فتيات لم يستسلمن لصدمات الحياة امتهنوا أعمال الرجال
آخر تحديث 16:03:23 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

لم تقتصر الأعمال الصعبة على المجتمع الذكوري فقط

فتيات لم يستسلمن لصدمات الحياة امتهنوا أعمال الرجال

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - فتيات لم يستسلمن لصدمات الحياة امتهنوا أعمال الرجال

اقتحمت المرأة المهن الذكورية الشاقة،
القاهرة_ سهام أبوزينة

ظلت بعض المهن في المجتمع حكرًا على مدى سنوات طويلة على الرجال فقط، لكن يبدو أن الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها بعض الأسر، باتت تفرض واقعًا جديدًا، فاقتحمت المرأة المهن الذكورية الشاقة، وهو ما أثار جدلًا واسعًا، وتقبله البعض، بينما رفضه البعض الآخر. التقى "مصر اليوم" بثلاث نساء، ممن استطعن النجاح في هذه المهمة، وتعرف منهن على كل ما يتعلق بأسرار أعمالهن.

فتيات لم يستسلمن لصدمات الحياة امتهنوا أعمال الرجال

 

"مي" اختارت مهنة شاقة
قررت أن تتحدى الظروف القاسية، فهي تنتمي لأسرة مكونة من 14 أخًا وأختًا، وأبًا وأمًا بلغا من العمر أرذله.
اختارت مي جمال ابنة الثمانية عشر عامًا، في سن مبكرة مهنة شاقة تعلمتها على يد والدها، وكانت حتى وقت قريب حكرًا على الرجال، وهي "السباكة".

"مافكرتش في نظرة الناس ليا، المهم أننا نلاقي ناكل، وادفع إيجار الشقة"..  بهذه الكلمات بدأت "مي" حديثها لـ"مصر اليوم"، ثم بدأت بعدها في سرد تفاصيل حياتها "بابا خادنا معاه ليبيا وكان عندي 6 سنين، وكنت باحب أروح الشغل أساعده، ومع الوقت أتعلمت حاجات كتير، لحد ما أبويا جاله مرض صعب، وبعدها مابقاش يقدر يشتغل".

كان مرض والد "مي" نقطة تحول في حياتها" اضطريت بعد مرض والدي، أني أشيل شغله، وسبت المدرسة، لحد مابقى أسطى بحق وحقيقي".
وفي ظل الأحداث التي شهدتها ليبيا، عادت أسرة "مي" إلى مصر، واستمرت الفتاة في ممارسة المهنة التي فرضتها عليها الظروف المعيشية"بعد رجوعي لمصر، كملت شغلي في السباكة، ومابروحش شغلانة إلا ومعايا حد من أخواتي".

فتيات لم يستسلمن لصدمات الحياة امتهنوا أعمال الرجال

"ياسمين" وتجربة "شارع مصر"
تحولت ياسمين رحيم، بسبب مقطع فيديو صغير لم تتعد مدته الدقيقتين، إلى أشهر بائعة "برجر" في مصر، بعد أن تعاطف معها الملايين، إثر قيامها بتصوير مسؤولي حي النزهة أثناء إزالة عربة الطعام الخاصة بها بمنطقة مساكن شيراتون، منذ ما يقرب من خمسة أشهر، بدعوى أنها لا تحمل تراخيص.

مالم تكن تتوقعه "ياسمين" هو أن يتحدث عنها الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال إحدى مؤتمر الشباب، وكانت قصتها بمثابة "النواة" التي جعلت الرئيس يوجه بسرعة حل مشكلتها وتجميع الشباب أصحاب العربات المتنقلة وإعطائهم تراخيص مؤقتة لتشجيعهم على إيجاد فرص عمل.

التوجيهات الرئاسية تم ترجمتها إلى عمل جاد على أرض الواقع ليخرج مشروع "شارع مصر" في منطقة النزهة إلى النور بعدما قامت محافظة القاهرة بتنفيذه بناء على مقترح الرقابة الإدارية صاحبة الفضل في الفكرة والتي أشرفت على تنفيذ المشروع منذ بدايته.

ترى "ياسمين" أن المشروع وفر غطاء قانوني لمشاريع الشباب الصغيرة، وسهل من عملية البيع "بنشتغل في شارع مصر واحنا مطمنين، مش زي الأول كنا بنبقى واقفين في الشوارع خايفين من الحي، بالإضافة إلى أن الدعاية الكبيرة اللي اتعملت للمشروع خلت ناس كتير تيجي علشان تتفرج بنفسها وتجرب أكلنا وطبعًا ده نشط عملية البيع أكتر من زمان".

تتمنى فتاة "البرجر"، الحاصلة على بكالوريوس إدارة أعمال وزملاؤها في "شارع مصر، أن يتم تعميم التجربة بعد نجاحها في أكثر من مكان داخل وخارج القاهرة لتشغيل أكبر عدد من الشباب المكافح بدلًا من الوقوف في صفوف البطالة: "تنفيذ المشروع ده في أكثر من مكان، أولاً هايشغل الشباب بدل قعدتهم على القهاوي وكمان ها يقضي على الفوضى والعشوائية".

فتيات لم يستسلمن لصدمات الحياة امتهنوا أعمال الرجال

"أم حسن".. تتحدى المستحيل
يديها ملطخةُ بالحبر و"الورنيش"، وعقلها مزدحم بدروس علم النفس التي لا ترتبط بمهنة "تلميع" أحذية الزبائن.. يوم شاق ملئ بالتعب، يبدأ عندما تجلس في "المدرج" نهارًا لتدرس علم النفس، وتعود إلى رصيف "أرض اللواء في محافظة الجيزة" ليلًا لتواصل عملها في مهنة تلميع الأحذية.

