لندن ـ ماريا طبراني
شهر ديسمبر/كانون الأول ليس فقط للعد التنازلي للاحتفال بعيدي الميلاد ورأس السنة الميلادية فحسب، بل هو الوقت الصعب والضاغط على أعصاب الطلاب الذين تمت دعوتهم للمقابلات للحصول على مكان لدراسة القانون في جامعة "أوكسبريدج" والعديد من الجامعات الأخرى. لذا إن لم تكن من بين القلة المختارة فكيف، يمكنك أن تحصل على فرصة للفوز بمكان هناك؟ ولذلك يقدم أربعة من مدرِّسي القانون فكرة حول كيفية التوقع والنصائح لتحقيق أقصى استفادة من الفرصة.
الإجراءات
يختلف شكل المقابلة باختلاف المؤسسات، لكن التوجه العام واحد. ففي جامعة "أكسفورد" توضح ريبيكا وليامز وهي أستاذ القانون في كلية "بمبروك"، أنه تتم مقابلة الطلاب مرتين او ثلاثة خلال بضعة أيام متفرقة، وكل مقابلة تتكون من مدرسيْن أو ثلاثة من اساتذة القانون، وسوف تأخذ المقابلات شكل البرامج التعليمية المصغرة، ويعطى الطالب فقرة من نص في وقت مسبق، ويمكن أن تكون جزءًا من الحكم مع المصطلحات القانونية الملغية ثم تطلب مناقشته.
وتتبع المقابلات في "كامبردج" نفس النمط، حيث يجري المرشحون مقابلتين مع أساتذة قانون مختلفيْن. وتوضح كلير فنتون غلين وهي أستاذ ومحاضر في القانون في "كلية يسوع"، أنه في إحدى المقابلات سيسأل الطالب عن مقتطف من نص قانوني كان قد أعطي له في وقت سابق، أما المقابلة الثانية فتكون "حرة"، حيث يطلب من الطالب أن ينظر إلى سيناريوهات. وعلى سبيل المثال في العام الماضي سئل الطلاب عن مسألة "الابتعاد عن العشب" ، إذ أن هناك دلائل مألوفة في أساس الكلية مفادها:"إذا لم يستطع أحد رؤيتك وإذا لم يعرفك أحد، فهل ستسير على العشب؟" وذلك لاختبار ردودهم، كما سئل الطلاب بالنظر إلى ما إذا كانوا متأخرين على مواعيد مقبلة، فهل يسيرون على العشب؟ أو إنهم إذا رأوا شخصًا يختنق على الجانب الآخر؟ فإذا أجابوا بأنهم سيسيرون على العشب فربما يكون قد طلب منهم ما أعطاهم الحق لكسر القواعد، وإذا كان من الممكن كسر القواعد.
ويؤكد المدرسون أنه لا توجد معرفة قانونية مطلوبة أو متوقعة من الطلاب الذين تتم مقابلتهم، وحسب قول غلين فهم ليسوا مهتمين ما إذا كان الطلاب يعطون الأجوبة الصحية بقدر ما يبحثون في الطلاب عن مهارات الفهم وقدرتهم على استيعاب المعلومات وتحليلها والتفكير الناقد. وتقول ويليامز إن ما يجري تقييمه هو "الذكاء" والقدرة على التعامل مع الدورة "نحن نختبر أسبابهم المنطقية ونود ان نرى كيفية تفكيرهم وكيف يعملون أدمغتهم". وتقول سام لوسي وهي مديرة القبول بكليات "كامبردج" إنهم يبحثون عن المهارات الأساسية "الدقة في التفكير" وهي من أكثر الأشياء التي يمكن ان تدرس فهي تريد أن ترى ما إذا كان الطلاب قادرون على التقاط الأمور الخفية واللغة الغامضة التي تظهر انهم التعرف على المسائل التي يمكن تفسيرها بطرق مختلفة حيث أضافت "يكمن الأمر في حساسية اللغة التي تميل إلى الرياضيات".
وتقول وليامز إن الطلاب ليسوا هنا للدفاع عن موقف معين ولا يجب عليهم التمسك بحجة واحدة ولا سيما إذا كانوا يشعرون أنهم يسلكون الطريق الخطأ، وسوف يعطي مدرسو القانون تلميحات للطلاب لتغير آرائهم ويريدون ان يعرفوا ما إذا كانوا قادرين على التقاط ذلك، وتمسكهم بالإصرار على الموقف .
وبالنظر إلى شكل المقابلات وموضوعها، فهناك عدد قليل من الطلاب يمكنهم الاستعداد من الناحية العملية على الأقل. وأفضل شيء يمكن فعله حسبما تقول فنتون غلين هو القراءة على نحو واسع وليس بالضرورة ان تمون النصوص قانونية لكن يمكن أن تكون صحف أو مدونات، وأوصت غلين بموقع (HE+) والذي يسمح للطلاب باستكشاف القانون ويعطيهم أنشطة استرشادية وأسئلة ومقاطع فيديو بالإضافة ألى نصوص للقراءة، ولا يجب على الطلاب المتقدمين أن يتوقفوا عند ما يرتدونه، فسواء كان الزي المدرسي أو سترة أو جينز فإن الشيء المهم حسب قول وليامز، هو أن ترتدي شيئًا تشعر خلاله بالراحة. ويمكنك من تؤدي أفضل ما لديك. ووافقت غلين على ذلك معلقة: "أنت لا تقيم على مظهرك فنحن نبحث عن أفضل الطلاب والأمر غاية في البساطة".
أرسل تعليقك