دمشق - نور خوام
كشف التقرير السنوي من لجنة حماية الصحفيين، أنّ الجماعات المتشددة مسؤولة عن مقتل خمسي الصحفيين المقتولين في عام 2015 حيث ارتفع عدد إجمالي القتلى من الصحفيين إلى 69 صحفيًا، وقتل أكثر من ثلثي هذا العدد بسبب تقاريرهم في الفترة من 1 يناير/ كانون الثاني و23 ديسمبر/ كانون الأول وهي أعلى نسبة لقتل الصحفيين في السنوات الثلاث الماضية. ووصل العدد الإجمالي لوفيات الصحفيين إلى 61 في عام 2014 و2015 بعد أن كان 55 قتيلًا فقط خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، وتتولى منظمة حماية الصحفيين التحقيق في وفاة 24 صحفيًا لمعرفة ما إذا كان لوفاتهم علاقة بعملهم الصحفي، وقُتل ثمانية صحفيين في مكتب المجلة الساخرة شارلي إبدو ما جعل فرنسا ثاني أخطر بلد بالنسبة للصحفيين هذا العام بينما كانت سوريا الدولة الأولى، ونفذت الهجمات بواسطة تنظيم القاعدة وأسفرت عن مقتل أربعة أشخاص أخرين. وتفوق أعداد الوفيات في سوريا الأعداد في بقية أنحاء العالم في عامي 2012 و 2013 و2014، إلا أن لجنة حماية الصحفيين أوضحت انخفاض أعداد الوفيات في 2015 ويرجع ذلك إلى قلة عدد الصحفيين الأجانب الذين يغطون الصراع على أرض الواقع حيث رفضت المنظمات الأجنبية إرسال موظفيها لمنطقة الصراع في حين فر الصحفيون المحليون إلى "المنفى"، وفي أكتوبر/ تشرين الأول قتلت داعش اثنين من الصحفيين السوريين هما فارس حمادي وإبراهيم عبد القادر الذي هرب إلى تركيا. وقتلت داعش أربعة مدونين في عام 2015 وطُعن ناشر أخر حتى الموت في بنجلاديش بما في ذلك قتل الكاتب الأميركي من بنجلاديش أفجيت روى، وعلى الصعيد العالمى قُتل نحو ثلث الصحفيين من قبل الجماعات الإجرامية والمسؤولين الحكوميين أو السكان المحليين الذين كانوا في معظم الحالات تجار مواد مخدرة أو من السلطات المحلية المشتبه في تواطئها في ارتكاب جرائم منظمة. وأفاد مدير لجنة حماية الصحفيين كورتني رادش أن عام 2015 شهد أعلى نسبة من جرائم القتل جزئيًا بسبب وجود نطاق قليل من الصراعات النشطة حيث يتعرض الصحفيون لتبادل إطلاق النيران كما أن الجهات الفاعلة غير الحكومية مثل تنظيم داعش تمثل تهديدا كبيرا، مضيفا " يعتبر هذا العام الأبشع في جرائم القتل التي وقعت بنسبة كبيرة من جهات غير حكومية مثل تنظيم داعش، ونسلط الضوء على دور المتشديين الإسلاميين لأنه من غير المألوف أن نشاهد هذه الجرائم فى العالم خارج مناطق الصراع". وبيّن تقرير المنظمة أن 47 صحفيًا قتلوا بسبب أنشطتهم، وأن 28 صحفيًا منهم تلقوا تهديدات قبل تعرضهم للقتل، وتعتبر مهنة بث التقارير الأخطر حيث تسببت في وفاة 25 مراسلًا مع مقتل 29 صحفيًا من العاملين على الإنترنت. وأوضحت لجنة حماية الصحفيين أنها واجهت صعوبة في التحقق من الظروف التي قتل فيها الصحافيين في سوريا ومناطق الصراع الأخرى مثل ليبيا واليمن والعراق، مشيرة إلى أنها بدأت بعثة بحثية هذا العام في العراق للتحقق من التقارير التي تفيد باختفاء أو قتل 35 صحفيًا بواسطة داعش في الموصل لكنها فقط استطاعت التأكد من عدد قليل من الحالات بسبب سيطرة داعش على المدينة، كما تلقت المنظمة تقارير على الصعيد العالمي تفيد باختفاء عشرات الصحفيين ولكنها لم تتمكن من التأكد من وفاتهم. وواجهت منظمة حماية الصحفيين صعوبة خاصة في اكتشاف ما إذا كان الصحفيين المتورطين مع الجماعات المتشددة في أماكن مثل سوريا والعراق يعملون في المقام الأول للقيام بنشاطهم الصحفي أم يقاتلون في الصراع، وتمكنت المنظمة من التأكد من وفاة 13 صحفيًا من بين 90 حالة وفاة تم الإبلاغ عنها في سوريا نتيجة العمل الصحفي، ويرجع ذلك إلى الإبلاغ بأن حوالى ثلث هؤلاء الصحفيين إما أعضاء في الجماعات المسلحة أو تم تصويرهم بجانب الأسلحة، ولذلك كان من المستحيل التأكد من أنهم لم يموتوا كمقاتلين. وذكر رادش " هنا نقص معلوماتي كبير بسبب وجود عدد قليل من المراسلين الأجانب حيث ترك الأمر للجهات المحلية وكثير منم هرب بالفعل، ومن بقوا يؤدون عملهم الصحفي لكنهم أيضا يلعبون دورًا مزدوجًا، ونأمل أن عمل هؤلاء الصحفيين مع الجماعات المسلحة يكون للضرورة وليس لتفضيل ذلك". وعلى الرغم من أن الشرق الأوسط لا يزال منطقة خطرة لعمل الصحفيين تقول لجنة حماية الصحفيين أنها جذبت انتشار واسع لعمليات قتل الصحفيين فى 2015 فى العراق والبرازيل وبنجلاديش وجنوب السودان واليمن، وتتبع تقرير المنظمة قائمة الصحفيين السجناء، ووجد أن عدد الصحفيين المسجونين في الأول من ديسمبر/ كانون الأول بلغ 199 صحفيًا من 212 صحفيًا. وكشف التقرير أن مصر والصين تحتجزان عددًا قياسيًا من الصحفيين بسبب نشاطهم، ومع انخفاض العدد في هذه البلدان إلا أن مناخ الخوف لا يزال قائمًا.