تحت شعار «البحرين _ قلب_ وعين» تشارك دولة الإمارات العربية المتحدة غداً شقيقتها مملكة البحرين في احتفالات المملكة بالعيد الوطني الـ49 والذكرى الـ21 لتسلّم الملك حمد بن عيسى آل خليفة، مقاليد الحكم في البلاد والذي يوافق يوم 16 ديسمبر من كل عام، بتنفيذ مجموعة من الفعاليات الجماهيرية والثقافية مثل إضاءة المباني الأيقونية في الدولة بالعلم البحريني، وتفعيل شاشات الطرق والمواصلات والفعاليات المشوقة في القرية العالمية واستقبال المسافرين البحرينيين في مطارات الدولة بالورود، وذلك تعبيراً عن الأخوة المتجذرة بين الشعبين الشقيقين.
وتتخذ العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين من الإرث التاريخي والثقافي أساساً راسخاً تنطلق منه لتحقق المزيد من الرخاء والتقدم للشعبين، هذه العلاقات الوثيقة والرؤى الموحدة في مختلف القضايا كانت دافعاً لسعي قيادة البلدين لتعزيز علاقات التعاون لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين في مختلف المجالات، خاصة العلاقات الاقتصادية والتجارية والثقافية، والتي تشهد تنامياً مستمراً حتى وصل حجم التبادل التجاري بين الإمارات والبحرين خلال العام الماضي 28.7 مليار درهم وهو ما يعكس التطور والنمو المستمرين للعلاقات بين البلدين.
مشاركة
ويشعر الإماراتيون، وهم يشاركون البحرين في هذه الاحتفالات، أن أفراح شعب البحرين هي أفراحهم، وأعياده هي أعيادهم، وهم يعبرون عن ذلك بمشاعر عفوية صادقة ومخلصة ونابعة من القلب، وهذا ما عبَّرت عنه القيادة الرشيدة في رسائل التهاني الخالصة التي وجّهتها إلى قيادة البحرين الشقيق. والحقيقة أن الإمارات تنظر إلى مملكة البحرين نظرة خاصة، حيث كانت المملكة ولا تزال قلب الخليج العربي، وهذا ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، عندما قال إن «البحرين قلب الخليج العربي هوية وتاريخاً وجغرافيا، وستبقى بإذن الله، وشعب البحرين وأبناؤه هم أهلنا وأبناؤنا، كانوا كذلك، وسيبقون بإذن الله. وتدل هذه المشاعر الإماراتية الجياشة بالحب والتقدير تجاه البحرين، ليس على عمق ومتانة العلاقات التاريخية المتميِّزة التي تربط الإمارات بالمملكة فقط، بل تجسد قوة هذه العلاقات بين قيادتي وشعبي البلدين الشقيقين، والمستوى المتطور الذي وصل إليه التعاون المشترك بينهما، فالعلاقات الإماراتية - البحرينية هي في الحقيقة علاقات ضاربة في جذور التاريخ، وتنمو وتتطور باستمرار، وسماتها التي تتميز بها دائماً هي المودة والمحبة المتبادلة، وفقاً لنشرة أخبار الساعة.
وقد شكلت العلاقات الإماراتية ـ البحرينية أحد أهم مرتكزات الوحدة الخليجية من حيث التفاهم الكبير بين القيادة الإماراتية والبحرينية حول مختلف القضايا الإقليمية والعالمية والحرص الكبير من القيادتين على تنمية العلاقات في كافة القطاعات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لما فيه مصلحة الشعبين التكامل بين البلدين في ظل ما يمتلكانه من ثقل سياسي ودور ريادي يعزز الاستقرار الإقليمي.
تنوّع
وعلى الرغم من تعدد وتنوع مجالات العلاقات الإماراتية ـ البحرينية بشكل عام، إلا أن البعدين السياسي والاقتصادي يحظيان بمكانة مهمة فقد أنشئت اللجنة العليا المشتركة في العام 2000 بهدف إيجاد آليات العمل والمشروعات المشتركة بما يحقق التكامل المنشود.
