دبي _صوت الأمارات
تعتزم شركة «مايكروسوفت»، طرح حزمة تطوير برمجيات جديدة، تتيح تشغيل تطبيقات وبرامج «ويندوز» التي تعمل بمعمارية «64 بت» على الهواتف المحمولة والأجهزة العاملة بمعالجات «كوالكوم» من فئة «إيه آر إم» المحدودة القدرة ورخيصة الثمن، بعد أن كان ذلك قاصراً فقط على تشغيل التطبيقات والبرامج التي تعمل بمعمارية «32 بت»، وهي خطوة من شأنها أن تزيل واحداً من أهم العوائق التي تحد من انتشار الحاسبات والأجهزة المحمولة واليدوية العاملة بنظام التشغيل «ويندوز»، لاسيما الأجهزة التي يطلق عليها «دائمة الاتصال» أو الحاسبات الخليوية، لكونها تجعل من السهل تشغيل أي برنامج أو تطبيق تابع لـ«ويندوز» بكامل طاقته وكامل أدائه بلا مشكلات. وعملياً يتم ترجمة ذلك في أن تطبيقات «ويندوز» الكبيرة التي تعمل فقط على حاسبات تعمل بمعالجات باهظة الثمن، يصبح من الممكن تشغيلها على أجهزة صغيرة تعمل بمعالجات رخيصة.
عرض ومراجعة
وذكر أنه للتعرف أكثر الى أهمية وجدوى هذه الخطوة، لابد من التعرف الى الطرفين اللذين تحاول «مايكروسوفت» الجمع بينهما ليعملا معاً في بيئة عمل واحدة تحت نظام «ويندوز»، وهما معالجات «إيه آر إم»، وتطبيقات «64 بت».
معالجات «إيه آر إم»
وبين شابل أن معالجات «إيه آر إم» ظهرت للعمل على الاجهزة المحمولة والاجهزة محدودة القدرات، وهي نوعية مختلفة تماماً عن المعالجات الشهيرة في مجال الحاسبات الشخصية، موضحاً أن الاختلاف مرجعه إلى أنها تعتمد على بنية معمارية خاصة بها، يطلق عليها «ريسك»، وهي اختصار لمفهوم «الحاسب القائم على مجموعة محدودة مخفضة من الأوامر والتعليمات»، بينما تعتمد المعالجات المخصصة للحاسبات الشخصية على بنية معمارية أخرى، معروفة باسم «إكس 86»، يتم فيها تشغيل المعالج بالمجموعة الكاملة من الأوامر. وأضاف أن الشركة التي طورت معمارية «ريسك» هي شركة «أجهزة ريسك المتقدمة»، المعروفة اختصاراً بـ«إيه آر إم»، ولأنها المطور والمنتج الأكبر لهذه النوعية، بات اسم «إيه آر إم» يستخدم في وصف جميع المعالجات العاملة بمعمارية «إيه آر إم ريسك»، سواء المنتجة بمعرفة «إيه آر إم» أو غيرها، في حين أن معمارية «إكس 86» تستخدمها شركات «إنتل» و«إيه إم دي» و«أبل»، وغيرها.
«64 بت» و«32 بت»
أما بالنسبة لمصطلح الـ«64 بت» والـ«32 بت»، أفاد مدير عام «مايكروسوفت»، بأنه يشير الى سعة مخزن الذاكرة داخل المعالج، مبيناً أن المعالج عبارة عن مترجم للأوامر التي يصدرها المستخدم للحاسب الذي يعمل عليه، ولهذا المترجم مخزن يقوم بتخزين المعلومات به قبل التنفيذ، ويتم تخزين المعلومات لأنه يتم إدخالها على مراحل متقطعة أو توجد في أكثر من مكان مختلف في الذاكرة، ومن ثم يعمل التخزين على تجميعها وتنفيذها بطريقة صحيحة، وعادة ما يقاس حجم المخزن وسعته بالـ«بيت».
وأشار إلى أن السعة شائعة الاستخدام تاريخياً في هذا المخزن كانت «32 بت»، أو المعالج ذا المخزن الذي يستوعب «32 بت» من البيانات، ثم ظهرت المعالجات التي تعمل بمخزن بسعة تصل الى ضعف السعة التقليدية، أي بسعة «64 بت».
وتابع شابل، لأن سعة المخزن تعتبر هي الركيزة المستخدمة في نقل البيانات بين المعالج وبقية مكونات الحاسب، فإن ذلك يعني أنه كلما زاد عدد «البتات» زادت سرعة المعالجة، وأصبح الحاسب أكثر قدرة على تشغيل التطبيقات والبرامج، فيرتفع أداؤه وسرعته، كما أنه كلما زاد عدد «البتات»، زادت قدرة الحاسب على قبول عدد كبير من وحدات ذاكرة الوصول العشوائي المؤقتة «رام»، ولذلك تستخدم معمارية «64» مع البرامج المعقدة الكبيرة التي تستهلك حجماً كبيراً من الذاكرة، وتتطلب سرعة أكبر في نقل البيانات، لذلك ظلت معمارية «32 بت» عاجزة عن العمل مع عدد «رامات» أكبر من أربعة غيغابايت، حتى لو كانت موجودة بالحاسب ومثبتة به.
وأضاف أن تأثير «32 بت» و«64 بت» لا يتوقف على المعالج فقط، وإنما يمتد الى نظام التشغيل والبرمجيات والتطبيقات العاملة عليه ايضاً، حيث إن كلاهما لابد أن يكون مهيأً للعمل مع المعالجات الموجودة في الجهاز، وعليه كان لابد من تصميم وبناء نظام التشغيل والبرامج والتطبيقات بطريقة إما تناسب العمل مع معمارية «32 بت» فقط أو الاثنين معاً.