توجيه انتقادات للمعارضة السورية بابتعادها عن مسار الثورة الحقيقي
آخر تحديث 20:43:39 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

توجيه انتقادات للمعارضة السورية بابتعادها عن مسار الثورة الحقيقي

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - توجيه انتقادات للمعارضة السورية بابتعادها عن مسار الثورة الحقيقي

قائد المتمردين السوريين
دمشق ـ نور خوام

حدق قائد المتمردين السوريين في صور مقاتليه على خط المواجهة الجبلي في منطقة عفرين الكردية، وغرست شاحنتهم الصغيرة في الطين بعد هطول أمطار غزيرة، وقال "ستكون معركة صعبة، ربما تستمر خمسة أو ستة أشهر، ولكننا لا نمتلك أحد سوى تركيا". وسيطرت صورة الجنود الذين سقطوا في المعركة ضد المسلحين الأكراد على مخيلة المتمردين السوريين، والذين يبلغ عددهم نحو 10 الآلاف شخص، يقودون المعركة التي تدعمها تركيا.

وتخلى الحلفاء الدوليين الآخرين عن المعارضة السورية التي تشن حاليا هجمات على المليشيات الكردية السورية نيابة عن أنقرة، والتي حولت اتجاهها في الأشهر الأخيرة من الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد إلى التركيز على المصالح الجيوسياسية والأمنية والوطنية.

ويسلط ذلك الضوء على اعتماد المتمردين على تركيا، وعجز السوريين عن تحديد مسار الحرب الأهلية القائمة منذ ما يقرب من سبع سنوات، وقال قائد المتمردين "علينا إعادة تعزيز قوتنا ومن ثم نبدأ، الثورة السورية المسلحة هزمت عسكريا، ولكن لم يفز بها بشار الأسد، وحقيقة وجود معارضة هو انتصار في حد ذاته ضد العالم بأسره، ولكن السوريين ليس لهم أي تأثير على أي قرار يتعلق بسورية".

وأظهرت مقابلات مع تسعة من قادة ومسؤولين من المتمردين السوريين، معظمهم يشاركون في حملة عفرين، أنهم مصممون على الوقوف إلى جانب تركيا، البلد الوحيد الذي يقولون إنهم يواصل دعمهم وتدريبهم على الرغم من اللامبالاة العالمية، وتحدثوا بشرط عدم ذكر أسمائهم لمناقشة العلاقات مع تركيا، وهي مسألة حساسة للقادة والمسؤولين المتحالفين مع أنقرة.

 

توجيه انتقادات للمعارضة السورية بابتعادها عن مسار الثورة الحقيقي

 

شنت تركيا هجوما كبيرا منذ أسبوع في سورية، تحت اسم عملية غصن الزيتون، مستعينة بحوالي 10 الآلاف متمرد سوري، وتأمل أنقرة في طرد حزب الاتحاد الديمقراطي وجناحه العسكري من المدينة، وهما وحدات حماية الشعب من عفرين التي يسيطر عليها الأكراد، وتقع على الحدود مع تركيا.

ويذكر أن أنقرة تقصف المدن الحدودية للكانتون بنيران المدفعية، كما أفادت الأنباء أن الاف الأشخاص هربوا، كثير منهم إلى مدينة عفرين، وقد وضعت الحملة على مسار تصادمي مع الولايات المتحدة، التي وفرت تغطية جوية ودعم عسكري مباشر للميليشيات الكردية شمال سورية، لكن أنقرة تعتبر وحدات حماية الشعب بمثابة الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني، وهي جماعة إرهابية  خاضت تمردا على مدى عقود ضد الدولة التركية.

وقال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في خطاب القاه في أنقرة الجمعة "سنواصل كفاحنا حتى لا يكون هناك إرهابيين على حدودنا يصلون إلى العراق"، متعهدا "بتطهير" مدينة منبج شرق عفرين ، التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب.

وتعد هذه الحملة ثاني أكبر حملة تشنها تركيا على سورية، وفي أغسطس / آب 2016، شنت حملة درع الفرات التي قادها أيضا المتمردون السوريون على الأرض، وأطاحت بداعش من عدد من المدن الرئيسية القريبة من الحدود، وحدت من توسع وحدات حماية الشعب في الغرب.

وتم إطلاق غصن الزيتون بعد أن أعلنت الولايات المتحدة أنها ستبني قوة حدودية قوامها 30 ألفا بما في ذلك وحدات حماية الشعب لدوريات الحدود السورية لمنع عودة ظهور تنظيم داعش، وهو ما رأته أنقرة تهديدا أمنيا لها، لكن الحملة تسببت في أزمة بين المعارضة السورية الرئيسية، التي انقسمت منذ فترة طويلة، بعد نكسات عسكرية ضد الأسد وحلفائه روسيا وإيران، وتعرضت للقتال الداخلي.

