قدمت الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري في تونس مقترحا للحكومة يدعو إلى ضم إذاعة الزيتونة إلى مؤسسة الإذاعة التونسية ونقلها إلى المقر الكائن بلافيات في قلب العاصمة.
والزيتونة اوّل محطّة إذاعية دينية تونسية، أنشئت في 2007 وتمت مصادرتها بعد الثورة.
وعرفت اول اذاعة دينية خاصة في تونس توترا داخل المؤسسة وقد طالب 26 من موظفيها من بين 28 بتأميمها.
كما واجهت الإذاعة في الأشهر الماضية عدة اتهامات خاصة بعد أن فتحت أبوابها في شهر رمضان السابق إلى العديد من الوجوه من اصحاب الانتماءات السياسية والدينية كضيوف زائرين أو مذيعين.
ووجهت لجلال الورغي مدير البرمجة بالاذاعة الخاصة والعضو في مجلس شورى النهضة والذي سبق له أن عمل مستشارا لدى حكومتي الجبالي والعريض اتهامات بتسيسه المرفق الاعلامي.
وافادت مصادر قريبة من اذاعة الزيتونة إن هناك منتجين من حركة النهضة ينشطون بالإذاعة.
وتحدث البعض في وقت سابق عن إشراف مجلس الشورى للحركة الاخوانية عن البرمجة الرمضانية للإذاعة وهو ما يتعارض مع استقلالية الاعلام العمومي.
وكانت حركة النهضة رضخت لمطالب الأحزاب العلمانية بالتنحي عن قيادة الحكومة بعد إخفاقاتها المتتالية في إدارة شؤون البلاد خلال المرحلة الماضية.
ورات الأوساط السياسية والنخب الفكرية أن حركة النهضة قبل خروجها من الحكم كانت تتجاهل ممارسات المجموعات السلفية كما لو أنها أذرعها الخلفية التي تضرب بها الحرية.
وبرأي محللين فإن الفصل بين حركة النهضة وبين المجموعات السلفية هو فصل شكلي ليس إلا، بل إن المفكر محمد الطالبي لا يرى في النهضة سوى "حركة سلفية تحاول تقديم نفسها كحركة معتدلة، وهي في الواقع حركة متشددة تطمح إلى بناء الخلافة وتطبيق الشريعة".
وهبت الاغلبية الساحقة من الشعب التونسي للمطالبة باجتثاث الافكار الرجعية والممارسات الدينية المتشددة.
ووفقا لمتابعين للشان السياسي والاعلامي في تونس، تحولت إذاعة الزيتونة في السنتين الأخيرتين إلى منبر يبث السموم السياسية والدينية التحريضية خدمة لبعض الأحزاب السياسية والمتعلقة أساسا بالحركات الإسلامية المتشددة .
وتعشش المجموعات السلفية وتتناسل في الأحياء الشعبية حيث ترتفع نسبة الفقر إلى أكثر من 25 بالمئة فيما تصل نسبة البطالة إلى أكثر من 27 بالمائة مع ارتفاع حاد للأمية يناهز 50 بالمائة.
وتتخذ هذه المجموعات من الدشداشة البيضاء والطاقية واللحية الكثيفة مظهرا غريب تماما عن المجتمع التونسي.
وكانت اذاعة الزيتونة تورطت منذ 2011 في مساندة طرف سياسي في وقت تطالب فيه القوى الديمقراطية بتحييد المساجد وإقالة الأئمة الذين ينتمون لأحزاب وتيارات دينية.
وكان هشام السنوسي عضو الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري افاد انها تتابع التطورات في اذاعة الزيتونة وسيكون لها موقف معلن قريبا رغم انها لا تملك صَلاحيات قانونية ردعية لكنها ستتحمل مسؤوليتها.
وقررت الهيئة في 2013 إيقاف برنامج "صباحك أجمل" بهذه الإذاعة على خلفية تضمنه مادة إعلامية تحرض على العنف الديني.
واعترضت الهيئة على استعمال كلمة "إبادة جماعية" خلال استضافة البرنامج لفتحي العيوني المحامي المحسوب على حركة النهضة الاخوانية معتبرة اياها تحرض على العنف.
ودعت الهيئة كل الأطراف المعنية إلى التعجيل بحل الإشكال المتعلق بإذاعة الزيتونة لتكون مؤسسة إعلامية كاملة الشروط وخاضعة لكراسات الشروط ومحايدة ولتتخلص من اجندتها الدينية المتشددة والمشبوهة.
أرسل تعليقك