محافظة سيدي بوزيد- أسماء خليفة
يستعد أهالي محافظة سيدي بوزيد مسقط رأس الشّهيد محمد البوعزيزي مفجّر شرارة الثّورة التّونسية للاحتجاج هذا الثّلاثاء بطريقة طريفة وذلك بمناسبة مرور ثلاثة أعوام على الثّورة دون تحقّق أيّ منجزات للمحافظة.ويبدو أنّ الغاضبين عن إهمال المحافظة يستعدّون لإطلاق مسيرة للحمير تعبيرا عن تضييع مصلحة البلاد طيلة الفترة التي استغرقها الحوار الوطني والذي أفضى إلى إعلان مهدي جمعة وزير الصناعة في حكومة علي العريض رئيس الحكومة الجديدة. وقال أحد من أطلقوا هذه الفكرة "ستكون هذه المسيرة رمزيّة للفت الانتباه إلى أن محافظة سيدي بوزيد دفعت دم شبابها ثمنا لثورة لم تحقّق لها أيّ امتيازات بل منحتها زيادة الفقر والتهميش"، مضيفا "سنطلق قرابة مائتي حمار في هذه المسيرة الرمزية حتى نلفت أنظار العالم".ثمّة فكرة أخرى يتم الإعداد لها من قبل عدد من النقابيّين رغبة في احتواء الغاضبين من أبناء المدينة حتى لا تنزلق الأمور نحو العنف في عيد الثورة. تتمثّل هذه الفكرة في مغادرة ساحة الاحتفال وخروج جمهور المحتجّين من المدينة في اتّجاه محافظة ڤفصة تعبيرا عن غضبهم من عدم الاهتمام بمطالب أهالي سيدي بوزيد. كما عاينت "مصر اليوم" أن احتفالات عيد الثورة في سيدي بوزيد ستشهد أكثر من منصّة، منصّة أولى رسمية سيخطب فوق منبرها قيادات الترويكا الحاكمة، ومنصّة ثانية تخصّ أنشطة المجتمع المدني سيخطب فوق منبرها من يرونه متفاعلا مع قضايا سيدي بوزيد وهم ممثلو الرباعي الراعي للحوار الوطني، ومنصّة ثالثة يمثّلها جمهور المحتجّين ممّن نجحوا العام الماضي في رشق الرؤساء الثلاث بالطماطم.
ومن طرائف احتفالات هذا العام في المحافظة أن الرئيس المنصف المرزوقي كان قد تظلّم العام الماضي لدى الأمن ضد من رشقوه بالحجارة وبالمناسبة تمّ الاستماع إلى عدد من أبناء المحافظة وعدد من النقابيّين باعتبارهم شاهدين عن الحادثة وما تزال القضيّة جارية. ورغم ذلك يستعدّ الرئيس بل هو يتمسك بحقه في حضور احتفالات هذا العام الأمر الذي دفع بالغاضبين إلى البحث عن طريقة طريفة للردّ عليه.
أحد هؤلاء، بائع خضر متجوّل ورفيق الشهيد محمد البوعزيزي، قال ل"العرب اليوم" "يجب أن يتعلّم هؤلاء كيف يحترمون الناس، هناك قضيّة ما تزال قائمة في حق محتجي العام الماضي ورغم ذلك سيأتي هؤلاء المسؤولون ليخطبوا فينا رغما عنّا لكنّنا سنرفض هذا الأمر"، والمشهد مرشّح للتطوّر في المحافظة في انتظار حلول موعد الاحتفالات بالذّكرى الثالثة للثورة.
أرسل تعليقك