صحافية إيرانية تشرح معاناة حياة النساء داخل الدولة
آخر تحديث 23:02:15 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

خرجت لأول مرة من دون حجاب في عام 2009

صحافية إيرانية تشرح معاناة حياة النساء داخل الدولة

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - صحافية إيرانية تشرح معاناة حياة النساء داخل الدولة

إيرانية خرجت لأول مرة من دون حجاب
طهران ـ مهدي موسوي

مسيح علي نيجاد، فتاة في قرية غوميكولا الإيرانية الصغيرة، كان والدها بائع البط والدجاج والبيض، أحضر والدها ذات مرة عصا صفراء سميكة، قطعتها والدتها، والتي تعمل خياطة، إلى ست قطع صغيرة، وفقًا لتعليمات زوجها، وحصل كل طفل على واحد، بما في ذلك أصغرهم، وهي مسيح، وكانت العصا الصفراء عبارة عن موزة، فكانت بمثابة ثمرة لم ترها العائلة الفقيرة أو تذوقها، ولم تسمع نجاد كلام والدتها بإلقاء القشرة في القمامة، حيث أخذتها في اليوم التالي إلى المدرسة للتباهي بها أمام زميلاتها.

تحب التمرد والثورة منذ طفولتها:

ومنذ صغرها تٌعرف نجاد بشخصيتها المتمردة، وثوارتها الكبيرة والصغيرة، وأحيانًا شديدة القسوة، ففي سن 18، وُضعت الفتاة المراهقة في السجن، ولكنها بعد ذلك خرجت لتصبح من أحد أشهر صحافي إيران، وكان سبب دخولها السجن هو سرقة الكتب لقراءتها ولكن كانت الكتب الثورية الداعية للتمرد، كما أنها بدأت في نشر الوعي بالجرائم التي تُرتكب في المجتمع الإيراني، داعية لمزيد من الإنشقاقات. وتروي الفتاة قصتها مع التمرد، حيث كانت تعارض ارتدائها للحجاب، كانت تستيقظ في منتصف الليل وتلمس رأسها لتتأكد أن الحجاب لا يزال هناك، فهي لا تتذكر أنها خلعت الحجاب ذات مرة عندما كانت طفلة.

وتتذكر الناشطة الإيرانية طفولتها التي قضتها في البحث ليلا عن الحجاب المنزلق عن شعرها حتى تعيده مرة آخرى قبل أن تستغرق في نومها، وتقول مسيح علي نجاد، أن والدها كان يطلب منها ارتداء ملابس تغطي جسدها من الرأس إلى أخمص القدمين بالإضافة إلى الحجاب والمعطف، وهي الملابس التي تلتزم بها الإيرانيات تطبيقا للقانون.

تمردها لم يعجب عائلها

وحين خرجت نجاد من السجن، كانت امرأة مختلفة، ليس فقط بسبب السجن، فقد كانت حامل، وهي حقيقة اكتشفتها أثناء اعتقالها، فكان الزوج هو خطيبها، ولكن والدها لم يوافق على ذلك، واعتبر الأمر فضيحة، وأصر على زواج ابنته، وبالفعل أقامت العائلة حفل الزفاف، على الرغم من رفض نجاد له لأنها تكره حفلات الزفاف، ولكن والدتها من أصرت عليه.

ولم تدم سعادة الفتاة، حيث قرر زوجها الزواج بامرأة أخرى، التقى بها في صالون أدبي، تاركًا نجاد مع طفل صغير في طهران، وأثناء الطلاق في المحكمة، رفضت النفقة التي تستحقها، قائلة للقاضي "لا أريد ماله"، كما أن زوجها رفض حضانة ابنه البالغ من العمر 3 سنوات، وكان ذلك في سبتمبر/ أيلول عام 2000، قبل أسبوع من عيد ميلادها الرابع والعشرين.

وقررت نجاد تأليف كتابها الخاص، والذي يروي تجربتها وتأثير الثورة الإيرانية على الداخل الإيراني، وما حدث في مجتمعها، وأطلقت عليه عنوان "The Wind in My Hair". وتقول نجاد في كتابها "أنا منتج حقيقي للثورة الإيرانية، ساندت عائلتي هذه الثور ودعمت الجمهورية الإسلامية".

لم تخش الرئيس الإيراني نفسه

وقررت نجاد التمرد على كل ما حولها، حيث من فتاة يعمل والدها في بيع البط ومنتجات الدواجن إلى صحافية قوية مقدامة، أصبحت مراسلة في المجلس الإيراني، رغم تعرضها للمضايقات من قبل الرجال. ولم تخش نجاد من أي احد، حتى الرئيس الإيراني، فحين فازت شيرين عبادي، بجائزة نوبل للسلام، وجهت سؤلًا إلى الرئيس خاتمي، قائلة "هنأ العالم كله شيرين على الجائزة، هل تنوي أن تهنأ مواطنتك؟".

