ميلانو الإيطالية عاصمة التصميم ومقصد الساعين وراء السعادة
آخر تحديث 22:58:45 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

كل المطاعم والمقاهي الراقية تقع داخل "المربع الذهبي"

"ميلانو" الإيطالية عاصمة التصميم ومقصد الساعين وراء السعادة

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - "ميلانو" الإيطالية عاصمة التصميم ومقصد الساعين وراء السعادة

مدينة"ميلانو" الإيطالية
ميلانو - صوت الامارات

عريقة في معمارها ومبانيها التي تختزن روائع الفنون الإيطالية من عصر النهضة، حديثة في مبتكراتها وقدرتها التي لا تنضب على التجدد والاستباق، إنها ميلانو عاصمة التصميم ومحجة الساعين وراء السعادة الكامنة في طقوس التسوق والبحث عن الجديد، أو ما يتناسب مع الأمزجة الخاصة والاحتياجات المعينة، فهي من المدن النادرة التي يتساوى فيها الجمال والأناقة بين ما تراه العين للوهلة الأولى وما يتكشف عبر الفضول والبحث عن الكنوز المخفية وراء الظواهر. يقصدها عشاق الأناقة والمدمنون على التسوق من كل أنحاء العالم وهم على يقين من أنها لن تخذلهم، وسيجدون فيها ضالتهم، مهما كانت غريبة أو معقدة.

التسوق في ميلانو متعة، ونزهة مريحة تعفيك من عناء التنقل ومشقة المواصلات؛ كل المخازن الفخمة والمتاجر الأنيقة والمطاعم والمقاهي الراقية تقع داخل «المربع الذهبي» الذي تحده أربعة شوارع، تجتمع على أرصفتها ونواصيها منتجات فاخرة ترتجف لأسعارها الجيوب وبطاقات الاعتماد. لكن المتعة هنا ليست مقصورة على الشراء، بل هي أيضاً في زيارة هذه المتاجر من داخلها البديع، والتجول أمام معروضاتها وواجهتها المصفوفة بذوق رفيع.

نقترح بداية لجولتنا شارع Monte Napoleone الذي يكاد وحده يختصر حكاية التسوق والأناقة في ميلانو؛ كل العلامات الإيطالية الكبرى تتنافس هنا مع علامات عالمية في واحد من أغلى الشوارع في العالم، إذ يُقدَّر أن مدخوله يعادل 12 في المائة من إجمالي الناتج المحلي للمدينة.

في هذا الشارع، قرر المصمم الإيطالي الشهير جياني فرساتشي أن يقيم مجمعاً ضخماً، ليكون معرضاً لأزيائه ومبتكراته في عالم الأثاث المنزلي، ومدرسة يتدرب فيها المصممون الشباب الموهوبون، لكن اغتياله في ميامي صيف عام 1997 حال دون تنفيذ المشروع.

وإلى جانب مخزن فرساتشي، نجد المقر الرئيسي لدار المصمم جيورجيو آرماني، الذي اختار ميلانو أيضاً ليبني فيها مسرحاً كبيراً، تقام فيه استعراضات غنائية وأنشطة ثقافية وفنية متنوعة، إضافة إلى عروض أزيائه الموسمية، وصالات دائمة لمبتكراته في عالم المفروشات. وقد وقع اختياره لتصميم المبنى على المهندس المعماري الياباني تاداو آندو، المعروف بصفاء أسلوبه وبساطته. وبالفعل، حول المبنى الذي كان في الماضي مصنعاً لشركة «نستلية» إلى قطب عالمي للأزياء والتصميم.
ومن المباني الأخرى الشهيرة في المربع الذهبي «Brian & Barry»، بطوابقه الاثني عشر التي تضم تشكيلة واسعة من الأزياء النسائية والرجالية لأهم العلامات الدولية والمصممين الطليعيين، إضافة إلى عدد من المطاعم والمقاهي، بعضها يطل على معظم أحياء المدينة. متجر «10 Corso Como» هو أيضاً من المؤسسات العريقة التي لا بد من زيارتها للتسوق من عند نخبة من المصممين الحرفيين الذين ليسوا معروفين على نطاق واسع، لكنهم يتميزون بمبتكرات يدوية متقنة، يستخدمون فيها أجود الأنسجة والجلود. كما يضم هذا المتجر الكبير مطعماً راقياً في حديقته الداخلية الجميلة، وفندقاً صغيراً فخماً، تحوي أجنحته الخمسة مجموعات نفيسة من التحف واللوحات.

وقبل مواصلة تجوالنا في إرجاء المربع الذهبي، نقترح استراحة قصيرة عند «Cova»، أحد أقدم المقاهي في إيطاليا، الذي منذ تأسيسه في عام 1817 ما زال يتميز بخدمة لا تضاهى، وبحلوياته التي يقدمها في قاعاته الوثيرة على أطباق من الخزف الثمين الذي يعود لمطالع القرن التاسع عشر. وبعد استعادة النشاط، نتوجه إلى متجر «Fornasetti» القريب، الذي يقوم في المنزل الذي عاش فيه المصمم المبدع الشهير Filippo Marinetti، حيث يعرض «Piero» أحدث مبتكراته المتنوعة، من أثاث منزلي وخزف وأوانٍ للمطبخ وحقائب للسفر وقرطاسية.

ونتابع جولتنا، وندخل شارع Via della Spiga، الذي يعده البعض أجمل شوارع التسوق في العالم، لمبانيه الحجرية العريقة التي سكن فيها عدد من كبار الأدباء والفنانين، وأيضاً لمتاجره والمطاعم التي غالباً ما يتردد عليها النجوم والمشاهير. هنا أيضاً أقام المصممون الإيطاليون والعالميون الكبار متاجر لهم، يتخصص معظمها بالزبائن الذين يبحثون عن منتوجات محدودة أو تحت الطلب.

لكن التفرد في هذا الشارع ليس وقفاً على الأسماء الشهيرة، بل فيه عدد كبير من متاجر العلامات غير المعروفة على نطاق واسع، التي يخرج من بين أيادي مصمميها ومحترفاتها أجمل المنتوجات وأفخمها، مثل Alba Eloisa D’alessandro، وهو مشغل لأثواب الزفاف رفع تصاميمه إلى مستوى الأعمال الفنية التي لا تتكرر «لأن كل ثوب هو فريدٌ مثلما هي فريدةٌ كل امرأة»، كما تقول مؤسسة الدار وصاحبتها التي تفاخر بأن بين زبائنها معظم العائلات المالكة في أوروبا.

وللأطفال أيضاً هنا متاجر متخصصة، مثل Monalisa الذي لا تقتضي خياطة أثواب الصغار لديه أقل من أسبوع، ولا تقل أسعارها عن أثمان الملبوسات لدى العلامات الكبرى. ولكي لا يخرج الزائر العادي خاوي الوفاض من هذا الشارع، نقترح أن يدخل متجر القفازات الشهير Sermoneta، حيث بإمكانه أن يجد ما يهدي لمن عز عليه، من غير أن يهدد ميزانيته بالخلل أو الانهيار.

المحطة التالية في جولتنا التسوقية هي شارع Via Brera الذي رغم كونه أحد أضلاع المربع الذهبي، تشعر فيه وكأنك خرجت إلى عالم آخر يتنفس العراقة، ويضج بالسكينة المنسدلة على محلات التحف والمجوهرات والمحترفات الصغيرة. حوانيت أنيقة هنا تجعل من المظلة تحفة تدفعك إلى تمني هطول المطر كي تستخدمها، ومن العطور بطاقة هوية شخصية تتباهى بها. أما متاجر المجوهرات هنا فمعالم معمارية بذاتها تفاخر بأنها زينت رؤوس نبلاء أوروبا وعائلاتها المالكة والحاكمة منذ القرن السابع عشر.

وقبل أن تغادر هذا الشارع، لا بد من محطة قصيرة في مخزن العطور الشهير Santa Maria Novella الذي كان في أصله صيدلية يرجح أنها الأقدم في العالم، وتعود إلى أواسط القرن الخامس عشر. كل العطور والمستحضرات هنا ما زالت تُصنَع وفقاً للأساليب والطرق القديمة، ولا يستخدم في إنتاجها سوى المواد الطبيعية التي يستخرج معظمها من النباتات والزهور التي تنمو في مزارع خاصة.

مغامرة التسوق في ميلانو لا تكتمل من غير زيارة أقدم مجمع تجاري في العالم، يحمل اسم أول ملوك إيطاليا بعد توحيدها، فيتوريو إيمانويل الثاني. وقد وُضِع تصميم هذا المجمع في عام 1861، واستغرق بناؤه اثني عشر عاماً، ويعد أحد أبرز رموز الطراز المعماري الإيطالي. ويتكون المبنى من رواقَين عاموديين تحت قبة زجاجية، متقاطعين على شكل مثمن الأضلاع، وأرضه من الفسيفساء التي اشتهر بها الرومان منذ القدم. ونظراً لأهميته التاريخية، وموقعه في وسط المدينة، تتنافس الأسماء الكبرى في عالم الموضة لتحتل فيه موقعاً تطل منه على مشهد الأناقة. وفي هذا المجمع بالذات، يقوم المقر الرئيسي للعلامة التي ارتبطت أكثر من غيرها باسم ميلانو في عالم الموضة (Prada)، حيث افتتحت أول متجر لها في الموقع نفسه عام 1913، حين كانت تبيع مستلزمات السفر للطبقة الميسورة، قبل أن تُوسع دائرة منتوجاتها لتشمل الملبوسات والأحذية. ويتميز هذا المتجر بعرضه منتوجات تاريخية للعلامة لا توجد في أي متجر آخر

قد يهمك ايضا

"دبي - لندن" يأتي في المركز الثالث ضمن أكثر الخطوط الجوية ربحية في العالم

تدفّق كثيف للسيّاح الجزائريين عبر الحدود لقضاء عطلات عيد الأضحى في تونس

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ميلانو الإيطالية عاصمة التصميم ومقصد الساعين وراء السعادة ميلانو الإيطالية عاصمة التصميم ومقصد الساعين وراء السعادة



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 21:47 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عبدالله بن زايد يستقبل وزير الشؤون الخارجية في الهند
 صوت الإمارات - عبدالله بن زايد يستقبل وزير الشؤون الخارجية في الهند

GMT 21:21 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك
 صوت الإمارات - الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 21:21 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تشوق جمهورها لعمل فني جديد
 صوت الإمارات - نانسي عجرم تشوق جمهورها لعمل فني جديد

GMT 21:21 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

غوغل تكشف عن خدمة جديدة لإنتاج الفيديوهات للمؤسسات
 صوت الإمارات - غوغل تكشف عن خدمة جديدة لإنتاج الفيديوهات للمؤسسات

GMT 14:42 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف لقاءً مهماً أو معاودة لقاء يترك أثراً لديك

GMT 17:17 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 19:08 2015 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

طقس فلسطين غائمًا جزئيًا والرياح غربية الأربعاء

GMT 02:06 2016 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

"سامسونغ" تطلق Galaxy S7 قريبًا

GMT 14:46 2014 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاق كتاب للشيخة اليازية بنت نهيان بن مبارك آل نهيان

GMT 22:58 2015 الأربعاء ,01 إبريل / نيسان

سامسونغ تربح المليارات والفضل للهاتف "S6"

GMT 14:40 2017 الأربعاء ,04 كانون الثاني / يناير

كلاب الدرواس تهاجم الناس وتقتل المواشي في مقاطعة صينية

GMT 07:31 2013 السبت ,24 آب / أغسطس

الصين ضيفة شرف معرض إسطنبول للكتاب

GMT 04:15 2016 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

ديمو P.T يعاد تطويره في لعبة Dying Light

GMT 09:00 2015 الثلاثاء ,21 إبريل / نيسان

شركة "سوني" تكشف رسميًا عن هاتفها "إكسبريا زي 4"

GMT 06:14 2014 الإثنين ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

كوثر نجدي تطرح مجموعة جذّابة من فساتين السهرة

GMT 05:31 2018 الأحد ,18 شباط / فبراير

نادي الفروسية في الرياض ينظم حفل سباقه الـ"52"

GMT 11:23 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

جمعية "أم القيوين" الخيرية تتفاعل مع المسنين في عام زايد

GMT 14:49 2016 الخميس ,03 آذار/ مارس

المخ يدخل في صمت عندما نتحدث بصوت عال
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates