

وأضافت أن لكل مجتمع طريقته ونحن في الإمارات وصلنا الى علاقة راقية في التعامل بين الحاكم والمحكوم بلا حواجز وبشفافية تامة.

وحول تجربتها أوضحت كنت وزيرة اقتصاد سابقا وواجهت تحديا كبيرا وكان دوري في معظم الأحيان يحمل طابعا دفاعيا، لكن مع مرور السنوات تعلمنا ان الوضوح والشفافية واستباق الاحداث هو ما يدعم موقف المسؤول، وذكرت انا كوزيرة تنمية يهمني جدا توصيل المعلومة الى الرأي العام حول حجم المساعدات التي تقدمها الدولة.

وأوضحت هناك اجندة خاصة للاتصال الحكومي والاحاطة الإعلامية واجب علينا، واليوم لدينا امثلة مضيئة وعضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي  خير مثال على صلة الحاكم بشعبه من خلال تواصله واستماعه الى نبض الشارع وفتحه لكل قنوات التواصل.
بدروه قال فيصل عاكف الفايز النائب الأول لرئيس مجلس الاعيان الأردني لـ«البيان» علينا مسؤولية كسر حاجز الجمود بين المسؤولين وافراد الشعب من خلال الصدق وتقديم معلومة سليمة للعامة عوضا عن البحث عنها بوسائل أخرى قد لا تكون دقيقة، مشيرا الى ان أهمية المنتدى تتمثل في جمعه المسؤولين وأصحاب القرار مع وسائل الاعلام لتقريب وجهات النظر وبناء علاقة مبنية على الثقة.
وأضاف علينا استهداف الشباب من خلال المدارس والجامعات لبناء الثقة بين الشعب والحكومات لأن هناك حالة فقدان لا يمكن حلها الا عبر أجيال متعلمة.
وذكر أن التربية الوطنية المكتملة ستؤثر بلا شك على العلاقة بين الحكومات والشعوب من جهة وستحمي الشباب من جهة أخرى من الوقوع في فخ الأفكار المتطرفة أو التكفيرية وحمايتهم من حالة الاستقطاب والشد والجذب التي نعيشها حالياً.
من جهته أوضح المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير مروان بن جاسم السركال "الوضوح والشفافية وتقديم المعلومات بسرعة مفاتيح لإنجاح العلاقة بين وسائل الاعلام وموظفي الاتصال الحكومي وهو ما يدعم منظومة العمل الذي نقوم به ويظهره للعيان".
وأكد أن سرعة التواصل كفيلة بدرء الشبهات وفرصة للتأويل واثارة المشاكل، موضحا أنه لا مجال لإخفاء المعلومة وعلينا ان نوصلها لتقدم بصورتها.
وأشار على أن المسؤولين ووسائل الاعلام مسؤولية مشتركة تتمثل في وعي الجهات الحكومية بأهمية نقل المعلومة بيسر وسرعة بما يتناسب والتوجهات العامة، معتبراً فهم طبيعة عمل كل طرف يجعل شكل التواصل والعلاقة اكثر مرونة ووضوح.
ولفت لقد تجاوزنا الصحافة التقليدية والمسؤولون عليهم تفهم ذلك كما يوجد حالة من الوعي بأهمية وسائل الاعلام والدور الذي تلعبه.
وذكر أن حاكم الشارقة مثال للعلاقة الراقية بين المسؤول وافراد الشعب وكرس لدى الجميع ثقافة الحوار والنقد البناء، منتهيا بالقول ان المعلومات اليوم باتت متاحة ويمكن الحصول عليها وعلى المسؤول ان يسوقها بصورة صحيحة.
عبر مدير إذاعة وتلفزيون الشارقة محمد خلف عن فخره بحديث حاكم الشارقة واستخدامه برنامج الخط المباشر نموذجا في كلمته، معتبراً ان السبب وراء حديثه والنجاح الذي حظي به البرنامج مرده اهتمام الحاكم ودعمه واصراره ان يأتي البرنامج بنتائج ونقاط إيجابية تخدم أبناء الامارة.
وأوضح أن البرنامج كان حاله حال البرامج الأخرى لكن اهتمامه أعطاه الزخم وبات من افضل البرامج التي تعنى بالتواصل.
وأضاف مسؤوليتنا جسيمة من اجل الارتقاء بالبرنامج ومنذ ان استمعنا الى الكلمة بدأنا بوضع خطوط جديدة لمرحلة مستقبلية ليبقى الخط المباشر في الطليعة.
ولم ينكر خلف وجود قصور لدى بعض المسؤولين وعدم فهم لأهمية الاعلام ودوره كذراع يستخدمها المسؤول لتظهر النجاح الذي احرزه لكن لو جعلها خصيما له فان ذلك يبرهن على فشله بلا شك.
وكشف خلف عن بعض المعاناة التي واجهتهم وكسرهم لحاجز الجمود مع بعض الجهات مشيرا الى أن وجود موظفي الاتصال الحكومي سهل على الإعلامي عمله، وليس العكس، مستطردا ما زال هناك حاجة الى مزيد من التواصل بين وسائل الاعلام وموظفي الاتصال، في ظل المعاناة القائمة مع بعض مسؤولي الوزارات الاتحادية الذين يتحسسون من الحديث خاصة فيما يتعلق بالملاحظات ويخشون من طرح أي إشكالية عليهم ويتعاملون معها كنقيصة بحقهم.