القاهرة ـ محمود حماد
القاهرة ـ محمود حماد
تتميز مدينة "رأس سدر" على الضفة الشرقية لخليج السويس، بأنها منتجع صحيّ نادر ومدينة سياحيّة تاريخيّة، إذ يوجد بها المنتجعات الصحيّة الكبريتيّة النادرة، التي اكتشفها الفراعنة منذ 5 آلاف عام، وهي حمامات وعيون طبيعيّة كبريتيّة تصل حرارتها إلى 75 درجة مئوية، كما توجد الوديان التي تجذب هواة رحلات السفاري والصيد، مثل وادي الغرندل ووادي طيبة ووادي تراقي، وهي غنية بالنباتات والأشجار الفريدة والطيور
، لا سيما طيور السمّان المُهاجرة.
وتقع "رأس سدر"، جنوب منطقة عيون موسى، وهذا المنتجع مقصد سياحيّ مُتميّز للسياحة البيئيّة "الأكوتوريزم"، وفيه يمكن ممارسة رياضات الشراع والسباحة والغوص ومغامرات السفاري أو المنتجعات الصحية والتعرّف على المزارات التاريخية والثقافية، وهى أولى مدن جنوب سيناء من ناحية الشرق، وتبعد عن قناة السويس بـ 60 كيلو مترًا، وتقع رأس سدر على خليج السويس، وتبلغ مساحتها 6750 كم مربع، وتنتشر بها العديد من الوديان الخصبة مثل وادى سدر.
ويقول رئيس جمعية "مستثمري رأس سدر" المهندس سمير حلبية، في تصريحات خاصة إلى "مصر اليوم"، أنه رغم الميزات الكثيرة التي تتمتع بها رأس سدر، إلا أنه ينقصها إنشاء مطار، من أجل إنعاش السياحة والاستثمارات فيها، وأن معدلات الإشغال في الفنادق ضعيفة للغاية، حيث تصل إلى 3 أو 4%، وهي معدلات تعتبر "منعدمة".
ويوضح حلبية، أنه يمكن الوصول إلى المنطقة برًا وبحرًا وجوًا، فهي تبعد عن القاهرة 200 كيلو متر، إذ أن الوصول برًا يكون عبر نفق الشهيد أحمد حمدي، وبحرًا من موانئ السويس والأدبية والعريش والطور، بينما تقترب من مطارات القاهرة والعريش وشرم الشيخ، وبالتالي فإنشاء مطار فيها سيربطها أكثر بتلك المناطق وغيرها، مما يُعزّز من توافد السياح، لا سيما أن بعض الطرق فيها تتطلب إعادة هيكلة وصيانة من جديد.
ويوجد في رأس سدر عناصر جذب سياحيّة متنوعة، من شواطئها الرملية الخلابة الناعمة بطول 95 كيلو مترًا، وهوائها المنعش، إلى جبال سربال أو جبل فرعون الذي يتيح الفرصة لهواة مراقبة الطيور، وهناك يوجد الماعز الجبليّ والجمال المُدرّبة على السير في الجبال والوديان، وتوجد فيها ثلاثة تجمعات للبدو، هي عيون موسى، ووادي غرندل، وأبو صويرة، وهناك يمكن التعرّف على العادات القبلية المتوارثة، والفنون البدويّة مثل الأعمال والمشغولات اليدويّة القيّمة المُطعّمة بالفيروز السيناوي الشهير، والملابس المُطرّزة والفنون الموسيقيّة البدويّة.
وتُعدّ سيناء مُلتقى للحضارات والثقافات القديمة والرسالات السماويّة منذ عهد الفراعنة والنبي موسى والمسيح واليونان والرومان، ومن الأماكن الأثريّة هناك عيون موسى، وحمام فرعون، ووادي مكتب، وتضاعفت أعداد القرى السياحيّة في رأس سدر في السنوات الأخيرة، للتمتّع بشواطئها الناعمة على مياه خليج السويس، وبمناخها المعتدل طوال العام، بالإضافة إلى السياحة الترفيهيّة على شواطىء المدينة.
وتوجد بعض المواقع الأثرية في "رأس سدر"، منها نقوش المغارة، وهي أقدم مناطق السياحة الثقافية في سيناء، وهي نقوش منطقة المغارة، التي تدل على اهتمام المصريين بالتعدين وإرسال البعثات إلى تلك المناطق في وادي سدر شرق خليج السويس، والمنطقة الثانية هي "قلعة الجندي"، حيث تقع على تل رأس الجندي الذي يصل ارتفاعه إلى 2150 قدمًا فوق سطح البحر، ويرتفع 500 قدم فوق السهل المنبسط المتسع حوله من كل الجهات، فضلاً عن الشكل الشكل الفريد للتل، والمنطقة الأثريّة الثالثة هي "تخطيط القلعة"، وهو مبنى قلعة صلاح الدين فوق تل الجندي، مستطيل الشكل يتجة في اتجاهين شمال بشرق وجنوب بغرب، وطرفها الجنوبيّ ينتهي بشكل نصف مسدس الأضلاع، ويتراوح ضلع القلعة ما بين 150 - 200 متر طولاً، وأوسع عرض لها يبلغ مائة متر، وسُمك سور القلعة الخارجيّ يبلغ مترين، أما أركانها فقد قويّت بدعامات قويّة.
أرسل تعليقك