لم تجد لنفسها عملاً "يفتح البيت" سوى صندوق خشبي صغير وعلبة ورنيش جلست بهم على "مزلقان أرض اللواء" لمسح أحذية المارة، بعد أن وجدت أن شهادة دبلوم التجارة التي حصلت عليها لا تستطيع أن توفر لها عملا تستطيع أن تلبي به حاجات أسرتها بعد وفاة زوجها.

تدافع آمال حسن والشهيرة بـ "أم حسن" السيدة ذات الستين عامًا عن مهنتها التي عاشت معها 16 عامًا، وترفض أن تسميها مهنة الرجال "مافيش شغل مقتصر على الرجالة، الست تقدر تشتغل كل حاجه طالما إنه شغل شريف".

وتكمل قائلة " ما خطرش في بالى أبدًا أنى ممكن أشتغل الشغلانة دي، بس الظروف حكمت، علشان أربى عيالى بالحلال، وكان لازم أشتغل وأصرف عليهم وعلى تعليمهم".وتستعيد "أم حسن" ذكرياتها "50 جنيهًا كانت هي كل رأس مالي قبل أن أبدأ بمسح الأحذية، استلفتها من جيراني حتى استطيع شراء صندوق الورنيش، وقلت ربنا هيرزقني، ومن يوميها وربنا ساترها معايا".

مطاردات ومضايقات تحتملتها بداية من مزلقان "ناهية" إلى رصيف "أرض اللواء"، عندما وجدت أكثر من شخص يعملون نفس مهنتها واستقبلوها مستهزئين "هي الحكاية ناقصة ستات كمان"، لتقرر أم حسن الرحيل بعد أن هددها أحدهم "ملكيش عيش هنا".اجتاحها شعورًا باليأس ممزوجًا بالخوف على مصير أولادها، ومع ذلك تصدت بكل قواها وتحدت كل ما تعرضت له، واستمرت في "تلميع الأحذية" أعوامًا بين الإصرار والتحمُل حتى أضحى الكل يعرفها بسماتها الطيبة، ها هي الآن بعد هذه السنوات الطوال، ترى أولادها الخمسة وهم يدرسون في الكليات الجامعية بفضل قوت يومها، فمنهم من يدرس بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وكلية التمريض وآخر بالهندسة، وآخر بكلية السياحة والفنادق.

لم تيأس "أم حسن" من ظروف الحياة السيئة والاضطهاد الذي عانت منه في بداية رحلتها، فقررت أن تستكمل دراستها على غرار عملها، فالتحقت بكلية الخدمة الاجتماعية، ولم يكن حلمها مقتصر على الدراسة فقط، بل تطمح لأن تحصل على درجة الماجستير والدكتوراه يومًا ما، مُرددة "مفيش حاجة مستحيلة". 

 

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فتيات لم يستسلمن لصدمات الحياة امتهنوا أعمال الرجال فتيات لم يستسلمن لصدمات الحياة امتهنوا أعمال الرجال



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - صوت الإمارات
ظهرت الفنانة إلهام شاهين في افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي، وهي مرتدية فستانا أزرق طويلا مُزينا بالنقوش الفرعونية ذات اللون الذهبي.وكشفت إلهام تفاصيل إطلالتها، من خلال منشور عبر حسابها بموقع التواصل "فيسبوك"، إذ قالت: "العالم كله ينبهر بالحضارة الفرعونية المليئة بالفنون.. وها هي مصممة الأزياء الأسترالية كاميلا". وتابعت: "تستوحى كل أزيائها هذا العام من الرسومات الفرعونية.. وأقول لها برافو.. ولأن كثيرين سألوني عن فستاني في حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.. أقول لهم شاهدوه في عرض أزياء camilla". يذكر أن فستان الفنانة المصرية هو نفس فستان الكاهنة "كاروماما" كاهنة المعبود (آمون)، كانت الكاهنة كاروماما بمثابة زوجة عذراء ودنيوية للمعبود آمون. وهي ابنة الملك (أوسركون الثاني) الذي حكم مصر خلال الأسرة الـ 22...المزيد

GMT 21:53 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شرطة دبي تسلط الضوء على استشراف مستقبل المناطق السكانية
 صوت الإمارات - شرطة دبي تسلط الضوء على استشراف مستقبل المناطق السكانية

GMT 21:34 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29
 صوت الإمارات - غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 11:36 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

فندق النحل في لندن أغرب مناطق العالم وأكثرها لمعانًا

GMT 05:26 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

عالم بريطاني يكشف أنّ "الوقواق" طائر مخادع وذكيّ

GMT 08:32 2018 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

هيونداي تكشف عن سيارتها "H1 2018" بتحديثات جديدة

GMT 17:31 2016 الجمعة ,04 آذار/ مارس

بلوزة الغرب الأميركي تعود بقوة

GMT 23:56 2016 السبت ,25 حزيران / يونيو

الكنافة "حلويات شامية"

GMT 05:26 2019 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

يوفيتش خارج قائمة ريال مدريد لمواجهة إيبار

GMT 22:56 2015 السبت ,04 تموز / يوليو

تسريب صورة جديدة للهاتف "غالاكسي A8"

GMT 09:15 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

القطيفة والتريكو نجوم موضة 2016

GMT 08:44 2015 السبت ,10 كانون الثاني / يناير

"بيفرلي هيلز" تكشف النقاب عن مفاجأة جديدة لعملائها

GMT 08:49 2013 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

طرد بريدي يثير الذعر في مبنى السفارة الأميركية في قيرغيريا

GMT 17:18 2013 السبت ,27 إبريل / نيسان

نماذج إسلامية معاصرة بإبداع الإسكندرية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates