طارق الشمري يؤكد أنه سعيد باصطياده في "الصدمة"

نادراً ما يكون ضحية برامج الكاميرا الخفية سعيد بأن وقع في "فخ" المقلب، خصوصاً حينما تظهر أمامه الكاميرات والمصورون للوهلة الأولى، لكن الأمر في ما يتعلق ببرنامج "الصدمة"، الذي يبث يومياً على قناة "إم بي سي"، يبقى مختلفاً، بسبب طبيعة البرنامج الهادفة التي تسعى إلى إبراز القيمة الإيجابية لردود أفعال أفراد من المجتمع يصادفون موقفاً إنسانياً يستدعي تدخلهم، من جهة، وعدم الاستخفاف أو السخرية بالضيف من جهة أخرى.

مساء الاثنين، عرض البرنامج حلقة تم تصويرها في مطعم "المطبخ السعودي" في منطقة الجميراً بدبي، لكن الملفت أن أحد ضحايا الفقرة التي تم تصويرها في دبي، إعلامي وخبير اتيكيت مقيم في دبي، هو طارق الشمري، الذي ظهر مذيعاً على قنوات عدة، قبل أن يستقر الآن في قناة "الغد المشرق"، إلى جانب عمله الرسمي بقسم الإعلام في الهيئة العامة للشباب والرياضة في مقرها بالممزر.

ويعد الشمري أول إعلامي يقع ضحية هذا البرنامج، الذي عرض حلقات سابقة لردة فعل الجمهور حول ضرب خادمة لطفلة، ومشاهد خداع لمعاقين، وسوء معاملة الأب المسن، حيث جاء محتوى الحلقة منافياً لمجال اهتمامه وهو "فن الإتيكيت"، بعد أن سعى المخرج إلى انتزاع ردة فعل الجمهور الذي يشاهد أماً تقوم بتوبيخ وضرب ابنها اليافع داخل مطعم، وهي تقوم بمساعدته في استذكار دروسه بانفعال هيستيري، وعلى مرأى ممن حولها.

وذكر الشمري: "كان وجودي بالمكان مصادفة، وهي المرة الأولى التي أقصد فيها هذا المطعم، باقتراح من صديقي، الذي حثني كثيراً على عدم التدخل، لكني فضلت أن أبادر بالنصيحة والمعلومة، لعلها تغير شيئاً لدى من كنا نعتقدها أماً".

وتابع: "مع تعالي صراخ المرأة، وإحساسي بمدى القهر الذي يعانيه الصبي، قررت التوجه إليها، وبادرت بالتعريف بنفسي، كي أكسر أي خواطر سيئة قد تتبادر لديها، بدعوى أنني أتدخل في ما لا شأن لي بها، فوجدتها تنصت بشكل جيد، دون أن تفارقها عصبيتها، لذلك كنت شديد الايجاز معها، وحاولت إقناعها بأن هذا الأسلوب خاطئ على الصعيد النفسي، كما أنه لا يليق ولا يحق لها أن تقوم به".

وأكد الشمري أنه ليس ممن يهوون صناعة المقالب في الجمهور لغرض الإضحاك والسخرية البحتة، لكنه رغم ذلك سعيد باصطياده في "الصدمة"، مضيفاً: "نحن هنا أمام برنامج مختلف لا يعرف الإسفاف، بل على العكس يقدم قيمة اجتماعية وأخلاقية، ويبعث برسالة غير مباشرة تكافح العديد من السلوكيات الخاطئة، كما أنها تشجع السلوك الإيجابي لمن يسعون إلى رفع المعاناة بدافع إنساني عن شخص صادفوه".

وحول رسالة هذه الحلقة من وجهة نظره قال: "المكان العام يجب احترامه والتقيد بأنظمته، وكذلك مراعاة أن هناك آخرين بجوارنا، وإن كنا بمفردنا فهذا المكان عام ويجب أن نراعي ذلك ونحافظ عليه، ونعكس ثقافتنا من خلال تعاملاتنا مع البيئة من حولنا".