افتتح المهندس المعماري الإيطالي، رينزو بيانو، معرضا في الأكاديمية الملكية في لندن إذ عرض بعض المباني الأكثر شهرة في إيطاليا في سبتمبر/ أيلول، لكن بيانو عرض المباني الأكثر شهرة في مدينة جنوى، وهي مسقط رأسه، حيث ولد في العام 1937.
وذكرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية أن جنوى تقع في شمال إيطاليا بين الجبال والبحر، وهي سادس أكبر المدن الإيطالية، وعاصمة المنطقة الساحلية ليغوريا، وهي مصدر مهم لإلهام المعماريين مثل بيانو، إذ ولد على المدينة الساحلية الملهمة، وحين انهار جسر موراندي في جنوى، في 14 أغسطس/ آب، مما أسفر عن مقتل 43 شخصا، تعهد بيانو بإنشاء جسر جديد في خطوة لخلق لحظة إيجابية بين الوحدة والتعاون.
ونعرض هنا خمسة من المشاريع المعمارية لبيانو التي غيّرت ملامح مدينة جنوى:
بورتو أنتيكو الميناء القديم
يحتوي هذا الميناء على العديد من المقاهي والمطاعم المناسبة للنزهات العائلية على طول الكورنيش، وسط الأشجار، وممر "فيا ألماري"، ويمكن للأطفال لعب كرة القدم في الساحة، ولم يكن الميناء متاحا للجمهور قبل التجديد، لكن مشروع بيانو الطموح لإعادة تطوير الميناء، غيّر من شكله، وسمح للجمهور بزيارة هذا المعلم التاريخي، ووصف المشروع بأنه فرصة عظيمة لإنقاذ المدينة التاريخية من الدمار، وتمثلت رؤيته في إعادة ربط المدينة بالبحر، عن طريق إنشاء ممشى على الواجهة البحرية وممرات وأماكن عامة للترفيه والاستجمام، وتحويل مخازن القرن التاسع عشر إلى متاجر وسينما ومركز مؤتمرات.
جنوى أكواريوم
يعد هذا الحوض المائي الأكبر في أوروبا، إذ يضم أكثر من 600 نوع من الأسماك والحيوانات البحرية، والزواحف والطيور، وهو أيضا أحد المباني التاريخية في الميناء القديم الذي تم افتتاحه خلال معرض "92 Expo".
وتمكّن بيانو من إعادة تصميمه في العام 1998، حيث الجدران الزجاجية، وفي العام 2013 أضاف جناحا جديدا للحيتان والدلافين وخنازير البحر، ويمر نفق في جناح الحيتان الجديد تحت قبة علوية، مما يخلق انطباعا غريبا تحت الماء مع الدلافين.
مُجسّم إل بيغو
هذا المجسم من المعالم الأخرى للميناء القديم، ويتكوّن من ثمانية أذرع تشبه أذرع الأخطبوط، تصل إلى السماء، ومائلة بشكل قطري من المنصة في البحر، وهي تذكرنا برافعات البضائع، وأيضا صواري السفينة.
ويعد هذا المكان الأنسب لإقامة حفلات الصيف، أما في الشتاء يتحول إلى حلبة للاستمتاع بالتزلج، ويصل ارتفاع الأعمدة إلى 40 مترا في السماء.
فقاعة بيوسفير
يطلق السكان المحليون على هذه الكرة العائمة على سطح الماء، اسم "La Bolla" أي الفقاعة، صممها بيانو في اجتماع مجموعة الثمانية في عام 2001، وتقع على حافة المنصة العائمة قبالة المعرض المائي.
وصنعت هذه الفقاعة الرقيقة من الزجاج والصلب، ويبلغ قطرها 20 مترا، تضم 150 نوعا من الطيور والنباتات، من بينها أشجار التمر الهندي، وأشجار المانغروف الحمراء، ونباتات القهوة والقرفة، والسابوديلا.
مؤسسة رينزو بيانو
تقع "فيلا نافي" الجميلة ذات الطابقين، على شاطئ فيسما، وتتميز بلونها الأحمر ذي الحجارة السوداء، على بعد 24 كم، غرب وسط المدينة، وفي عام 2008 جددها بيانو، وجعلها مقرا لمؤسسته.
وترحّب المؤسسة بالمهتمين بالهندسة المعمارية، يومين في الشهر، وهما يومي سبت، إذ توفر جولات بصحبة مرشدين باللغات الإيطالية والفرنسية والإنجليزية، للتعرف على المعالم المعمارية في المدينة.
ويخصص بيانو جزءا من الفيلا كمستودع يوجد به أكثر من 15 ألف إسكتش خاص به، بينما يخصص الطابق العلوي للإقامة المجانية للمتدربين، وهو نشاط غير ربحي للمؤسسة.
وفي غرفة تسمّى "نافذة إلى العالم" في الطابق الأرضي تغطي الجدران بالرسوم المعمارية والصور الفوتوغرافية الخاصة ببيانو.
أرسل تعليقك