الصحّافي ياسر مرتجى يجسّد صرخة ألم داخل أسوار غزة
آخر تحديث 17:43:00 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

الصحّافي ياسر مرتجى يجسّد صرخة ألم داخل أسوار غزة

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - الصحّافي ياسر مرتجى يجسّد صرخة ألم داخل أسوار غزة

الصحّافي ياسر مرتجى
غزة ـ ناصر الأسعد

ظهرت غزة بانتظام في عناوين الصحف على مدى السنوات الـ 11 الماضية، باعتبارها هدفًا لثلاث هجمات عسكرية، وحصار مستمر وكارثة إنسانية. أقل ما تم الإبلاغ عنه كان صرخة جيل كامل يتوسل للحصول على المساعدة.وياسر مرتجى هو صحافي في غزة، من هذا الجيل الذى عاش محصورًا إلى حد كبير داخل الأسوار المحصنة العسكرية، التي تحيط بغزة من جميع الجهات، وهو جيل لا يزال حقه في السفر بحرية وهمًا بعيدًا.

الصحّافي ياسر مرتجى يجسّد صرخة ألم داخل أسوار غزة

أُصيب ياسر برصاص قناص إسرائيلي الجمعة، بينما كان يغطي مسيرة العودة الكبرى الثانية. أصابته الرصاصة في البطن، وهي المنطقة الوحيدة التي لا تغطيها سترة "الصحافة" التي تحمل علامات واضحة، وتوفي بعدها ببضع ساعات. وقبل أسبوعين من وفاته، كتب ياسر على صفحته على فيسبوك "أحلم في هذا اليوم الذي أستطيع فيه التقاط هذه الصورة من السماء وليس من الأرض. اسمي ياسر مرتجى. عمري 30 سنة. أنا أعيش في غزة. لم أسافر أبداً! "

حاول ياسر مرارًا التقدم بطلب للحصول على حق السفر خارج غزة، لكن كل محاولة باءت بالفشل. لقد حزن على نطاق واسع من قبل أصدقائه وزملائه، الذين لم تكن الغالبية العظمى منهم مثله، في حياتهم خارج غزة. لقد ولد جيله في الانتفاضة الأولى، وشهد الانتفاضة الثانية، ونجا من ثلاثة هجمات عسكرية إسرائيلية رئيسية على قطاع غزة، وما زال يعيش تحت الحصار، وعلاوة على ذلك، فمن بين المليونين الذين يعيشون في غزة، هناك الثلثان من أحفاد لاجئين من المدن والقرى المجاورة التي دمرت عند إنشاء إسرائيل في عام 1948، وجميعهم ضحايا للحصار الإسرائيلي المستمر الذي حول غزة إلى أكبر سجن مفتوح في العالم.

ويذكر أن  الجمعة الماضي حضر المسيرة، المستوحى من حق عودة هؤلاء اللاجئين، أكثر من 30.000 من المدنيين العزل، الذين نصبوا الخيام على طول الحدود وشاركوا في وسائل بديلة للمقاومة، مثل القراءة والغناء والرقص. في مشهد يذكرنا بالأيام الأولى من ميدان التحرير بالقاهرة، بمصر. والطبيعة اللاعنفية للمسيرة لم تمنع القناصة الإسرائيليين، الذين اصطفوا خلف السياج الأمني، من قتل ما لا يقل عن 16 متظاهراً وإصابة أكثر من 750. ومع ذلك، على الرغم من العدد الكبير من الضحايا، سار الآلاف إلى الحدود الجمعة التالية، فى عرض رائع من التحدي. وقتل ما لا يقل عن تسعة آخرين، ولكن من غير المرجح أن تثني الناس عن الذهاب مرة أخرى الجمعة المقبل.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، الأسبوع الماضي إنه لا يوجد أناس أبرياء في غزة، مبررًا إطلاق النار بإسرائيل على مدنيين غير مسلحين. وببساطة الفلسطينيون في غزة لا يملكون شيئًا يخسرونه. فلقد حولت عقودًا من الحياة تحت الحصار والاحتلال الأرض إلى منطقة كوارث. فكل جانب من جوانب الوضع الذي لا يطاق في غزة، والذي أدى إلى هذا الاحتجاج، كان يمكن تجنبه لو أجبر العالم إسرائيل على احترام حقوق الفلسطينيين والامتثال للقانون الدولي. ومع ذلك، لم تفعل الحكومات الأخرى الكثير من الاعتراف بأن الأبرياء يُعاقبون بشكل جماعي في غزة.

