ليبيا بعد القذافي صراع الجماعات والقبائل على الثروة والحقوق
آخر تحديث 13:23:14 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

ليبيا بعد القذافي صراع الجماعات والقبائل على الثروة والحقوق

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - ليبيا بعد القذافي صراع الجماعات والقبائل على الثروة والحقوق

طرابلس - مصر اليوم

عنصرية ضد السود أو من أصول أفريقية، وصراع بين القبائل، بعد علو شأن بعضها، وفقدان أخرى لسلطة رجل امتدت لأربعين عاما من الحكم. أرث حكم معمر القذافي لليبيا يظهر في رغبة بعض الجماعات والقبائل في السيطرة على الآخرين. كتب أحدهم على جدار في مدينة بني وليد: "الله ومعمر وليبيا ولا شيء آخر". هذا هو شعار مؤيدي القذافي. فسكان المدينة الجبلية التي تبعد 170 كيلومترا عن العاصمة طرابلس، ينظرون الى أنفسهم على أنهم قد انهزموا. ومدينتهم كانت أثناء الثورة التي أطاحت بمعمر القذافي، وبعدها مشهدا لاشتباكات وقتال عنيف بين سكان المدينة والثوار. وبعد الثورة فَقَدَ أغلب السكان امتيازاتهم، التي حصلوا عليها خلال حكم ألقذافي لليبيا. وينتمي أغلب سكان بني وليد إلى أكبر قبيلة في ليبيا. وهي قبيلة ورفلة، التي تمتعت بجانب قبيلة القذاذفة التي انتمى الحاكم السابق معمر ألقذافي إليها، بسلطة خاصة. وهناك علاقات قبلية تربط بين بني وليد وبين معقل مؤيدي ألقذافي سرت على شواطئ البحر الأبيض المتوسط وعاصمة جنوب غرب البلاد سبها. وقد وقفت أغلب سكان المدن الثلاث عام 2011 إلى جانب النظام السابق. يمكن لغاية اليوم ملاحظة الدمار الذي لحق بالمدينة جراء قصف طائرات حلف شمال الأطلسي – الناتو عام 2011. ومنذ الهجوم المضاد من جانب الحكومة التي جاءت بعد سقوط ألقذافي في تشرين الثاني/ أكتوبر عام 2012، مازالت بني وليد تشبه حصنا منهارا. هجوم قوات الحكومة والثوار جاء نتيجة التوترات بين سكان المدينة وثوّار مدينة مصراتة، الميناء الذي كان معقلا لمناهضي ألقذافي. انتقام وعقاب وحروب قبلية نموذج هذا النزاع ينتشر على طول وعرض البلاد. تندلع معظم النزاعات في أماكن تتصارع فيها مجموعات مسلحة مختلفة لغرض الحصول على النفوذ والأراضي والموارد. وتكون الحكومة الانتقالية عاجزة إلى حد كبير عن مواجهتها. احد أهم الأسباب لهذا القصور هو أن الحكومة أدرجت مجموعات من المتمردين بكاملها في الجيش، رغم أن هذه المجموعات تشعر بأنها ملتزمة بتحقيق مصالح قبيلتها بالدرجة الأولى. اندلعت بعد إسقاط ألقذافي في تشرين الأول/ أكتوبر عام 2011 عمليات انتقام. وفي معقل القذافي السابق تاورغا، حيث عاش قبل الثورة 30 ألف شخص، اعتقلت مجموعات من الثوار من مصراتة القريبة، سكان تاورغا أو طردتهم منها أو قتلتهم. والمدينة خالية من السكان منذ ذلك الحين. وأبقت تسوية الحسابات المفتوحة بعد 40 عاما من الدكتاتورية، العنف بين الجماعات والأفراد. وفي مدينة سبها أعاد ملاّكون قدامى بالقوة ملكيتهم لممتلكات صودرت منهم في فترة حكم ألقذافي. وشهدت منطقة فزان في جنوب غرب ليبيا أيضا تغيرا ملموسا في ميزان القوى. وتناوبت في منطقة سبها ملكية مزارع كاملة بعد فقدان قبيلة القذاذفة مكانتها البارزة. وتسعى الآن قبائل أخرى كانت مضطهَدة في عهد القذافي مثل أولاد سليمان، إلى الحصول على الهيمنة. "أهلا بالمرتزق التشادي" يشعر كثيرون من سكان سبها بأنهم مهددون من قبل القبائل الناشئة. "يهيمن عائدون ومتطفلون على مجلس المدينة ويبتزون الحكومة"، كما يقول حسين محمد الذي ينتمي، كصاحب أراض ٍ زراعية إلى الطبقة العليا. ورغم أنه لا يحترم أولاد سليمان كثيرا لأنه يرى فيهم مثيرين للشغب، إلا أن حتى أولاد سليمان أفضل في رأيه من المنتمين إلى قبيلة توبو. أقلية توبو تعيش في تشاد والنيجر وليبيا. ويرى قسم كبير من الليبيين أن أفراد هذه القبيلة غرباء، بما فيهم أولئك الذين ولدوا في ليبيا. "تلعب المواقف من الحياة دورا كبيرا، فلص لا يستطيع إنجاب غير لصوص"، كما يقول حسين،  يلاحظ أنتشار ظاهرة العنصرية تجاه المهاجرين الأفارقة السود، والسود أيضا من قبيلة توبو بشكل خاص بعد الثورة. "هل يقرر لون جلدي، فيما إذا كنتُ من هنا"؟ ، يسأل سيدي كيلا التاجر من مرزق. ويضيف: "أنا ليبي أكثر من العرب". وفيما يقول التاجر ذلك، يسلم رجلان شابان على بعضهما بالقول: "أهلا بالمرتزق التشادي". ورغم أن الثورة قد انتهت، إلا أن حمل الأسلحة مازال مستمرا، إذ تحصل في سبها بانتظام اشتباكات دموية بين قبيلتي توبو وأولاد سليمان. الأقليات والحكم الذاتي الإقليمي تشدد الأقليات من الطوارق وغيرهم من البربر وقبيلة توبو مطالبها في حقها بمشاركة أوسع في اتخاذ القرارات، وتهدد أحياناً باستخدام القوة، إذا استمر حرمانها من حقها. وقد ترك ممثلو الأقليات في سياق مناقشة الدستور الليبي الجديد البرلمان، تعبيرا عن غضبهم من عدم توصله إلى أتفاق بشأن مبادئ الدستور الأساسية. وأقامت قبائل الطوارق الليبية مؤخرا مؤتمرا في "غات" الواقعة في جنوب غرب "فزان" أسست فيه هيئة لتمثيل مصالحها. "مطالبنا متواضعة"، كما يقول عمدة غات محمد عبد القادر. ويضيف: "نريد أن تشجع الدولة ثقافتنا ولغتنا وأن توزع المزيد من المناصب الحكومية بيننا وأن تقدم على تنمية إقليمنا. إلا إنه لا يوجد في طرابلس اهتمام بذلك. ويقول ناشط بربري إنه يتم وضع خطط لتأسيس تحالف بين الأقليات ضد الحكومة. وتسعى حركة احتجاجية في شرق ليبيا إلى فصل إقليمها عن بقية ليبيا وتتحدي الحكومة عن طريق محاصرة عدد من موانئ النفط. ويقال إن معالم مثل هذه بدأت في الظهور بفزان أيضا. خدمة DW