ويرى البعض أن مع مقاتلي المعارضة يعملون على دفع مصالح تركيا على حساب أهداف الثورة السلمية التي بدأت ضد الرئيس الأسد في 2011، لكن المسؤولين والقادة المتمردين الذين يقولون إن تركيا ساعدتهم على تدريب الآلاف من المقاتلين الذين يمكن أن يشكلوا جوهر جيش متمرد موحد، موفرة شريان الحياة في معركتهم ضد الأسد، ويقولون إن انتصارهم في عفرين سيفتح ممرا أرضيا في محافظة إدلب تسيطر عليه القوات المسلحة السورية، مما يسمح لهم بشن هجوم واسع النطاق لتطهير المنطقة، كما أنهم يستاؤون من حزب الاتحاد الديمقراطي وحزب الشعب، الذين يتهمونه بإيواء المشاعر الانفصالية والتعاون مع نظام الأسد، ولا سيما المساعدة في تسريع سقوط حلب في عام 2016، وهي ضربة موجعة للمعارضة.

 

توجيه انتقادات للمعارضة السورية بابتعادها عن مسار الثورة الحقيقي

 

وتستضيف انقرة 3.5 مليون لاجئ سوري وتسمح للمعارضة بالإقامة في تركيا، في حين توقفت الولايات المتحدة عن إرسال الكثير من مساعدتها للمتمردين، وقال العديد من قادة المتمردين إن وكالة المخابرات المركزية خفضت الدعم في أواخر العام الماضي، وقال مسؤول متمرد شارك في حملة عفرين "إن تركيا تقوم بشيء ما، وعليك أن تقدر هذه الجهود وإلا فإننا ناكري جميل"، وأضاف "أن تركيا لم تتخل عننا، ولا يمكننا التخلي عنها، نحن بحاجة إليها أكثر مما يحتاجون إلينا ".

ولكن مصالح تركيا تباعدت عن مصالح المتمردين خلال العامين الماضيين، حيث تحول تركيزها إلى الميليشيات الكردية، ووسعت التقارب مع روسيا، حليفة الأسد الأهم، لإطلاق مفاوضات السلام. ولم يعد المسؤولون الأتراك يطالبون صراحة بالإحاطة بالأسد، على الرغم من أن أردوغان وصفه مؤخرا في خطاب بأنه إرهابي، وأبلغت أنقرة الحكومة في دمشق خطيا عن عملية غصن الزيتون.

وقال دبلوماسي غربي "من الان فصاعدا، مخاوف تركيا الأساسية في سورية هي الاكراد والأكراد والأكراد". ولم يسترد المتمردون أي وعود من تركيا لدعم حملة إدلب المستقبلية ضد الجيش السوري، ولكنهم قالوا إنهم سيحتاجون إلى دعم دولي على أي حال لإطلاقها، وتواصل تركيا دعم مشروع للجيش الوطني للمتمردين الذي درب حتى الآن ما بين 10 آلاف و 15 ألف مقاتل، معظمهم من قوات درع الفرات.

وأضاف مسؤولو المتمردين إن محاربة وحدات حماية الشعب أمر ضروري أيضا لأنها تريد دولة مستقلة داخل سورية، واستخدموا لغة مشابهة لتركيا ووصفوا الميليشيات المدعومة من الولايات المتحدة بأنها جماعة إرهابية وأشاروا إلى مزاعم بأنهم شردت العرب من المدن والبلدات حيث كانوا الأغلبية.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

توجيه انتقادات للمعارضة السورية بابتعادها عن مسار الثورة الحقيقي توجيه انتقادات للمعارضة السورية بابتعادها عن مسار الثورة الحقيقي



GMT 06:02 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون
 صوت الإمارات - أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون

GMT 02:43 2025 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

الصحف العالمية تتناول تحديات وآمال رئاسة جوزيف عون في لبنان
 صوت الإمارات - الصحف العالمية تتناول تحديات وآمال رئاسة جوزيف عون في لبنان

GMT 02:40 2025 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

أخطاء شائعة تؤثر على دقة قياس ضغط الدم في المنزل
 صوت الإمارات - أخطاء شائعة تؤثر على دقة قياس ضغط الدم في المنزل

GMT 02:29 2025 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

بلينكن يعرب عن أمله في التوصل لاتفاق بشأن غزة قبل تنصيب ترامب
 صوت الإمارات - بلينكن يعرب عن أمله في التوصل لاتفاق بشأن غزة قبل تنصيب ترامب

GMT 19:45 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

محمد صلاح يؤكد سعادته بفوز فريقه على ساوثهامتون

GMT 12:49 2017 الأحد ,17 كانون الأول / ديسمبر

اكتشاف 4 مقابر لأطفال في أسوان أحدهم مصاب بشكل خطير

GMT 19:26 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدًا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 11:34 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

أحدث إطلالات جيجي حديد في اول ظهور لها في نيويورك

GMT 20:55 2019 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

4 وفيات اثر حادث تصادم على الطريق الصحراوي

GMT 15:33 2018 الأربعاء ,02 أيار / مايو

أنواع فيتامين "الأوميجا" تعمل على تغذية الجسم

GMT 14:42 2013 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

وحيد حامد في ضيافة خيري رمضان في برنامج "ممكن"

GMT 19:05 2014 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

3 تطبيقات مجانية لمراقبة أداء أجهزة "آيفون"

GMT 14:49 2013 السبت ,06 إبريل / نيسان

الإعلام يساهم في تغير المجتمعات نحو الأفضل

GMT 10:43 2013 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة : غسل اليدين يزيد الطالب تفوقاً

GMT 00:49 2020 الجمعة ,25 أيلول / سبتمبر

أفضل عطر نسائي للمرأة العاملة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates