أبوظبي - صوت الإمارات
كشفت الاحصاءات أن عدد مرضى فشل الكبد الذين يحتاجون إلى إجراء عمليات زراعة كبد في الإمارات بلغ نحو 40 مريضا، وأن عدد المواطنين الذين أجروا عمليات زراعة كبد خارج الإمارات خلال السنوات الماضية بلغ نحو 60 مواطنًا .
صرح بذلك الدكتور سالم عوض استشاري أمراض الجهاز الهضمي والكبد في أبوظبي وأوضح أن فشل الكبد يحدث نتيجة وجود تليفات في الكبد تؤدي إلى قصور في وظائف الكبد بنسبة 80% ما يؤدي إلى عدم قدرة الكبد على القيام بوظائفه التي تتمثل بتخليص الجسم من السموم والفضلات، مشيرا إلى أن المسببات الرئيسية لفشل الكبد تتمثل بفيروسات التهاب الكبد "سي" و"بي" وكثرة استعمال بعض الأدوية من المسكنات أو أدوية بناء العضلات، وأن النسبة الأعلى من حالات الإصابة بفشل الكبد في الإمارات تعود إلى الإصابة بفيروس التهاب الكبد "سي" .
ولفت إلى أن 25% من المصابين بالتهاب الكبد "سي" يتعافون من الفيروس عن طريق المناعة الذاتية للجسم، مشيرا إلى أن تليف الكبد يحدث بعد مرور نحو 15 عاماً إلى 20 عاما من الاصابة بالفيروس "سي" وأن حالات فشل الكبد الموجودة في الإمارات هي حالات ناتجة عن إصابات قديمة بالفيروس حيث بدأت الإمارات بالتطعيم ضد التهاب الكبد "سي" منذ عام للمواطنين والمقيمين في الدولة ما ساهم في الحد من تزايد عدد المصابين بفشل الكبد في الدولة .
وأشار استشاري أمراض الجهاز الهضمي والكبد: هناك نوعان من فشل الكبد هما فشل الكبد الحاد الذي ينتج عن الإصابة بفيروسات "أ" والفيروسات الناتجة عن تناول الطعام الملوث أو الاستعمال المفرط للأدوية وتظهر أعراضه خلال 6 أسابيع ويبدأ المريض بالشعور بالإعياء واليرقان، واضطرابات في النوم، والنزيف، أما فشل الكبد المزمن فغالباً لا تظهر أعراضه مباشرة وقد يحدث نتيجة الاصابة بفيروسات التهاب الكبد "سي" و"بي" التي تسبب تليف الكبد .
وأكد د . عوض أن العلاج الرئيسي لفشل الكبد يتمثل بزراعة الكبد، إلا أنه من الممكن في بعض الحالات التي تعاني تليفاً بسيطاً في الكبد علاج مسببات التليف وإجراء غسيل للكبد لمساعدته على أداء وظائفه موضحا أن العلاج لا يكون بشكل كامل بل يحد من انتشار التليف في الكبد .
وأشار إلى أن هناك دواء جديدا يستخدم في الدولة لعلاج فيروس التهاب الكبد "سي" ويعد من الأدوية الموجهة التي تعمل على معالجة فيروس التهاب الكبد "سي" خلال شهر تقريبا مع ضرورة المواظبة على استعمال الدواء لفترة تتراوح ما بين 3 إلى 6 أشهر وتصل نسبة نجاحها إلى نحو 97% .
وأضاف: تصل نسبة نجاح عمليات زراعة الكبد إلى 95 % وتتم زراعة الكبد إما عن طريق أخذ جزء من كبد شخص متوفى أو من خلال أخذ جزء من كبد أحد أقارب المريض على أن تتوافق فئة الدم بينه وبين المريض الذي ستجرى له عملية زراعة الكبد، ويحتاج المريض إلى نحو 3 أشهر بعد إجراء العملية للتعافي من المرض، ويتم إعطاء أدوية لتقوية جهاز المناعة لمريض فشل الكبد بعد إجراء عملية الزراعة .
ولفت تشكل قلة عدد المرضى الذين يحتاجون إلى زراعة الكبد في الدولة سببا رئيسيا في عدم وجود مراكز متخصصة لزراعة الكبد في الدولة، لافتاً إلى أنه نظرا لزيادة عدد مرضى فشل الكبد من الإماراتيين والمقيمين في الدوله فإنه من المتوقع إنشاء مركز متخصص لزراعة الكبد خلال العام المقبل ويتطلب إنشاء المركز توفر فريق طبي مؤهل من استشاريي زراعة كبد واستشاري جهاز مناعة، واستشاري عناية مركزة واستشاري أمراض باطنية، وفريق تمريضي مجهز للتعامل مع حالات زراعة الكبد .
أرسل تعليقك