وكان آخر اجتماع للجنة العليا المشتركة بين الإمارات والبحرين في دورتها الثامنة يومي 29 و30 أكتوبر 2018 والتي عقدت في المنامة برئاسة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، والشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وزير خارجية المملكة، حيث أكد البيان الختامي أن انعقاد هذه الدورة يأتي انطلاقاً من التوجيهات السامية لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، والملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين ورغبتهما وحرصهما على تعزيز التنسيق والتشاور بين البلدين على كافة المستويات واستناداً إلى الروابط الأخوية التاريخية الراسخة والوثيقة القائمة بين البلدين وما يربط الشعبين الشقيقين من وشائج قربى وأهداف ومصير مشترك وتجسيداً للمساعي المشتركة والمستمرة لكل ما فيه صالح البلدين وشعبيهما.
تفعيل
وتأكيداً على أهمية مواصلة التعاون وتفعيله وقع الجانبان على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم ومنها اتفاقية النقل البري الدولي للركاب والبضائع بين حكومة مملكة البحرين وحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة ومذكرة تفاهم بين المعهد الدبلوماسي بوزارة الخارجية بمملكة البحرين وأكاديمية الإمارات الدبلوماسية بدولة الإمارات العربية المتحدة، ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال التأمينات الاجتماعية ومذكرة تفاهم بشأن التعاون الثقافي، وتوقيع مذكرة التفاهم بين مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث بمملكة البحرين ووزارة الثقافة وتنمية المعرفة بدولة الإمارات العربية المتحدة، للاحتفاء بمئوية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ومدينة المحرق عاصمة للثقافة الإسلامية، بهدف دعم إعادة ترميم وتأهيل عدد من البيوت التراثية بمملكة البحرين، بما يؤكد عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، وحرصهما المشترك على الحفاظ على الإرث التاريخي والحضاري.
مشروع
وفي 28 أكتوبر 2019 تم افتتاح اتفاقية «نُزل السلام» في مدينة المحرّق في مملكة البحرين ضمن مشروع مشترك بين وزارة الثقافة وتنمية المجتمع في الإمارات ومركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث في البحرين، وهو أحد مشاريع استعادة المباني التراثية الذي تدعمه الدولة ضمن المشروع الثقافي المشترك الذي يهدف إلى إعادة إحياء بيت «فتح الله» التراثي إضافة لتشييد «الركن الأخضر» بعد ترميم البيت وخضوعه لأعمال إعادة تصميم داخلي في إطار الاتفاقية الموقعة لتوثيق علاقات التعاون الثقافي بين دولة الإمارات ومملكة البحرين الشقيقة للحفاظ على الإرث التاريخي المشترك للبلدين.
خصوصية
تربط دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين علاقات تاريخية تمتد جذورها لعقود طويلة، ساعد في نموها وتطورها الثوابت والرؤى المشتركة التي تجمع بين البلدين، وهي العلاقات التي تنبع خصوصيتها من وشائج القربى والصلات الحميمة والعلاقات الأخوية المتميزة بين قياداتهما، علاوة على ما يجمع بين البلدين من روابط مشتركة، سواء في إطار مجلس التعاون الخليجي، أو في الإطارين العربي والإسلامي، ولذا، لم يكن من المستغرب أن تدعم الإمارات وامتداداً لمواقفها الإنسانية والإنمائية السابقة بكافة إمكاناتها السياسية والأمنية والاقتصادية البحرين في مختلف القضايا والتوجهات.
وقــــــــــــــــــد يهمك أيـــــــــــــــضًأ :
ملك البحرين يصرح بأن تثبيت السلام في المنطقة يعتمد على المبادرة العربية
ملك البحرين يُلقي خطابًا لافتتاح دور الانعقاد الثالث لمجلس الشورى عبر الاتصال المرئي
أرسل تعليقك