لندن ـ كاتيا حداد
تقع العاصمة الإكوادورية سان فرانسيسكو دي كيتو، والتي غالبًا ما يطلق عليها كيتو، أعلى مستوى سطح البحر بـ 2850 متر، وهو ما يجعلها أعلى من منتجع جبال الألب للتزلج، وتتسم المدينة التي تنبض بالحياة بأنها لا زالت تحتفظ بمظاهر الحياة القديمة حتى الآن، من كنائس وأديرة وميادين وشوارع شديدة الانحدار، وغيرها من مظاهر الحضارات القديمة، التي لا زالت تحتفظ برونقها وجمالها عبر الأجيال
العديدة، حيث تعتبر المدينة نقطة التقاء لطرق التجارة التقليدية، التي طورتها قبائل الأنكا القديمة والإسبان على مر العصور. علاوةً على ذلك، تقع المدينة الجميلة بين أحضان الجبال من كافة الاتجاهات، كما تستضيف بعض البراكين التي تقذفها بالرماد البركاني في كثير من أوقات العام، من بينها بركان بيتشينيتشا المشهور. و يبدو أن السر في جمالها الخلاب هو تلك الطبيعة الجبلية التي تتناسب مع المظاهر الحضارية القديمة، وهو ما يقدم للزائر مزيجًا سحريًا يمنحه نموذجًا نادرًا من الجمال. يقيم أغلب سكان المدينة الضيقة الطويلة في الجزء الشمالي منها، و يتجنب الكثير من أهل كيتو الإقامة في جنوب المدينة، حيث بدأت المباني القديمة الأثرية في التداعي واحدًا تلو الآخر، مما اضطر السكان إلى مغادرة الجنوب زاحفين إلى الشمال. بينما بدأت حملة لترميم وإحياء الآثار من مختلف العصور في كيتو، وعلى رأسها عملية ترميم كنيسة لا كومبانيا، التي بناها الجزويت في الفترة ما بين 1605 و1765. وبالانتقال من عالم الدين إلى عالم السياسة، نرى مبنى القصر الرئاسي "بلازا دي لا إندبندنسيا"، المبني على الطراز الكلاسيكي المحدث، وهو الآن مقر لحكومة الإكوادور، والمفتوح للزوار طوال أيام الأسبوع. وللمبنى حديقة حافلة بأنواع مختلفة من الزهور والنباتات الجميلة التي تجذب الزوار. ولدينا أيضًا الكتدرائية البيضاء، بالإضافة إلى العديد من الكنائس، أشهرها "بلازا سانتو دومينغو"، التي تبعد عن الكتدرائية مبنيين فقط، والتي بناها كهنة الدومينيكان في الثمانينات من القرن السادس عشر الميلادي، والتي يزين سقفها لوحة ليدي تشابل. ومن أهم المعالم التي تزخر بها المدينة، سوق سان فرانسيسكو المغطى، الواقع في تقاطع طريقي ريكافورتيه وتشيمبرازو، وهما من أهم شوارع المدينة، حيث تبدأ أعمال هذا السوق في الصباح الباكر، ويغلق أبوابه أمام المستهلكين في الثالثة عصرًا، و يحتوي على قسم خاص للأعشاب، بالإضافة إلى توافر طرق علاج "الليمبيا" المحلية.
أرسل تعليقك