لندن - سليم كرم
أصرّت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي على أنَّ وجود حدود مشدّدة بين أيرلندا الشمالية وجمهورية أيرلندا بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "غير مقبول"، حيث أجرت محادثات مع نظيرها الأيرلندي في مقر رئاسة الوزراء، وناقشت ماي وليو فارادكار احتمالات التوصل إلى اتفاق في مقر رئاسة الوزراء البريطانية حيث قال رئيس الوزراء الأيرلندي إنَّه يعتقد أنَّ إحراز تقدّم أمر "ممكن".
ويعتبر فارادكار أول زعيم من زعماء الاتحاد الأوروبي يزور ماي منذ خطابها الحاسم في فلورنسا الأسبوع الماضي حيث قدمت سلسلة من التنازلات في محاولةٍ لبدء محادثات مع الاتحاد الأوروبي، وعقب اجتماع اليوم قال متحدث باسم رئاسة الوزراء البريطانية إنَّ القادة أكدوا على أهمية الحفاظ على الحدود المتداخلة والالتزام باتفاق "الجمعة الحزينة".
وأضاف المتحدث، إنّه "في ما يتعلق بالحدود بين أيرلندا الشمالية وجمهورية أيرلندا، أكدت رئيسة الوزراء مجددًا كيف أننا لن نقبل أي بنية تحتية مادية على الحدود، وكيف نعمل على تقديم حل عملي يسمح بالحركة الأكثر سلاسة الممكنة للسلع بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، وشكر رئيس الوزراء الأيرلندي على ترحيبه بخطاب فلورنسا، وناقشوا فترة التنفيذ التي تمكن الناس والشركات في كل من المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي من التكيف مع الترتيبات الجديدة بطريقة سلسة ومنظمة".
وبيّن فارادكار، وهو يتحدث عند مغادرته مقر رئاسة الوزراء أنَّه "في هذه المرحلة" لم يستطع أنّ يقول إنّه تم إحراز تقدم كافٍ بشأن قضية الحدود للانتهاء من المرحلة الأولى من المحادثات مع الاتحاد الأوروبي"، بيد أنَّه قال إنَّه من الممكن التوصل إلى حل بحلول الموعد النهائي في تشرين الأول / أكتوبر المقبل عندما يعلن زعماء الاتحاد الأوروبي ما إذا كانوا يعتقدون أن عتبة الاتفاق قد تحققت على الحدود الأيرلندية الشمالية وتحققوا من تسوية الطلاق وحقوق المواطن.
وقالت ماي في كلمتها الأسبوع الماضي إنَّ بريطانيا مستعدة لتغطية الثغرة الضخمة التي خلفها تمويل بروكسل لمدة عامين آخرين بعد أن مغادرة الاتحاد رسميا في عام 2019 -مما قد يساهم في ضخ 20 مليار يورو أخرى، ونلبي التزامات أخرى يمكن أن يبلغ مجموعها عشرات مليارات أخرى، كما قالت إنَّ المحكمة الأوربية يمكن أن تساعد في تطبيق حقوق مواطني الاتحاد، واعترفت بأنّ اتخاذ إجراءات أكثر صرامة للهجرة سيستغرق وقتًا، مما يزيد من احتمال إن تبقى قواعد حرية الحركة في مكانها لفترة طويلة.
وأشار فارادكار إلى أنَّ الزعيمين كانا في "منطقة مشتركة" لمحاولة إعادة تشغيل الإدارة التنفيذية في أيرلندا الشمالية مرة أخرى، وأنَّ دبلن تريد التأكد من أن العلاقات الوثيقة التي تراكمت بين البلدين في السنوات الأخيرة يتم الحفاظ عليها بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى منطقة السفر المشتركة، وأنه يأمل في الحفاظ على التجارة الحرة بين البلدين لأننا نتشاطر الرأي القائل بأن التجارة الحرة تجعل الجميع أفضل حالا".
أرسل تعليقك