تطالب بحرية المرأة الإيرانية:

وطالبت نجاد بإزالة القيود من على لباس المرأة الإيرانية، حيث ترفض الحجاب الإجباري على نساء بلادها، ولا ترغب في رؤية أحد يطلب منهن تغطية شعرهن، مؤكدة أن الرجال يجب أن يخجلوا من أنفسهم حين يطلبون من هذا الطلب، وكان عام 2009، بداية لخلعها الحجاب. واستمرت نجاد في كتابة تعليقات أكثر تحريضية، وتحدثت عن الفساد الواضح في الجمهورية الإسلامية، ولكنها كتبت ذلك من لندن، ومن ثم قررت الحكومة طردها، لتجد نفسها في المنفى في الولايات المتحدة، وأثناء وجودها خارج إيران، أنشأت صفحتها على فيسبوك"حريتي الخفية" لتشجع النساء على تصوير أنفسهن دون حجاب، وسرعات ما حصدت الآلاف من المعجبين، وبدأ الاحتجاج ضد الحجاب الإلزامي في إيران.

وبدأت الاحتجاجات يوم 28 ديسمبر/كانون الأول في مدينة مشهد، ثاني أكبر مدينة في البلاد، ثم تلتها مجموعة مظاهرات في كثير من المدن والقرى الأخرى طالب فيها المتظاهرون بإنهاء حكم المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران آية الله علي خامنئي.

كتابها يروي معاناة نساء بلادها

ويدور كتابها حول كفاح المرأة الإيرانية ضد الفقر والقمع السياسي والأزمات الشخصية، ويتحدث عن كل ما هومحير في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وخوض النساء للمعارك. وتعد نجاد امرأة استثنائية حاربت كل الظهور، وتعرضت للنهاية للنفي من وطنها، فهي تكافح من أجل تحسين وضع بلادها، وكذلك القضية النسوية، ولكن في ظل الولايات المتحدة التي يحكمها الرئيس دونالد ترامب، يبدو أن الأمور أصعب، حيث ربما قوانين بحظر الحجاب وكذلك الأمور التي تتعلق بالمسلمين، ولكن هدف نجاد ليس حظر الحجاب أو فرض ارتدائه، إنها تهدف إلى الحرية والإصلاح، هذا ما تكافح من أجله الفتاة المناضلة حتى الآن.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صحافية إيرانية تشرح معاناة حياة النساء داخل الدولة صحافية إيرانية تشرح معاناة حياة النساء داخل الدولة



GMT 03:31 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
 صوت الإمارات - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 03:47 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
 صوت الإمارات - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 03:37 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
 صوت الإمارات - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:34 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تتهرب من تحمل المسؤولية

GMT 15:30 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

إعصار الهند وسريلانكا يحصد مزيداً من القتلى

GMT 18:33 2018 السبت ,17 شباط / فبراير

"شقة عم نجيب" تُعيد هبة توفيق إلى خشبة المسرح

GMT 10:31 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

فورد F-150 تحصل على محرك ديزل لأول مرة

GMT 05:57 2017 الأحد ,17 كانون الأول / ديسمبر

أحمد خالد أمين يوضح أن هنادي مهنا أول مولودة له كمخرج

GMT 06:17 2013 الأربعاء ,27 شباط / فبراير

صدور رواية "دروب الفقدان"للقاص عبد الله صخي

GMT 14:11 2013 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

" ميّال" رواية جديدة للروائي السعودي عبدالله ثابت

GMT 20:20 2014 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

صدور كتاب "الأمير عبدالله بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود"

GMT 21:49 2013 الأربعاء ,15 أيار / مايو

ورزازات عاصمة السينما وهوليود المغرب

GMT 21:45 2014 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

"جاليري" المرخية ينظم معرضًا فنيًا الثلاثاء في "كتارا"

GMT 03:14 2021 الثلاثاء ,12 تشرين الأول / أكتوبر

تطوير علاج عن طريق الفم لكورونا ينتظر الموافقة عليه

GMT 07:35 2020 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

تقارير تكشف أن الذئاب تستعد لغزو "العالم المتقدم"

GMT 01:10 2019 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

طيران الإمارات تتوقع 5 ملايين مسافر في 18 يومًا

GMT 13:07 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

صابرين تروي قصة فشلها في تأسيس وإدارة المشروعات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates