مبنى التلفزيون المصري

أكد وزير الإعلام صلاح عبد المقصود أن حرية الإعلام في مصر مكفولة بعد الثورة، مشددًا خلال مؤتمر صحافي له، الأربعاء، على تغيير 156 قيادة داخل ماسبيرو، خلال الأسبوعين المقبلين، وكرر الوزير ردوده المستفزة على الإعلاميات خلال مؤتمر لعرض أهم الإنجازات التى قام بها خلال فترة رئاسته للوزارة. وقال ردًا على سؤال لمراسلة قناة "النهار" عن محتوى قنوات التلفزيون المصري "سأقول لك كما قلت لزميلتك من قبل "تعالي وأنا أقولك أين المحتوى"، وهو ما أثار حالة من الاستهجان بين جموع الصحافيين والإعلاميين الذين حضروا المؤتمر الصحافي  لاستعراض إنجازات عبد المقصود في وزارة الإعلام، وأعلن عدد منهم انسحابهم اعتراضًا على مقولة الوزير.
وأبدى عبد المقصود سعادته بلقاء مجموعة من الصحافيين في أكثر من مناسبة، أولها حفل تكريم رواد الإذاعة والتليفزيون، الذين وصلوا لسن التقاعد، وهي المرة الأولى التي يحتفل التليفزيون بهم، وسيتم صرف مستحقاتهم المتأخرة كافة، مثل نهاية الخدمة وبدلات الإجازات، ثانيًا الاحتفال بستينية إذاعة "صوت العرب"، قائلاً "وقد توجهت بدعوة الرئيس محمد مرسى إلى حضورها، وأرجو أن يتسع وقته لذلك".
وأكد عبد المقصود أن حرية الإعلام في مصر مكفولة بعد الثورة، موضحًا أن أول قرار استخدم فيه الرئيس محمد مرسى سلطته التشريعية حينما كانت في يده هو إلغاء حبس الصحافيين في قضية حبس أحد رؤساء تحرير الصحف الخاصة.
وأضاف أنه بعد الثورة أطلقت 59 صحيفة و22 قناة فضائية خاصة.
وأكد الوزير خلال المؤتمر تغيير 156 قيادة داخل ماسبيرو، خلال الأسبوعين المقبلين، موضحًا أن التغيير يشمل إنشاء عدة أستوديوهات جديدة داخل المبنى، كما سيتم تطوير حديقة ماسبيرو، والتي سيطلق عليها اسم "حديقة الثورة".
وتسببت ردود وتصريحات عبد المقصود التي تحمل عبارات غير لائقة وفيها إيحاءات جنسية ضد صحافيات مصريات في توجيىه انتقادات واسعة للوزير من جانب عدد من الصحافيين وخبراء الإعلام، خاصة أنها المرة الثانية التي يستخدم فيها ألفاظًا خارجة ضد فتيات يعملن في المجال الصحافي.
وفاجأ الوزير مراسلة قناة "النهار" التي طلبت منه ذكر إنجازاته في الوزارة بقوله "ابقي تعالي وأنا أقولك فين المحتوى، زي زميلتك السابقة".
وتسببت تصريحات الوزير في غضب الكثيرين من أبناء المهنة، حيث طالب الخبير الإعلامي ياسر عبد العزيز وزير الإعلام بالاستقالة من منصبه عقب تلك التصريحات، وقبلها الاعتذار لجميع الصحافيات المصريات، لتكرار تلك الألفاظ الخارجة التي لا تيلق بمنصب وزير، وفي حق زميلات في مهنة الصحافة والإعلام.
وقال وكيل نقابة الصحافيين جمال عبد الرحيم "إن اختيار صلاح عبد المقصود وزيرًا للإعلام كان قرارًا خاطئًا من الأساس بنسبة 100%، لأنه ليس له صلة بالإعلام، وتصريحاته تدل على أنه لم يمارس مهنة الصحافة".
وأضاف وكيل نقابة الصحافيين أن منصب وزير الإعلام كبير على عبد المقصود، مؤكدًا أنه لا يمتلك الخبرة لإدارة الوزارة، على الرغم من توليه عضوية مجلس نقابة الصحافيين لمدة 16 عامًا، والتي من المفترض أن تعطيه خبرة للتعامل مع الصحافيين.
وأشار عبد الرحيم إلى أن وزير الإعلام يتعامل مع الصحافيين بصورة سيئة للغاية، لافتًا إلى أن عبد المقصود يتعامل مع الصحافيين بطريقة سيئة تطورت إلى التحرش اللفظي بالصحافيات، وهو أمر غير مقبول.
واستنكر أستاذ الإعلام الدكتور بسيوني حمادة ما قاله الوزير، مطالبًا إياه بالاعتذار للإعلامية ولزميلتها السابقة، وأن لا يجوز لوزير إعلام مصر أن تصدر منه تلك التصريحات الخارجة وغير المسؤولة، خاصة وأنه سبق له العمل في مهنه الصحافة، وكان أجدر به أن يكون أكثر لباقة واتزانًا في ردوده، خاصة عندما يكون من يخاطبها فتاة تعمل في مهنة الإعلام.
وكان وزير الاعلام قال العبارات نفسها لصحافية سابقة خلال مؤتمر صحافي، وكانت إحدى الصحافيات قد وجهت سؤالاً إلى وزير الإعلام صلاح عبد المقصود "أين حرية الصحافة؟"، وذلك خلال حفل توزيع جوائز مصطفى أمين وعلي أمين الصحافية، ليلة الثلاثاء، فأجابها ساخرًا "ابقي تعالي وأنا أقولك فين"، وتسبب ذلك في هجوم واسع ضده حينها لدرجة مطالبة الكثيرين له بالاعتذار العلني أو الاستقالة، لكنه عاد وكرر الكلمات نفسها، الأربعاء، لمراسلة قناة "النهار".