الصحفي الفلسطيني معاذ عمارنة

تصدر الصحفي الفلسطيني معاذ عمارنة مواقع التواصل الاجتماعي، وعناوين الصحف العالمية، لمدة سبعة أيام تضامنا معه بعدما فقد عينه اليسرى خلال أداء عمله وتغطية الاحتجاجات بين الفلسطينيين وجيش الاحتلال.

اخترقت رصاصة من رصاصات الجيش الإسرائيلي عين معاذ اليسرى يوم الجمعة الماضي، وأجرى على أثرها عملية جراحية يوم الثلاثاء الماضي لاستئصال عينه اليسرى مع الإبقاء على مكان الرصاصة حتى لا يتعرض للخطر.

دعم عالمي

الصورة المتداوة لمعاذ (32 عاما) أثناء أداء عمله وعينه مفقوءة، تحولت إلى أيقونة للعمل الصحفي، حيث نشرها الآلاف حول العالم تضامنا معه، وندد الكثير بخطورة ما تعرض له معاذ وتأثيره على الشفافية ونقل الحقيقة، الأمر الذي دفع رواد مواقع التواصل الاجتماعي لتدشين حملة للتضامن معه، من خلال نشر صورة للشخص واضعا ضمادة بيضاء على عينه اليسرى أو يخفيها بيديه.

مئات المنشورات تضمنت رسالة دعم معاذ أبرزها «لن تفقأ عين الحقيقة»، التي كان أول من نشرها مصور مصري، وتوالت بعدها المنشورات من مصورين وصحفيين وناشطين في مجال حقوق الإنسان في فلسطين ودول أخرى وهم يخفون عينهم اليسرى.

أول رسالة

لم يبخل معاذ على متابعيه بموافاتهم بتفاصيل علاجه، حيث نشر رسالته الأولى بعد تعرضه لهذا الحادث على حسابه الخاص بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، وكتب: "أنا الصحفي معاذ عمارنة الذي فقد عينه بسبب عمله.. أريد أن أشكر جميع من تضامن معي في فلسطين وفي جميع الدول العربية الشقيقة وجميع المتضامنين الدوليين".

وأضاف معاذ: "وأخص بالذكر زملائي الصحفيين في فلسطين وخارج فلسطين، هذا التضامن خفف عني كثيرا وشعرت أنني لست وحيدًا، وأتمنى أن نكون يدا واحدة ونكون كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضًا، لنستطيع الاستمرار في معركة تحرير القدس والمقدسات ولنحافظ على هويتنا الفلسطينية".

وأوضح معاذ أن فقدان عينه لن يؤثر على عمله، حيث أعلن أنه سيستمر في أداء عمله قائلا: "تأكدو جميعًا أن إصابتي لن توقفني عن تغطية الحقيقة والاستمرار بعملي الصحفي بجانب زملائي في الميدان، فالصحفي يقاوم من خلال كاميرته وقلمه وصوته والإعلام من أهم الجوانب التي تقوي قضيتنا.. لن تنطفئ عين الحقيقة وعيني وقلبي وجسمي فداء للوطن والأقصى والأرض الفلسطينية".

 

حب في المستشفى

تلقيه العلاج وإقامته بالمستشفى، لم يمنع زوجته ولاء من محاولته التخفيف عنه والاحتفال بعيد زواجهما الثالث معا، بعد نجاح العملية التي أجراها بعينه، ونشرت صورة وهي تجلس بجواره وأمامهما كعكة.

 

تفاصيل الإصابة

روى معاذ تفاصيل إصابته خلال مداخلة بأحد البرامج، وأوضح أنه قبل يوم واحد من إصابته في بيت لحم تلقوا تهديدات بضرورة مغادرة المكان، أما لحظة إصابة معاذ فأوضح أنها كانت خلال عملهم في تغطية اعتصام ببلدة صوريف احتجاجا على أراضيهم.

ولاحظ وجود بعض المناوشات ولكن لم يعر اهتماما لأنه لم يشترك بها، فقد ارتدى الزي الصحفي وكان بعيدا عن الاحتجاجات حتى تفاجأ بعينه المصابة وفقدها، وأوضح التقرير الطبي وجود رصاصة بالجمجمة وكسر عظمتين بعظام الوجه.

وهذه ليست المرة الأولى التي يلاحظ فيها معاذ الهجوم على الصحفيين، فقبل الحادث بعدة أيام كانوا يغطون مواجهة بمخيم العروب، وتعرضوا حينها لإطلاق النار أيضا.

وقد يهمك أيضًا:

الغضب يسيطر على “تدفيع الثمن” لاعتقال أحد أفرادها بسبب "موسم الزيتون

"قناة عبرية تؤكّد أنّ الجيش الإسرائيلي يستعد لحرب ثالثة على لبنان