دبي صوت الامارات
في ظل أجواء عدم اليقين في الأسواق العالمية، والتي تمتد إلى أسواق المنطقة، وفي ظل بحث الأفراد عن مصادر إضافية للدخل. تظهر من فترة لأخرى ظاهرة الاحتيال الاستثماري، إما بإغراء الأفراد بمضاعفة دخلهم أو بتشجيعهم على تحويل الأموال واستثمارها في أسواقٍ مجهولة. ويبتكر "المحتالون" دوما أساليب جديدة قد لا تخطر على بال!!
القصة قد تبدأ برسالة نصية تقول إنك قد ربحت جائزة، أو بنقرة منك على إعلان استثماري مغرٍ على أحد مواقع الإنترنت، أو اتصال من رقم مجهول يهنئك بربح مبلغ كبير، أو حتى من مندوب مبيعات يعدك بأرباحٍ خيالية!!
هذه هي بداية محتملة لعملية احتيال ستسلبك مبلغا من المال، قد يكون صغيرا أو قد يكون كل ما ادخرته في حياتك، فاحذر!!
أول ما يجب أن تفكر فيه هو منطقية الأرباح الموعود بها! فهل من المنطق أن تحول استثمارك من ستة آلاف دولار إلى ستين ألفا خلال أيام؟ وهل من المنطق أن يتضاعف رأسمالك في الاستثمار، والمحللون يقولون إن متوسط العائد على رأس المال لشركة تجارية قوية هو بين عشرة إلى عشرين في المئة سنويا، أي نحو واحد ونصف في المئة فقط في الشهر.
الأمر الثاني الذي يجب أن تفكر فيه هو مصداقية الإعلانات عبر الانترنت قبل أن تعطيها بياناتك، ولن نلومك إذا ضغطت على أحد العناوين المثيرة مثل: كيف تصبح متداولاً ناجحاً في 15 دقيقة - كن ثرياً في شهر واحد واربح 1000 دولار يومياً بسهولة.
أغلب هذه الإعلانات هي لشركات تداول العملات الأجنبية أو ما يسمى بالفوركس تستهدف المبتدئين الذين يفتقرون إلى أدنى إلمام بأسواق المال، وقد انتشرت هذه الإعلانات بشدة، وأصبحت تمثل نحو ثلث الدعايات المالية على شبكة الإنترنت.
الكثير من هذه الإعلانات تصدر من مواقع تداول كاذبة تسعى لسحب أموال المستخدمين من دون استثمارها.
هذا لا يمنع من وجود شركات فوركس حقيقية وحاصلة على تراخيص من جهات وهيئات حكومية محلية أو خارجية.. فالأمر الثالث الذي عليك أن تقوم به فورا هو التحقق من صحة الترخيص فمثلا إذا قيل لك إنها مرخصة من الـ FCA البريطانية، فاذهب إلى موقع الهيئة وابحث عن اسم الشركة، فإذا لم تجده، فأنت أمام محتال دولي!!
ولا يغرك أن الاتصال الذي تتلقاه من مندوب المبيعات قادمٌ من بريطانيا أو أميركا، فتغيير مكان الاتصال أمر بسيط عبر تطبيقات معينة، وقد يكون المتصل يسكن في الحي المجاور لبيتك. وحاول أن لا تطيل المكالمة مع مندوب الشركة فلديه أسلوبه التسويقي الذي قد يغريك في النهاية مستخدما حججا قد تراها أنت قوية، كأن يقارن لك تراجع سوق الأسهم وعدم جدواه مقارنة بالاستثمار الذي يعرضه عليك، دون أن يوضح لك مخاطره، أو قد يخيفك من أقسط المدارس المتزايدة وضرورة زيادة دخلك لمواكبتها. وقد يصور لك إجازة الأحلام في أوروبا. فلا تصدقه إلا بعد التأكد من أن الشركة حقيقية. وبعد أن تتأكد.. الكرة تصبح في ملعبك، فإذا أردت عائدا أكبر فلتتحمل مخاطرة أكبر.
أرسل تعليقك