لندن ـ كاتيا حداد
يبرق معمار براغ الرائع في ضوء الخريف الرقيق، وشوارعها المليئة بالسياح، وتنخفض أسعار الفنادق وتذاكر الطيران لتعطي المدينة البوهيمية قيمة من الصعب مقاومتها،
وقد عاد المطربون المبدعون والطهاة المشاهير من عطلاتهم، وعادوا إلى مهنهم بطاقة متجددة. لهذه الأسباب، إنه الوقت المناسب لزيارة براغ.
ولم تظهر أي علامات لتضاؤل الحياة الثقافية في المدينة، ويقيم المعرض القومي معرضًا لأعمال الفنان النمساوي أوسكار كوكوشكا المثيرة للفكر حتى السابع من تشرين الأول/ أكتوبر.
كما أن الخريف وقت للاحتفال أيضًا في براغ، حيث يقام مهرجان الآلات الوترية الكلاسيكية من 23 آيلول/سبتمبر إلى 3 تشرين الثاني/ نوفمبر، بينما يستمر مهرجان آغا أرتي إيه لموسيقى الجاز حتى 12 منتشرين الثاني، وتعود أوركسترا تشيك فيلارمونيكا إلى المسرح بالحفلات الافتتاحية لموسم 2012/2013 في بداية تشرين الأول، و لا يجب أن ننسى أوركسترا سيمفونية براغ.
للإقامة المميزة في براغ، يقع فندق يوزلاتي ستودن في ظلال قلعة براغ، وبه متاهة تاريخية من الغرف المغلفة بالخشب، تمنحك جميعها إحساسًا بالمعتزل الملكي، ويبدأ سعر الحجرة من 172جنيهًا إسترلينيًا. و يستحق مطعم المأكولات البحرية الذي يطل على المدينة وحده زيارة إلى براغ.
أما إذا كنت ترغب في إقامة متوسطة التكلفة، فيمزج فندق دوموس بالثاسار بين الطراز التاريخي والعصري، ويقع في مكان مركزي سهل الوصول إليه، ولكنه ليس هادئًا للغاية، وهو منزل ريفي سابق خضع لتجديد راقٍ، وتم تنظيم التصميم الداخلي حول درج حلزوني ضيق وفاتن. ويبدأ سعر الغرفة من 113جنيهًا إسترلينيًا.
أما إذا كنت من الراغبين في تكلفة ضئيلة، فإن فندق مساكن آبيا يشبه الدير تقريبًا، ولكن بدون صرامة، وهو فندق ممتاز هاديء في مقاطعة مالا سترانا، ويبدأ سعر الغرفة من 71جنيهًا إسترلينيًا.
و تقدم صحيفة "تليغراف" البريطانية وصفة مجربة لقضاء 36 ساعة في براغ، ففي تمام الساعة السابعة مساءً توجه مباشرةً إلى أكثر منطقة بوهيمية في براغ، و هي شارع دلوها في البلدة القديمة، حيث تتنافس حانات الكوكتيل ومقاهي الهيبيز على المساحة مع متاجر التُحف والحانة التشيكية الكلاسيكية لوكال.
و في الثامنة والنصف مساءً أعبر جسر تشارلز الذي تم بناؤه في عام 1357 تحت عين قديسي الباروك المصطفين على جدرانه بمجرد أن تقل الحشود، وأذهب إلى مقاطعة مالا سترانا المثالية المليئة بالمتاجر والمعارض حول الميدان لاستكشافه، في الطريق إلى عشاء ممتاز لأول ليلة في مطعم كامبا بارك الراقي المجاور للنهر، حيث يتناول سكان براغ الهلبوت في كراتٍ سوداء، مصحوبًا بنبيذ أبيض رائع من مورافيا.
في العاشرة من صباح اليوم الأول، إبدأ بالقهوة في ميدان البلدة القديمة، وهو معروف للزوار السابقين، ولكنه لا يزال ضرورة هنا، حيث به مزيج من الواجهات من عصر الباروك والنهضة والقوطي.
إنظر إلى الساعة الفلكية التي تعود إلى القرن الخامس عشر على أحد الجوانب، وتمثال جون هوس الشهيد البروتستانتي من البرونز على الجانب الآخر. كما أن منزل مادونا السوداء التكعيبي في شارع كيلتينا رائع جدًا، ثم تجول جنوبًا لرؤية مسرح أستيتس، حيث قدم موزارت العرض الأول في العالم لأوبرا دون جوان في عام 1787.
في الحادية عشر والنصف صباحًا، توجه غربًا إلى المسرح القومي، الذي يعود إلى القرن التاسع عشر، والذي تم تجديده حديثًا للشعور بقدر حب التشيكيين للمسرح، ثم إتجه جنوبًا إلى مكتبة العالم والمقهى في شارع بيستروسوفا.
و في الواحدة ظهرًا، تجول بجوار سد نهر فلتافا، وأعبره إلى جزيرة كامبا، حيث يلعب الأطفال على العشب أمام مجموعة الفن التشيكي المعاصر لـفرانك سيك كوبكا و أوتو غوتفريند في متحف كامبا، حيث يتكلف الدخول ثلاثة جنيهات إسترلينية.
في الثالثة عصرًا، استقل الترام إلى قلعة براغ، حيث تكلفة الدخول خمسة جنيهات إسترلينية، لاستكشاف مقعد السلالة الحاكمة، و كنيسة سان فيتوس، و كنيسة سان جورج، و عرض قصة قلعة براغ في القصر الملكي القديم، ثم تجول في الحدائق الملكية العريقة.
و في السادسة مساءً، استرح من التاريخ في مطعم رعاة البقر، و أحصل على مقعد في الشرفة الواسعة في مطعم اللحوم في ظل القلعة، حيث يمكنك أن تجد مشاهد كبيرة للمدينة، ويتكلف الأمر 24جنيهًا إسترلينيًا مقابل العشاء والجعة.
في الثامنة مساءً، أنهِ أمسيتك في مدينة الموسيقى في تلاوة في كنيسة باروك في البلدة القديمة، وتعزف كنيسة سان جيليس مقطوعات ليلية في الساعة الثامنة مساءً.
في العاشرة من صباح اليوم الثاني، تناول القهوة والمخبوزات في مقهى فرانز كافكا، قبل جولة للمجموعة في المتحف اليهودي المكون من الممتلكات المسروقة للأسر التي كانت تعيش هنا قبل الحرب العالمية الثانية.
وتوجد المقبرة اليهودية القديمة بشواهد القبو عند الزاوية، وتوضح أن الرموز التاريخية مثل الحاخام لوي قد تم وضعه في حي اليهود حتى بعد وفاته.
و في الحادية عشر والنصف صباحًا، تناول غداء الغولاش في مطعم يو باليامينتو، و هو عادة يومية بالنسبة إلى بعض سكان براغ، وتمثل متاجر التحف والبلور التشيكي في هذا الطريق الهاديء محطة أخيرة مجزية للتسوق.
و في الثانية عشر والنصف ظهرًا، أعبر جسر تشيخوف المزخرف لتصل إلى حديقة ليتنا للتجول في ممراتها إلى المنطقة التي كان يوجد فيها تمثالاً بطول ثلاثين مترًا لستالين، لكي تستمتع بالهواء الطلق، وستجد في المتحف التقني القومي المعاد بناءه حديثًا تُحفًا من الدراجات البخارية والطائرات.
للوصول إلى براغ، فإن الخطوط الجوية البريطانية تقدم رحلات من هيثرو، وشركة "ويز" للطيران من مطار لوتن، وشركة "ايزي جيت" من جاتويك وستانستد.
أرسل تعليقك