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليبيا بعد القذافي صراع الجماعات والقبائل على الثروة والحقوق ليبيا بعد القذافي صراع الجماعات والقبائل على الثروة والحقوق



GMT 19:06 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أميركا لن تغير سياستها بشأن نقل الأسلحة إلى إسرائيل

GMT 05:39 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مكتب نتنياهو يواجه 5 قضايا بعضها قيد التحقيق

GMT 01:50 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل يحيى السنوار ضربة كبيرة لـ"حماس" لكن ليست قاضية

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 19:18 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 صوت الإمارات - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 19:21 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 صوت الإمارات - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 08:38 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 05:21 2015 الأربعاء ,11 شباط / فبراير

افتتاح معرض "ألوان السعودية" المتنقل في جدة

GMT 07:14 2015 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

الرميحي يزور جناح دولة قطر في معرض "اكسبو 2015"

GMT 20:48 2013 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

برنامج جديد فى إذاعة الشرق الأوسط عن التعديلات الدستورية

GMT 13:26 2015 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

مقهى ثقافي ومسابقة تصوير في معرض كتاب شرطة دبي

GMT 11:40 2015 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

"أبوظبي للسياحة" تنظم معرض "ميادين الفنون"

GMT 07:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

جبل بوزداغ من أروع المناطق السياحية للتزلج

GMT 05:28 2016 السبت ,27 شباط / فبراير

HTC تنشر أول صورة تشويقية لهاتفها المرتقب One M10

GMT 11:02 2013 الجمعة ,28 حزيران / يونيو

بحث تطوير مشروع جامعة عمان مع كامبريدج

GMT 03:34 2015 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

معرض جدة الدولي للكتاب يستقطب أكثر من 600 ألف زائر

GMT 08:27 2015 الأحد ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميثاء الخياط تعرّف الأطفال بطرق قص مبتكرة في "الشارقة"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates