برلين ـ أ.ف.ب
اجتمع صاحب الامبراطورية النفطية السابقة الروسي ميخائيل خودوركوفسكي الذي عفا عنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعائلته في برلين حيث بدأ السبت ممارسة حياته الجديدة كرجل حر بعد ان قضى نحو عشر سنوات في السجن.
وقالت النائبة عن حزب الخضر الالماني ماري لويز بيك في مؤتمر صحافي بعد لقائها خودوركوفسكي لاكثر من ساعة ان "عودة (له) الى روسيا ليست مطروحة حاليا".
واعتبر وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير ان الافراج عن خودوركوفسكي يشكل "قاعدة جيدة للتشاور" حول حقوق الانسان مع روسيا، وذلك في مقابلة مع صحيفة تاغسبيغل ستنشر الاحد.
وبعد ساعات من اطلاق سراحه من المعتقل وصل خوردوفسكي (50 عاما) الجمعة الى مطار شوينفيلد في برلين على متن طائرة خاصة حيث اقام في فندق ادلون القريب من بوابة براندبورغ.
وسرعان ما التحق به أبنه البكر بافيل الذي يقيم في الولايات المتحدة فيما وصل والداه مارينا وبوريس مساء من موسكو في رحلة تجارية.
وقال بافيل في تصريح مقتضب امام الفندق "والدي هو حر اخيرا. لقد اجتمعت عائلتي اخيرا".
وكانت الام مارينا خودوركوفسكايا التي تقيم قرب موسكو صرحت السبت لموقع "غازيتا دوت رو" الروسي ان زوجة خودوركوفسكي اينا الموجودة في سويسرا ستاتي بدورها الى برلين.
وسيعقد رجل الاعمال الروسي مؤتمرا صحافيا الاحد في الساعة 12,00 ت غ.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اكد الخميس وخلافا لكل التوقعات ان خودوركوفسكي الذي يفترض ان يتم الافراج عنه في آب/اغسطس 2014، تقدم اليه بطلب عفو لاسباب انسانية اذ ان والدته مريضة.
ووقع بوتين قرار الافراج الجمعة "مسترشدا بمبادئ انسانية".
ومساء، اكد خودوركوفسكي في بيان مقتضب انه تقدم بطلب العفو الى الرئيس الروسي "بسبب ظروف عائلية"، لكنه نفى ان يكون اقر بذنبه كما اكد الكرملين.
واعلن مسؤولون في مصلحة السجون انه طلب التوجه الى المانيا حيث تلقت والدته العلاج قبل فترة.
وتولى وزير الخارجية الالماني الاسبق هانز ديتريش غينشر التفاوض للافراج عنه.
ويرى المحللون ان سرعة اطلاق سراحه وسفره الى المانيا قد تدل على اختياره العيش في المنفى رغم تاكيد المتحدث باسم الكرملين ان باستطاعته العودة الى بلاده وقتما يشاء.
واكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف السبت لوكالة فرانس برس ان خودوركوفسكي "يستطيع العودة الى روسيا"، رافضا تحديد ما اذا كانت وضعت شروط للافراج عنه مثل تخليه عن اي نشاط سياسي.
وكان خودوركوفسكي يعتبر واحدا من المواطنين الأكثر تأثيرا في روسيا، وبحسب المدافعين عن حقوق الإنسان والعديد من المراقبين الأجانب، فأنه سجن بسبب طموحاته السياسية كونه اصبح رمزا ضد الاستبداد في روسيا.
واوضح المحلل الالماني المتخصص في شؤون روسيا الكسندر رار الذي تولى مهمة الترجمة لغينشر ان رجل الاعمال لن يمارس السياسة لكنه قد يتبع نهج المعارض السوفياتي الكسندر سولجنستين.
وقال رار في مقابلة مع قناة خاصة ناطقة بالروسية بثت مساء الجمعة "لا اعتقد انه سيمارس السياسة، ويمكنني حتى استبعاد ذلك".
واضاف "قد ابالغ بعض الشيء، لكنه قد يتبع نهج سولجنستين" صاحب كتاب "ارخبيل غولاغ" والذي اجبر على المنفى وتوجه الى المانيا العام 1974 قبل ان ينتقل الى سويسرا ومنها الى الولايات المتحدة.
وتابع رار ان خودوركوفسكي "قد يؤلف كتبا ويعبر عن نفسه ويفكر في المستقبل وبالتاكيد في روسيا".
وكشف بعضا من تفاصيل عملية الافراج موضحا ان مدير المعتقل ايقظه في الثانية فجرا ثم نقل في مروحية الى سان بطرسبورغ التي استقل منها طائرة خاصة الى المانيا.
وذكرت صحيفة المعارضة اليومية "ذي نيو تايمز" التي روى خودوركوفسكي لها حياته في المعتقل، انه اتصل بها ليشكرها على دعمها له. وكتبت الصحيفة نقلا عنه "الاهم الان هو الحرية، الحرية، الحرية".
أرسل تعليقك