أبوظبي - صوت الإمارات
اهتمت صحف الإمارات في افتتاحياتها الصادرة صباح اليوم باتفاق وقف إطلاق النار في سورية التي أثبت الصراع فيها على مدى الأعوام الستة الماضية أن المدنيين هم من دفعوا الثمن فرادى.
كما سلطت الصحف في افتتاحياتها الضوء على خطاب وزير الخارجية الأميركي جون كيري حول الشرق الأوسط والذي انتقد فيه سياسة الاستيطان التي ينتهجها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
فمن جانبها وتحت عنوان " وقف النار وإنهاء المحنة " تساءلت صحيفة " البيان" عن امكانية صمود اتفاق وقف إطلاق النار في سورية وقالت انه قد يكون من الصعب الإجابة على هذا السؤال إلا أن واقع الحال يشير إلى أن صموده يحتاج لمعجزة .
وأضافت الصحيفة " إن السوريين ينظرون بأمل إلى هذا الاتفاق بعد أن ظلوا ولسنوات عديدة يستغيثون بالمجتمع الدولي من عمليات القصف التي يقوم بها النظام وميليشيات حزب الله ضد المدنيين في مناطق سورية عدة " .
وأكدت " لقد أثبت الصراع في سوريا على مدى الأعوام الستة الماضية أن المدنيين دفعوا الثمن فرادى فهذا الصراع الذي يشارك به النظام والجماعات المتطرفة وأطراف عدة دخلت على خط الأزمة السورية صراع مؤلم جدا دفع الأبرياء ثمنه " .
ولفتت إلى أن ملايين السوريين هاجروا من أماكنهم إلى مواقع أخرى داخل سوريا وخارجها واقترب عدد الضحايا من نصف المليون شخص إضافة إلى مئات آلاف الجرحى بينما دمرت البنى التحتية في مدن وقرى عدة وتفاقمت الخسائر المالية والاجتماعية وبدا كما لو أن المجتمع الدولي مصاب بالصمم السياسي مع اكتفائه بإصدار البيانات وعدم بذل أي جهد لوقف هذه الحرب كليا ولا لردع النظام عن أفعاله وهي أفعال مدانة بكل المقاييس خصوصا حين يدفع كلفتها كل مدني بريء من دون تمييز وبحيث يصير إيذاء المدنيين مقبولا بنظر النظام ومن معه بذريعة وجود جماعات إرهابية .. وهذا أمر خطير جدا لا يمكن احتماله ولا قبوله " .
وأكدت "البيان" في ختام افتتاحيتها أنه آن الأوان أن يتم إنقاذ المدنيين في سورية بإبعاد نار الحرب عنهم وعدم تركهم أسرى لهذه النار التي تحرق بلادهم ولا تفرق بين شخص وآخر وتأخذ الكل بجريرة الصراع وتداعياته ".
من جانبها وتحت عنوان " احتلال إلى الأبد " قالت صحيفة الخليج في افتتاحيته " يبدو أن وزير الخارجية الأمريكية جون كيري طفح به الكيل من حماقة حكومة الكيان الصهيوني .. فقد انتقد بشدة الاستيطان الجاري وإصرار نتنياهو على المضي به قدما وهو يرى أن ذلك " يهدد حل الدولتين".
وأضافت الصحيفة " إن المشكلة لدى الإدارة الأمريكية واضحة لا لبس فيها فالموقف من الاستيطان ينبع أساسا من كونه يمنع قيام الدولة الفلسطينية وليس من كونه مخالفا للقانون الدولي وانتهاكا للقرارات الدولية ودوسا على حقوق الإنسان فهذه تبرز للأغراض الدعائية وليس لها مكان في السياسة الواقعية .. كما أن الإصرار على قيام الدولة الفلسطينية ليس دافعه متطلبات أخلاقية وإنما ضرورات سياسية واقعية".
وتساءلت " بدون قيام الدولة الفلسطينية ما خيارات الكيان الصهيوني؟ هل يستمر في بناء المستوطنات حتى لا يبقى شبر من الأرض الفلسطينية ليس فيه وجود استيطاني؟ هذا الوضع المفترض يشكل احتلالا أبديا في نظر الوزير الأمريكي .. فالكيان لا يستطيع بناء المستوطنات أو المحافظة عليها من دون قوة الاحتلال التي تسهل ذلك .. وهذا وضع ليس مريحا للولايات المتحدة لأنها تدرك أن الشعب الفلسطيني كما الكثير من المجتمع الدولي لن يتقبل مثل هذا الوضع .. وستكون الولايات المتحدة في وضع المدافع المستمر عن الاحتلال وعن المظالم والانتهاكات المترتبة عليه .. وهي لم تعد الدولة العظمى الوحيدة بل أصبح يشاركها في القوة والنفوذ دول أخرى".
وأشارت إلى أن الدفاع عن الاحتلال في مثل هذا الوضع الدولي لا يخدم مصالحها بل يضعفها .. وهي تحمي مصالحها ليس فقط بقوة السلاح الذي تملكه وإنما أيضا بقوة الموقف الأخلاقي الذي تزعمه .. والدفاع عن الاحتلال ودعمه موقف غير أخلاقي يسهل على خصومها استغلاله لإضعاف نفوذها في منطقة العالمين العربي والإسلامي على الأقل .. أما الخيار الآخر المتاح للكيان غير استمرار الاحتلال فهو ضم الضفة الغربية .. وهو خيار لا يقل مرارة في تداعياته عن الخيار الأول .
