اعتمد الباحث محمد الحوراني في كتابه /دور إسرائيل وحلفائها في ثورات الربيع العربي..سورية أنموذجا/ على منهج تطبيقي عرض خلاله للتحولات والتداعيات السياسية والاجتماعية والفكرية التي كان يعيشها بعض الساسة العرب مع الكيان الصهيوني ضمن سياق الموءامرة التي تستهدف أكثر الدول العربية فاعلية في مواجهة الكيان الصهيوني وهي سورية ومصر والعراق.
واعتمد الحوراني في تحليله ودلالاته على نسيج تعبيري يغلب عليه الأدب والنزعة المنطقية وصولا إلى الاهتمام بإقناع المتلقي لكونه الهدف الرئيسي عنده في محاولة لتوضيح مصيره ومستقبله الذي يهدده الكيان الصهيوني.
ويلفت الباحث إلى أنه في سياق إطلاق تسمية “الربيع العربي” على المؤامرة التي يتعرض لها العرب من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الى ان التسمية ليست بجديدة ولها سوابق في ربيعي براغ وأوكرانيا والآن عصفت هذه الفوضى بالأمة العربية لتحقيق هدف أمريكي صهيوني هو ما يسمى الشرق الأوسط الجديد.
وفي بحثه يبين الحوراني أن /الشرق الأوسط الجديد/ هو مشروع قديم جديد متحول يهدف إلى تخليص المنطقة من إطار العروبة والقومية العربية وخلق نزاعات عرقية وقومية وعصبية ودينية بين العرب عموما وأبناء الوطن الواحد خصوصا.
وفي هذا المشروع التآمري رأى الحوراني في كتابه أن أمريكا والكيان الصهيوني وضعا أسس مشروع الشرق الأوسط بعد دراسات استشراقية دقيقة عن تاريخ المنطقة ومكوناتها ومكامن الضعف والخلل في تركيبتها مبينا أن “الشعارات الطائفية والمناطقية والعرقية كانت أهم ما يميز ما سمي ثورات الربيع العربي بهدف إقامة دويلات على أسس أثنية وبالتالي تعطى المشروعية الكاملة للصهيونية لتصبح دولة يهودية ذات طابع ديني بدلا من أن تكون دولة علمانية.
وفي بحثه المنهجي كشف الحوراني أن الخبير الصهيوني في معهد أبحاث الأمن القومي في تل أبيب مارك هيلر بين أن كيانه مطمئن لما يجري في المنطقة بقوله لم تؤد التغيرات جميعها الناجمة عن ديناميكية الربيع العربي إلى تداعيات سلبية على إسرائيل.
وأورد الحوراني في كتابه أن أخطر المنتديات المنعقدة هو منتدى الديمقراطيات الجديدة أو المستعادة في قطر والذي شارك في احدى دوراته في شباط 2006 الرئيس الأميركي السابق بيل كلنتون وابنته وكونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة حيث تم وقتها الاتفاق على وثيقة سرية اسم /مشاريع للتغيير في العالم العربي/.
ولفت الحوراني إلى أن عراب فكرة ما يسمى “لثورات العربية” هو الأمريكي جين شارب الذي أطلق الفكرة ضد الحكومات من خلال الاعتماد على الانترنت كخطوة أولى إضافة إلى الاعتماد على فيديوهات تثير التعاطف حتى وان كانت مفبركة.
وشارب كما جاء في بحث الحوراني هو موءسس معهد أنيشتاين الذي رعته الاستخبارات الأمريكية بالتعاون مع الصربي سردجا بوبو فيتش الذي عمل على إطلاق ما سمي الثورات البرتقالية في أوكرانيا وجورجيا موضحا أن عددا من الشبان العرب تم تدريبهم في هذا المعهد لغايات مماثلة.
ويلفت الحوراني إلى خطوط حمراء دائمة في السياسة الخارجية الأمريكية وهي كما أكد عليها الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما في مذكرته لمجلس الأمن القومي الأمريكي تتمثل بأمن الكيان الصهيوني واتفاقيات السلام الموقعة بين هذا الكيان وبعض العرب وضمان استمرار السيطرة على منابع النفط والغاز والبترول العربي ومصادره والتحكم بطرق نقله والعمل على تصعيد الخلافات بين الدول العربية وإيران.
وفي الكتاب بحوث أخرى عن تأسيس الصهيوني برنار هنري ليفي لفوضى الربيع العربي وعن علاقة المعارضة السورية بالكيان الصهيوني والتحولات التآمرية التي تدور في العراق وتركيا والتحالف الصهيوني الداعشي ضد سورية في إطار المنهج العلمي الذي يهدف إلى العمل على توعية جيل مهدد بالتورط في نسيان شخصيته وانتمائه العربي وكيانه الأخلاقي.
وعن رأيه في الكتاب قال الشاعر والناقد رضوان هلال فلاحة.. ينقب الباحث محمد الحوراني في التاريخ السياسي العربي بفكر واع ومتبصر بسياسة الغرب الاستعماري والصهيوني الهادفة لضرب الفكر العربي المقاوم للصهيوأمريكية بقراءة تحليلية للخارطة السياسية العالمية التي ركزت على عقول عربية هشة ومتآمرة على الهوية الوطنية والقومية.
على حين قالت الأديبة نبوغ اسعد.. إن كتاب محمد الحوراني الذي جاء في خضم تنفيذ الموءامرة على سورية يعتبر كشفا حقيقيا وإسقاطا للقناع عن المكائد التي تتربص بالعرب وقدراتهم وحضارتهم وخيراتهم ولا سيما سورية.
يشار إلى أن كتاب /دور إسرائيل وحلفائها في ثورات الربيع العربي.. سورية أنموذجا/ كتاب صادر عن اتحاد الكتاب العرب للباحث محمد الحوراني هو أكثر الكتب التي صدرت في عالم البحوث خلال الحرب على سورية شجاعة وجرأة في التصدي لثقافة المستعمر ولأهداف الكيان الصهيوني إضافة إلى أنه دقيق في استخدام المعلومة المنهجية والربط الأدبي والصياغة اللفظية.
يذكر أن الباحث محمد الحوراني رئيس فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب له مئات المقالات والأبحاث المنشورة في الصحف والدوريات السورية والعربية وفي رصيده ثمانية كتب مطبوعة في البحث الفكري والسياسي منها.. /القوميون والاسلاميون من الصدام إلى الحوار/ و /التغلغل الإسرائيلي في العراق/
أرسل تعليقك