لندن ـ سليم كرم
طرحت شركة بوجاتي، حصيلة إنتاجها من سيارات شيرون للبيع وهي الموديل الوحيد الذي تنتجه الشركة الآن بعد نهاية إنتاج الموديل السابق "فيرون". وليس كافيًا أن يكون لديك 2.5 مليون جنيه إسترليني لتحصل على سيارة شيرون، بل يجب أن تكون محظوظًا كفاية لتكون من القلة النادرة في العالم التي سوف تحصل على 500 سيارة فقط هي حصيلة إنتاج الشركة.
ويأتي هذا السعر الخيالي للسيارة نظرًا لقدراتها التي لا توجد في أي سيارة أخرى، فتصل قدرتها إلى 1479 حصانًا، لتصبح بذلك أقوى وأسرع سيارة في العالم. وتضع بوجاتي ضمن أهدافها التي تسعى لها من خلال شيرون، أن تكسر الرقم العالمي في السرعة الذي يصل حاليًا إلى 268 ميل/ ساعة.
ويدفع السيارة "شيرون" محركًا سعته 8.0 لتر مؤلف من 16 أسطوانة على شكل W بأربع شواحن توربينية، مما يوفر لها 1600 نيوتن.متر من عزم الدوران. ويمكن للسيارة نظريًا أن تصل سرعتها إلى 288 ميل/ ساعة، ويأمل بعض مختبريها الوصول بها إلى 300 ميل/ ساعة لتكون بذلك أول سيارة في العالم تصل إلى هذا الرقم. وتتسارع السيارة شيرون من حالة السكون إلى 62 ميل/ ساعة في غضون 2.5 ثانية، إذ تتفوق هذه الأرقام على كافة السيارات المنافسة وعلى إنجاز السيارة السابقة من بوجاتي "فيرون".
وحددت الشركة، السرعة القصوى للسيارة شيرون في حدود 261 ميل/ ساعة فقط لدواعي الأمان والاستخدام على الطرق العامة، ولكن السيارة تستطيع أن تحقق سرعات أعلى من ذلك. وتدخل الشواحن التوربينية للمساهمة في دفع السيارة على مرحلتين كما تساهم أنبوبتي العادم المكونة من ستة أنابيب في تحسين التوازن بالتوجه إلى أسفل أثناء الانطلاق. وهي تقنية كانت مستخدمة في سيارات فورميولا 1 حتى تم منعها.
وقد باعت الشركة ما يقرب من نصف الإنتاج بالفعل، من ضمنهم رجل سعودي طلب ست سيارات من هذا النوع دفعة واحدة. ومن التعديلات التي أجرتها الشركة على المحرك هي توسيع حجم الشواحن التوربينية وعملها على مرحلتين، بالإضافة إلى أنابيب عادم جديدة مصنوعة من التيتانيوم وستة مختزلات لغازات العادم. وتستخدم السيارة أكبر فاصل تروس مصمم لسيارة ركاب بالإضافة إلى مكابح مصنوعة من خلائط الكربون والسليكون بثمانية مماسك من أجل التحكم في القوة الجامحة للسيارة. وتضاف إلى السيارة مكابح هوائية في شكل جناح خلفي ينتشر عند تباطؤ السيارة.
وتصنع السيارة وهيكلها السفلي (الشاسيه) من ألياف الكربون مما يجعلها أقل وزنًا من سابقتها وهي تعتمد على نظام تعليق إلكتروني متغير المرونة وإطارات مصنوعة خصيصًا لها. وقد جاء تصميمها أطول وأعرض من السيارة فيرون، مما يتيح داخلها مساحة أكبر، ويميزها خط خلفي منا لضوء الأحمر للمكابح. وتحمل السيارة نظام صوتي فائق النقاء، كما أنها تتصل بالانترنت بصفة دائمة. ويمكن الاختيار من بين 31 لون من ألوان جلود التجهيز الداخلي. وتخدم الأضواء الخلفية الدايودية وظائف متعددة مثل أضواء المكابح والتقهقر والإشارات في آن واحد.
ولم تتجه شركة بوجاتي لاعتماد نظام هايبرد مثل منافسيها، بل اتجهت إلى قوة الدفع البترولية من أجل تحقيق أفضل نتائج السرعة والقوة، بغض النظر عن استهلاك الوقود. ويخالف هذا التوجه التيار العام في السوق الذي يشمل سيارات منافسة مثل ماكلارين "بي 1" ولافيراري وبورشه 918. وعند الانطلاق بالسرعة القصوى يمكن للسيارة أن تفرغ خزان وقودها الذي يحتوي على 100 لتر من البنزين في 9 دقائق فقط بدلًا من 12 دقيقة كانت تحتاجها السيارة فيرون السابقة. وتنطلق السيارة على إطارات أمامية بقطر 20 بوصة، والخلفية 21 بوصة، وهي أعرض من إطارات فيرون بحوالي 14 في المئة أمامًا و12 في المئة خلفًا. وتتعرض الإطارات لقوة طرد مركزي تعادل 3800 ضغط جوي.
وهناك خمسة أنماط من القيادة يمكن الاختيار من بينها، وهي "أوتوبان" ونوعية القيادة والسرعة القصوى. ولكل وضعية من هؤلاء ضبط خاص لارتفاع الشاسيه وتوزيع عزم الدوران ونظام الاستقرار الديناميكي. ويمكن اختيار وضعية "أوتو" لترك الاختيارات المختلفة لكمبيوتر السيارة وفقًا لظروف التشغيل وسرعة السيارة ونوعية الطريق.
أرسل تعليقك