كما تساءلت " هل الملايين الفلسطينية التي ستكون جزءا من الدولة الواحدة ستكون على قدم المساواة مع اليهود فيها؟ حينذاك ستفقد هذه الدولة هويتها اليهودية التي تسعى إليها الحركة الصهيونية وقد يصبح الفلسطينيون بمرور الوقت هم الأغلبية التي تتحكم بهويتها كما بمفاصل الحكم فيها وهذا أمر لا يخطر على بال أي صهيوني .. لا يتبقى أمام الكيان سوى أن يكون عنصريا .. وهذا هو الحال الذي لم يسمه كيري باسمه الفعلي وإنما استعمل مصطلح الاحتلال مجازا ففي نظره بحكم التاريخ الأمريكي فإن مصطلح الاحتلال أهون من مصطلح العنصرية .. فالعنصرية أصبحت مقيتة عالميا والولايات المتحدة تدرك استحالة الدفاع عن وجودها.
واختتمت صحيفة الخليج افتتاحيتها قائلة " باختصار أصبحت حماقات الكيان الصهيوني عبئا على الغرب " .
من جهتها وتحت عنوان " كيري الغاضب " ..قالت صحيفة "الوطن" .." مهما حاولت الإدارات الأمريكية المتعاقبة تجاهل كافة الوقائع ومواصلة الانحياز التام للكيان "الإسرائيلي" لكن في النهاية هناك وقائع ويوميات وجرائم واعتداءات وتجاوزات ومخالفات لكافة قواعد القانون الدولي يقوم بها الاحتلال بحق شعب أعزل منذ قرابة الـ70 عاماً ".
وأضافت الصحيفة أن هناك أيضاً قرارات صادرة عن مجلس الأمن الدولي منذ نصف قرن ويتم تجاهلها من "الكيان" إياه منها ما يعتبر الاستيطان جريمة حرب ومع هذا استغل الاحتلال عدم المساءلة وواصل نهش الأراضي الفلسطينية والبناء عليها متجاهلاً كل شيء بما فيها الموقف العالمي الرافض لذلك ولكن هذا ما سبب حرجاً للإدارة الأمريكية وعبرت عن موقفها عبر كلمة وزير الخارجية جون كيري المطولة وإن أتى نفاذ صبرها متأخراً ودون اي فاعلية خاصة كون من يستعد لدخول البيت الأبيض – دونالد ترامب - يعلن الدعم التام لـ" إسرائيل " ويعارض أي توجه مهما كان لوضع حد لتعدياتها وجموحها وحتى مواصلة الاستيطان لا يجد فيه أي مانع.
وتابعت " إن وزير الخارجية الأمريكي بدا خلال حديثه من مقر "الخارجية" مستاءً وغاضباً ومعبراً عن نفاذ صبر إدارته من تعنت "إسرائيل" ومحذراً في الوقت نفسه من مخاطر ضياع "حل الدولتين" وانهيار كافة مساعي التسوية وإنهاء الصراع.
وأشارت إلى أن تحذيرات كيري لها ما وراءها فاستمرار الاحتلال يعني أن لا استقرار في المنطقة ولا إمكانية لإنهاء الكثير من أزماتها ومشكلاتها كون استمرار احتلال فلسطين هو السبب وراء الكثير منها ولاشك أن العالم أجمع يعي جيداً أن استقرار الشرق الأوسط يتوقف على إنهاء الصراع التاريخي الذي يدعم فيه قيام دولة فلسطينية على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية لكن استمرار الاستيطان الذي يأتي على ما تبقى من الأراضي الفلسطينية يمنع قيام الدولة ولا يبقي مجالاً لأي حل كان بما فيه "حل الدولتين" وبالتالي فإن هذا يعني استمرار الأزمات وما ينتج عنها من توتر ومخاطر.
ولفتت إلى أن كيري كان واضحاً ومعبراً عن نفاذ صبر إدارته تجاه حليفتها "إسرائيل" ومحذراً من جميع ما قد ينتج جراء الموقف العدائي الرافض للاستجابة للقرارات الدولية والمواقف العالمية الشاجبة والرافضة لاستمرار البناء في اراضي الضفة الغربية المحتلة والتي يحاول الاحتلال الإتيان عليها عبر البناء الاستيطاني الذي لا يتوقف ومواصلة إغراق الأراضي الفلسطينية بما فيها القدس الشرقية بالمستوطنين.
واختتمت صحيفة "الوطن" افتتاحيتها قائلة " لا شك أن استمرار التعنت والتجاهل "الإسرائيلي" لا يمكن أن يتوقف إلا في حالة تحرك القضاء الدولي، وتحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته الكاملة تجاه حماية الشعب الفلسطيني الأعزل وحقوقه المشروعة بقيام دولته ولجم جموح كيان غاصب قام على القتل ويواصل ارتكاب كافة الجرائم.