دمشق - وكالات
بدأ في إسطنبول البث الرسمي لراديو (الكل) السوري المعارض بعد ثلاثة أشهر من البث التجريبي.
وراديو (الكل) أول اذاعة سورية تتخذ من إسطنبول مقرا لها، وقد أنشئت بجهود مجموعة من الناشطين السوريين الشباب وتمويل مؤسسات سورية معارضة غير ربحية.
وتسجل الإذاعة برامجها في إسطنبول، وترسل تلك البرامج في شكل ملف صوتي واحد عبر الانترنت إلى بعض الناشطين في الداخل السوري، ويقوم هؤلاء ببثها طوال ثلاث ساعات ونصف الساعة بشكل يومي في مدن أدلب وحلب وحماة وحمص ودمشق وريفها.
ويقول المدير التنفيذي للراديو جميل طه إن تسميته باسم (الكل) جاءت لتعكس توجهات مؤسسيه وأهدافهم، إذ يعمل الجميع من أجل الوصول إلى كل السوريين.
ويضيف طه أن الإذاعة هي مبادرة مجموعة من الناشطين السوريين الشباب كان بعضهم يعمل في التلفزيون والإذاعة السوريين، لذا لا يستطيع أكثرهم الكشف عن هويته خوفا على أمن أسرته في سوريا.
وتقول كنور، وهو الاسم المستعار لمذيعة كانت تعمل في التلفزيون السوري، إن أفرادا من أسرتها معتقلون حاليا لدى النظام السوري.
لكن آخرين يبدو أنهم كسروا حاجز الخوف من النظام، ويعملون باسمائهم الحقيقية كالمذيع محمد بارود الذي قدم أول نشرة اخبارية رئيسة عبر أثير راديو (الكل).
ويقول طه ايضا إن راديو (الكل) إذاعة وطنية أكثر من كونها إذاعة ثورية، ولا يقتصر دورها على مرحلة الثورة السورية، وإنما يتعداها إلى ما بعد الثورة، إلى مرحلة اعادة بناء سوريا، والمساهمة في انشاء اعلام سوري حر بعيد عن سيطرة وضغوط جهات بعينها.
ووفق طه فإن أكبر مشكلة يواجهونها في المرحلة الحالية هي البث داخل الأراضي السورية، إذ أن بث برامج الراديو مقيد بحركة الناشطين الذين يستقبلون برامجه عبر الانترنت، ويبثونها من خلال محطات متنقلة في ظروف صعبة وخطيرة، إذ يلتقط النظام السوري موجات البث ويقصف الأماكن التي تبث منها الاذاعة.
قد لا يكون راديو (الكل) أول اذاعة للمعارضة السورية، لكنه يعد الأحدث والأكبر من ناحية الامكانيات ومجال التغطية داخل سوريا. وهناك ثلاث محطات اذاعية أخرى للمعارضة تبث اثنتان منها من مدينة غازي عنتاب التركية والأخرى تعمل من بعض الأراضي السورية التي يسيطر عليها الجيش الحر، لكن مجال تغطية تلك الاذاعات محدود، كما يقول مهندس الصوت في راديو (الكل) همام العقاد.
ويدير هذه الإذاعة الفتية مجموعة من الشباب السوريين الذين لا يزيد عددهم عن عشرة أشخاص من غرفتين صغيرتين في المكتب الإعلامي للائتلاف الوطني السوري في إسطنبول.
ويقول المدير التنفيذي للمكتب الاعلامي للائتلاف وليد طالب إن الائتلاف ليس له أي دور في السياسة التحريرية للراديو، لكنه يقدم الدعم والرعاية للقائمين على الراديو، من خلال توفير المكان وبعض المساعدات اللوجستية.
ويؤكد مدير الراديو جميل طه أن راديو (الكل) لا يمثل الائتلاف الوطني السوري، ولا أي طيف آخر من أطياف المعارضة السورية، ولا يعمل تحت سقفها، وسياسته مستقلة تماما، لكنه يعمل جنبا إلى جنب مع تلك الكتل السياسية والعسكرية من أجل تحقيق أهداف الثورة السورية.
أرسل تعليقك