و حان الوقت بالتأكيد لشعب غزة أن يأخذوا الأمور بأيديهم، والمسيرة المستمرة هي تمثيل قوي لتلك الإرادة. ومنظموها هم نشطاء غير منتسبين إلى أي مجموعة سياسية. وحضر الآلاف من الناس من جميع مناحي الحياة، ولم يحملوا سوى العلم الفلسطيني. إنهم متحدون ليس فقط بسبب إحباطهم واليأس وفقدان الأمل، ولكن أيضًا في رغبتهم القوية في العيش حياة كريمة، فالرغبة قوية لدرجة أن الخوف من الموت لا يردعها.

أما ياسر، فقد تحقق حلمه الذي دام 30 عامًا في مغادرة غزة ؛ قد تركها إلى الأبد، ولكن دون رؤية أي مكان آخر في العالم. لقد ترك وراءه مليوني شخص سيواصلون مشاركة حلمه، لكن إلى متى؟

 

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصحّافي ياسر مرتجى يجسّد صرخة ألم داخل أسوار غزة الصحّافي ياسر مرتجى يجسّد صرخة ألم داخل أسوار غزة



GMT 02:43 2025 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

الصحف العالمية تتناول تحديات وآمال رئاسة جوزيف عون في لبنان
 صوت الإمارات - الصحف العالمية تتناول تحديات وآمال رئاسة جوزيف عون في لبنان

GMT 02:40 2025 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

أخطاء شائعة تؤثر على دقة قياس ضغط الدم في المنزل
 صوت الإمارات - أخطاء شائعة تؤثر على دقة قياس ضغط الدم في المنزل

GMT 02:29 2025 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

بلينكن يعرب عن أمله في التوصل لاتفاق بشأن غزة قبل تنصيب ترامب
 صوت الإمارات - بلينكن يعرب عن أمله في التوصل لاتفاق بشأن غزة قبل تنصيب ترامب

GMT 02:45 2025 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

إلغاء ميتا التثبت من الحقائق سيكون له ضرر في العالم الحقيقي
 صوت الإمارات - إلغاء ميتا التثبت من الحقائق سيكون له ضرر في العالم الحقيقي

GMT 11:57 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج السرطان الأثنين 30 تشرين الثاني / نوفمبر2020

GMT 13:56 2017 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

شيماء مصطفى تُقدّم حقائب من الجلد الطبيعي لعشّاق التميُّز

GMT 03:03 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

مهاجم إنتر يخضع لعملية جراحية ناجحة في ركبته اليمنى

GMT 18:13 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الأكسسوارات المنزلية جواهر تثمّن المشهد الزخرفي

GMT 08:06 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

محمد بن زايد يستقبل وفداً من البرلمان العربي

GMT 09:27 2019 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

طريقة سهلة وبسيطة لعمل تتبيلة السمك المقلي

GMT 23:45 2018 الإثنين ,22 تشرين الأول / أكتوبر

مجموعة لويس فويتون Louis Vuitton لربيع 2019

GMT 13:30 2018 الإثنين ,23 تموز / يوليو

الماس الأبيض يزيّن أصابعك بفخامة ورقي

GMT 13:15 2013 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

بدء اجتماعات اللجنة العربية للإعلام الإلكتروني في القاهرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates