الشارقة ــ صوت الإمارات
تناولت ندوة "من الإلهام إلى الترويج" التي استضافها ملتقى الكتاب مساء أمس الأول في معرض الشارقة الدولي للكتاب، مصادر الكاتب التي تشكل أسلوبه الإبداعي ومضامين أعماله، حيث شارك في الندوة ثلاثة روائيين ومتخصصين في الأدب، هم: الكاتبة هيلين فرايث، ودوي، ود.عمر عبدالعزيز، وأدارتها الروائية فتحية النمر.
واستعرضت الندوة العلاقة بين الطفولة، وذاكرة المبدع، وانعكاسها على التجارب الأدبية في سنوات الكاتبة، وأثر لغة التواصل والخطاب التي ينشأ عليها المبدعون، وقدرتها على تشكيل أسلوب مميز في الكتابة، إضافة إلى الآلية التي تتحول فيها كل أشكال المرئي والمسموع والملموس، إلى نص مكتوب.
وبينت هيلين أن طفولتها المفارقة شكلت واحدة من العوامل الرئيسة في كتابتها، فظلت تلازمها طوال مشوارها الإبداعي بوصفها ملهما كبيرا، حيث قالت: "صرت أدين لطفولتي الغريبة، فأجد أنها أثرت على اختياري لموضوعات رواياتي، وعلى اختياري للمفردات، والقاموس اللغوي الذي استعمله في الكتابة، وكأنني من دون تلك التجربة الإنسانية لا أملك أدوات الكتابة".
وروت الكاتبة دوي تاريخ تجربتها الإبداعية، وكيف ابتعدت عن الكتابة ثم عادة إليها بقولها: "منذ الطفولة وأنا أحب الكتابة، وأجدها المساحة الحرة التي يمكنني أن أعبر فيها عن ذاتي، إلا أنني حين قررت الدراسة الأكاديمية اخترت مجالاً يبتعد عنها كان المحاماة، وذلك بسبب النظرة إلى الواقع وما يصلح له، ومع مرور السنوات وجدت أنني أفقد نفسي، وأن هذه الشخصية المحامية ليست أنا، فعدت إلى الكتابة من جديد، وبدأت بنشر القصص القصيرة في عدد من الصحف الأجنبية".
وأضافت: "ساعدتني كتابة القصة كثيرا، حيث أخذت انطباعات القراء، وتعرفت على أسلوبي الإبداعي، الأمر الذي شجعني لأكتب روايتي الأولى، التي تدور أحداثها حول قضايا المرأة الاجتماعية، لذلك أجد أن حياتي اليومية، ومشاعري المتغيرة هي واحدة من مصادر الهامي الأساسية".
وكشف د.عمر عبد العزيز، عن جملة من المحاور الرئيسية التي تؤثر في التجربة الإبداعية، موضحا أن ذاكرة المبدع بكل ما تحمله من تفاصيل بعيدة، تعود إلى الكاتب لحظة كتابته في سياق من اللاوعي، ويعد هذا النوع من الكتابة الأكثر صدقا، ففيها تتجلى صورة الكاتب الصافية، غير المتكلفة، والمصطنعة.
وبيّن أنه إلى جانب كل العناصر البصرية والسمعية والملموسة التي تتداخل في ما بينها لتشكل بناء النص الإبداعي، فإن الكاتب لا يمكن له أن يكتب عملاً باهراً وجديداً، إن لم يكن ملما بالقوانين التعبيرية التي يضبط النوع الإبداعي الذي يكتب فيه.