القاهرة - السيد خلف الله
دخل العاملون في قطاعات اتحاد الإذاعة والتلفزيون المعتصمون أمام مكتب وزير الإعلام صلاح عبد المقصود في اعتصام مفتوح, وذلك اعتراضاً على تطبيق لائحة الأجور الجديدة, وهو ما دفع وزير الإعلام إلى عدم الحضور إلى مكتبه, خشية الصدام مع المعتصمين الذين نادوا برحيله, وهو ما دفعه لتكليف رئيس التلفزيون المصري شكري أبو عميرة للذهاب إلى المعتصمين لإقناعهم بلائحة الأجور الجديدة, حيث طلب أبو عميرة
من المعتصمين الجلوس معه في قاعة المؤتمرات إلا أنهم رفضوا الحديث معه مطلقاً.
فى حين هدّد عبد المقصود بالاستعانة بالجيش المصري لحماية اتحاد الإذاعة والتلفزيون في حالة التجاوزات, مؤكداً أنه يمتلك هذا الصلاحيات, وسيستخدمها لتطبيق اللائحة الجديدة.
وأكد الخبراء والعاملون داخل اتحاد الإذاعة والتلفزيون "ماسبيرو" وجود أزمات مصطنعة من قبل وزارة الإعلام وجماعة "الإخوان المسلمون" للإطاحة بالكوادر الفنية في المبنى، ومن ثم يصبح مبنى بلا قيمة حتى يتم تهيئته للبيع، خصوصاً أنه انتشرت أقاويل كثيرة في هذا الموضع، وظهور وثيقة خيرت الشاطر لبيعه لإحدى الدول العربية, فهذه الخطة بدأت بصياغة أزمة مالية, وبعدها يتم تهجير العاملين بأسلوب الضغط المادي, بالإضافة إلى المحاولة غير المباشرة لإضعاف الصورة ومستوى الشاشة بقتل روح الإبداع والتفكير حتى يكون لديهم حجة واضحة لإغلاق المبنى.
ورجح العاملون وجود هذه الخطة في ظل انفجار أزمة لائحة الأجور الجديدة, التي ثار على أثرها العديد من العاملين في قطاع القنوات المتخصصة, وقطاع التلفزيون, وقطاع الإقليميات ضد وزير الإعلام صلاح عبد المقصود, وعدم إنتاج برامج جديدة لسبب الأزمة الطاحنة.
وفي هذا السياق قال المخرج في القناة الأولى علي غيث "إن وزير الإعلام افتعل هذه الأزمة من أجل توفير جزء من موازنة الاتحاد لوزارة هشام قنديل, كما أن وزير الإعلام يستخدم سياسة "التطفيش" للكوادر داخل التليفزيون، وبخاصة أنهم يتقاضون رواتب قليلة جداً في حين أن هناك عروضاً برواتب عالية من الفضائيات الخاصة، لذا طالب العاملون في التلفزيون المصري برحيل صلاح عبد المقصود من وزارة الإعلام".
وأيد أستاذ الإعلام في جامعة القاهرة محمود خليل قائلاً "إن هناك خطة متكاملة لبيع اتحاد الإذاعة والتلفزيون تسعى جماعة (الإخوان المسلمون) لتنفيذها, وبدأت بالفعل منذ أن أصدر صلاح عبد المقصود لائحة الأجور الجديدة, بالإضافة إلى أنه لم يضف شيئاً لهذا الصراع الإعلامي العتيق, فلم نرَ برنامجاً واحداً جديداً منذ أن تولى عبد المقصود حقيبة وزارة الإعلام, بل نرى تكميم الأفواه, كما أنه "يتفنن" في إهدار الجهود المبذولة من قبل العاملين، فهؤلاء تعالت أصواتهم ببيع "ماسبيرو" منذ أن تولى الدكتور محمد مرسي رئاسة الجمهورية, لكن السؤال كيف تعيش دولة من دون وجود إعلام رسمي؟ وماذا يفعل 43 ألف عامل داخل هذا الصرح الإعلامي، الذي ظل الأول في الشرق الأوسط لفترات طويلة؟".
وأشارت الإعلامية المذيعة في القناة الثالثة, والتي تم معاقبتها لسبب خلافها السياسي مع النظام الحاكم عزة الحناوي إلى "أن جماعة "الإخوان المسلمين" تعمل الآن على تغيير العاملين من أبناء ماسبيرو بآخرين من أبناء الجماعة, وذلك عن طريق تهجير العاملين بالضغط المادي, وعدم إنتاج برامج جديدة, كما أنه لا توجد نية لتطوير شكل ومضمون الشاشة، وهذا ما يدفع العاملين أن يبحثوا عن فرصة أخرى في الفضائيات الخاصة, فهذه خطة من قبل النظام الحاكم للإطاحة بماسبيرو".