رام الله - وليد أبوسرحان
رَوَت أسيرة فلسطينية، الثلاثاء، كيفية اعتقالها من منزلها خلال اقتحامه بأعداد كبيرة من قوات الاحتلال الإسرائيلي، والإلقاء بها على أرضية سيارة عسكرية وإجبارها على وضع رأسها بين قدميها، بعد أن نزعت إحدى المجندات غطاء رأس تلك الأسيرة واستخدامه لعصب عينيها.
وقالت الأسيرة رنا جميل عبد الله أبو كويك (من سكان رام الله، 31 عامًا): إنها معتقلة منذ تاريخ 25 تشرين الأول/ أكتوبر 2013، وارتكبت ضدها ممارسات وحشية ولا أخلاقية خلال اعتقالها على يد الجنود والمحققين.
وأفادت الأسيرة رنا، في شهادتها لمحامية وزارة الأسرى هبة مصالحة بأنها "اعتقلت من البيت الساعة الثالثة فجرا، على يد قوات خاصة داهمت المنزل، بأعداد هائلة، بحيث عاثوا في المنزل خرابا وتفتيشا استفزازيا وتم تقييد يديها واقتيادها". وقالت: إنهم اقتادوها إلى معسكر للجيش، حيث أجروا لها تفتيشا مذلا ومهينا، وبعد ذلك تم اقتيادها إلى سجن عسقلان، وهناك تم تفتيشها مرة أخرى بطريقة مذلة جدًا.
وقالت الأسيرة: إنها مكثت في تحقيق عسقلان 12 يوما، بحيث حقق معها بشكل يومي ودون توقف، لم تستطع خلالها النوم، وقد تم شبحها على كرسي محني الظهر ومتعب جدا، مما أدى إلى أوجاع في مفاصلها، وكانت معاملة المحققين سيئة وتعرضت للتهديد والابتزاز والألفاظ النابية على يدهم ومنها تهديدها باعتقال أولادها. وأفادت بأن "الزنزانة التي وضعت فيها زنزانة صغيرة جدا وفيها فرشة قذرة وأغطية وسخة وأن حيطان الزنزانة سوداء وفيها مرحاض قذر جدا، وبقايا طعام متعفنة".
وبتاريخ 18 تشرين الُاني/ نوفمبر2013، اقتيدت الأسيرة رنا من سجن الشارون للنساء إلى محكمة عوفر العسكرية وبعد انتهاء جلسة المحكمة قامت إحدى المجندات بدفعها إلى الخلف وهي مقيدة من قدميها ويديها مما سبب لها آلام شديدة في أقدامها، وأخذت المجندة توجه الشتائم القذرة للأسيرة رنا، وقامت بزجها في غرفة انتظار في قاعة المحكمة.
وقالت أبو كويك: في ساعات المساء وبعد انتهاء جلسات المحاكم دخلت 5 مجندات إلى غرفة الانتظار، حيث كنت أتواجد، وأجبروني على التفتيش العاري وبطريقة مهينة جدا.
وبعد 5 دقائق، عادت المجندات مرة أخرى وطلبن تفتيشها تفتيشا عاريا فرفضت ذلك بشدة، وتحت التهديد تم تفتيشها للمرة الثانية بطريقة انتقامية ولا أخلاقية وبطريقة وقحة جدا.
وبعد 5 دقائق عادت المجندات وطلبن تفتيشها للمرة الثالثة بطريقة عارية فرفضت ذلك بشدة وهددت برفع شكوى على المجندات.
وقالت أبو كويك: عند وصولها سجن الشارون، أجبروها مرة أخرى على التفتيش العاري، مما سبب لها الانهيار والإنهاك الشديد.
وأضافت أبو كويك، أنه "نتيجة المعاملة الوحشية والتعب الشديد خلال رحلة المحكمة وصلت السجن مريضة، وتعاني من صداع شديد في الرأس وآلام في الجسد"، موضحة أنها "شعرت بأنها ستفارق الحياة، وأنها قدمت شكوى ضد معاملة المجندات السيئة".
وقالت أبو كويك: إنني أتوجه إلى جميع مؤسسات حقوق الإنسان بضرورة ملاحقة مجندان النحشون المسؤولات عن نقل الأسيرات إلى المحاكم وما يقمن به من انتهاك للكرامة والجسد من خلال التفتيش العاري، وأن يتم رفع دعاوى قانونية ضد هذه الممارسات المذلة.
وتعتبر أبو كويك واحدة من ضمن 17 أسيرة فلسطينية معتقلات في سجون الاحتلال في ظروف اعتقالية غير إنسانية، ويتعرضن للتعذيب وانتهاك حقوق الإنسان، إلى جانب أكثر من 4900 أسيرًا فلسطينيًا في سجون ومعتقلات إسرائيل، بينهم 180 طفلا.
أرسل تعليقك