نظم معرض الشارقة الدولي للكتاب، ضمن فعالياته الثقافية للدورة الرابعة والثلاثون، ندوة تحت عنوان "أفكار" ناقشت تجربة الشعر العربي والياباني والألماني، وكيفية نشر الثقافات بين الشعراء الشباب من خلال تبادل الثقافات والخبرات.
وشارك في الندوة التي نُظمت في قاعة ملتقى الأدب في المعرض، الشاعرة والكاتبة الهنوف محمد، والشاعر والكاتب محسن سليمان، وصوفينا حمد، وجيني- ماي نوين، وتريستان ماركواردت، وأدار الجلسة هولغر إهلينغ.
وقدم مدير الجلسة في بدايتها، تلخيصًا عن أهمية تبادل الثقافات بين الدول العربية والأجنبية والعكس، لما له من أهمية في تشجيع الأشخاص على القراءة، حيث يتوجب على الكاتب عندما يكتب عن دولة معينة أن يزورها ليتعرف على عاداتها وتقاليدها كشيء بسيط من الذي يريد أن يكتب عنه.
وفي البداية، تكلمت الهنوف عن تجربتها الشخصية في كتابها الجديد "الطريق إلى اليابان"، مطالبة من الحضور بالتحدث عن الإمارات وثقافتها وكيف استفادوا من تجاربهم الثقافية فيها.
وأضافت أنها عندما بدأت بتجربتها في اليابان، كانت نظرة اليابانيين للإماراتيين خاطئة، ولكن بعد أخذهم والتجول بهم والتعرف على العادات الإماراتية تحسنت رؤيتهم لنا، وأصبحوا يحبون ما نحن عليه، فمنهم من كتب وتغنى بأشعاره بالإمارات، لافتةً إلى الخصوصيات المميزة التي يتمتع بها المجتمع الإماراتي، فالمرأة في الإمارات لها صوتها وحريتها، وهي بطبيعتها متحفظة ومتمردة.
وأوضحت أنّ الأجواء في اليابان روحانية وهي ملائمة ومناسبة للكتابة كثيرًا، كونهم يستخدمون الشعر ويعلقونه في كل مكان حتى على طاولات المطاعم، مؤكدةً على أنّه في دولة الإمارات أيضًا أجواء ملائمة للكتابة في عدة مناطق هادئة، مضيفةً أنّ الكتابة تحتاج إلى هدوء وأجواء جميلة حتى يتمكن الكاتب من الإبداع والابتكار.
أما محسن سليمان فتحدث عن قصته مع المسرح الياباني، وما خاضه من تجارب رائعة في اليابان من خلال التعرف على أدبيات وأبجديات المسرح الياباني، لافتًا إلى أهمية تبادل الثقافات بين الإمارات واليابان، حيث واجه صعوبة في البدايات لترجمة بعض النصوص اليابانية، ولكن الأمر كان مهمًا جدًا للإمارات لشح الكتب الخاصة بالمسرح المترجمة من اليابانية إلى العربية.
وأكد أنّ تجربته في تبادل الثقافات مع اليابان كانت مثمرة، حيث أصدر كتابه الجديد تحت عنوان "أسطورة المسرح الياباني"، لافتًا إلى أنّ المسرح الياباني قصته كبيرة جدًا، ولم يستطع الإلمام بها لاتساع ملامحها وحضارتها، حيث أنّ حضور الجمهور الياباني إلى المسرح تابع من دينهم وتمسكهم به.
من جانبها، قالت صوفينا حمد أنها تعتقد بإلمامها بالثقافة العربية كونها مسلمة وقاصة وكاتبة كوميدية، وما أثار انتباهها الأعمال العربية وكمية الترجمة الموجودة، مؤكدةً على تنوع واختلاف الثقافات في اليابان، ما دعاها إلى القراءة والتعرف على الثقافة اليابانية.
ولم تتوقع الأمور التي ستقوم بها في المستقبل، كون هناك تنوع في الثقافات بين البلدان العربية والألمانية من حيث الشعر، معتبرةً أنّ الشعر الألماني يوجد به حماس مثل الشعر العربي.
ورأت جيني - ماي نوين بأنه لا بد من التعايش مع الثقافات وتفهمها قبل الكتابة عنها، حيث أنّ تجربة اليابان غير كافية لتحديد درجة التلاقي مع الثقافة العربية أو غيرها من الثقافات.
وقدر تريستان ماركواردت زيارته إلى اليابان، كونه أدرك بأنهم أتاحوا له الفرصة في التعرف على ثقافات أخرى غير ثقافة بلده، التي ستعمل على إثراء ثقافته الشخصية، ملقيًا على مسامع الحضور قصيدة ألمانية حزينة من تأليفه.
وفي الختام أكد بأنّ الشعر ليس مجرد كلمات بل إحساس وإنطباع يجب أن يتركه الشاعر في نفوس القراء.
أرسل تعليقك