المجتمع الليبي يُعرقل نجاح النساء في الرياضة ويُحبط طموحاتهن
آخر تحديث 16:03:23 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

تحت مزاعم غياب المحارم والأسر الحاجز الأول

المجتمع الليبي يُعرقل نجاح النساء في الرياضة ويُحبط طموحاتهن

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - المجتمع الليبي يُعرقل نجاح النساء في الرياضة ويُحبط طموحاتهن

المجتمع الليبي يُعرقل نجاح النساء في الرياضة
طرابلس - صوت الامارات

 ترفض بعض الطالبات في ليبيا ممارسة الرياضة الصباحية بحجة تحريم ذلك، ومع الوقت ينتهي الأمر بأغلبهن داخل مدارس سلفية خاصة بالنساء، وأكدت ليلى منصور، معلمة التربية البدنية، أن الأفكار التي تطالب بتقليل أماكن تواجد المرأة وفصل الجنسين في المؤسسات والأماكن العامة ومنع الفتيات والنساء من ممارسة الرياضة أمام غير المحارم، تنتشر بسهولة في المجتمع الليبي.

وأضافت ليلى في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية "د. ب. أ"، أنه حتى الطالبات الراغبات في ممارسة الرياضة لا يجدن فرصة كبيرة بسبب افتقار أغلب المدارس للملاعب والتجهيزات الرياضية، قائلة "البنات في مدرستنا الابتدائية يلعبن بالحبل، مع بعض المسابقات التقليدية الخاصة بالجري والملاحقة"، وبلهجة حزينة تختم "لا توجد فرصة في المدارس لخلق نشء رياضي أو تكوين فئات عمرية قد تحقق شيئًا في المستقبل، ومن يريد الفرصة لذلك فعليه الانضمام لنادي رياضي أو الذهاب للمدينة الرياضية، والفرصة الأكبر لدى النساء غالبًا ما تكون في الرياضات الفردية كألعاب القوى".

وفي مضمار ألعاب القوى في المدينة الرياضية يختلف الأمر، فلا يزال مدرب ألعاب القوى المخضرم عبدالله جحّور يحتضن صغار المتدربات، "أو بناته كما يسميهن". حديثه معهن وحتى توجيهاته الصارمة حول التدريب الذي يمارسه في الغالب على كرسي؛ يبدو عليها طابع الأب الحريص، ويقول "مهمتي تأهيل الناشئين ذكورًا وإناثًا ونقلهم إلى مستويات أعلى، مع مدربين أكثر شبابًا، لستُ أكثر من درجة أولى في السُلّم لمن يريد الاحتراف، وببال واسع لمن يريد ممارسة ألعاب القوى وفهم قوانينها. إن حبّي لليبيا ولألعاب القوى دفعني إلى العمل هنا يوميًا دون أجر، وأنا ممتن جدًا لذلك، وسعيد بما أقوم به".

ويرى البعض هنا أن روح الشيخ المدرّب وغيره من المدربين والفنيين والإداريين؛ هي التي دفعت أولياء أمور إلى الاطمئنان على أبنائهم وبناتهم داخل هذا المضمار أكثر من أماكن أخرى عديدة، فالشباب والبنات من مختلف الأعمار والألعاب يقومون بالإحماء والتمارين معًا ويتبادلون الأحاديث في أجواء رياضية راقية، بعكس أماكن أخرى تم فيها فصل الجنسين لأسباب يرى مناصروها أنها شرعية.

وخلال الحديث مع الفتيات، وصف بعضهن الصعوبة التي واجهنها حتى يُسمح لهن بالتمرين. والرفض "بحسب قولهن" يأتي في الغالب من الآباء والإخوة أو حتى الأقارب، وتقول إحداهن إن عمّها أراد التأثير على أهلها ليقوموا بمنعها عن مواصلة التدريب، ولولا يقظة الوالد "بحسب تعبيرها" لفقدت فرصة أن تكون رامية رمح.

فيما أبرزت حَكَم ومدرّبة ألعاب القوى وعدّاءة التتابع السابقة نوال عبدو، أن "أعداد النساء قلت عن السابق بسبب الأحداث الأمنية وممانعة الأهل التي تعتبر المعرقل الأول، ومن ثم تأتي الأسباب الاقتصادية المتمثلة في توفير المواصلات وتكاليف التدريب والمعدات والملابس"، وتقول أماني يوسف، عضو اتحاد ألعاب القوى الليبي "مع الصعوبة التي نعانيها من أجل تكوين لاعبات في المستوى، فإن بعض الفتيات يعلنّ اعتزالهن فجأة بعد الزواج، بسبب ضغوط الزوج وأعباء الأسرة، ونخسر فرصة كسبهن حتى كمدربات ينقلن تقنيات اللعبة للنش".

وتشتكي أماني من صعوبة مشاركة أغلب المحترفات في المسابقات الدولية والإقليمية بسبب اشتراط الأهل لوجود مرافق محرم أثناء السفر، الأمر الذي يتطلب أموالا لا يملكها الاتحاد، وفي الطرف الآخر من المضمار كانت شابة يافعة ممتلئة الجسم في العشرين من العمر تمارس تمارين قاسية مع شخص بدت علاقته بها أكثر من مجرد مدرّب، وعند الاقتراب منها تبين أنها البطلة الليبية وحاملة الرقم العربي في رمي القرص للناشئين، رتاج السائح مع والدها سالم السائح، "كابتن منتخب الطائرة الليبي مطلع الثمانينات" الذي تعتبره رتاج المدرب والداعم الأول، بل والوجه الآخر للبطلة "كما اتفّق الاثنان".

ومع التمارين القاسية والتحدي الجامح، بدت على وجه البطلة الليبية بعض ملامح الانكسار، وعند سؤالها عن السبب قالت "ماذا تتوقعون مني بعد أن تمّت محاربتي من الجهة التي يفترض بها دعمي؟"، وتشير هنا إلى الاتحاد الليبي لألعاب القوى الذي حرمها من اللعب لمدة عام ورفض مشاركتها في بطولة أفريقيا للناشئين التي احتضنتها الجزائر في العام الماضي بعد أن نالت فيها فضية إطاحة المطرقة، وكانت تسعى للمزيد، قبل أن يقوم الاتحاد الأفريقي للعبة بتجميد نشاطها تبعًا لقرار الاتحاد الليبي.

وأرجع الاتحاد الليبي ذلك إلى عدم علمه بمشاركة رتاج. وقال الأمين العام للاتحاد وليد حبيب "إن رِتاج شاركت في البطولة دون أن تأخذ الإذن بذلك من الاتحاد، ودون أن تطلبه أيضا، وهذا إخلال باللوائح المعمول بها محليًا وعالميًا، وقد تقدمَت منتصف عام 2016 بطلب اعتزال دولي وإعفائها من المشاركة باسم المنتخب الليبي، ووافقنا على ذلك، ومع هذا، فنحن مستعدون لتقديم العون لها بعد نهاية مدّة العقوبة، شرط التزامها باللوائح الخاصة بالاتحاد، وعدم إلزامنا بتحمل نفقات الأب، فالاتحاد يمر بضائقة مالية مثل كل اتحادات الألعاب الأخرى التي لم تستلم أي دعم يذكر منذ 2014 وبعد انقسام الهيئة الليبية للشباب والرياضة إلى هيئتين، إحداها في طرابلس والأخرى في الشرق".

وكانت رتاج قد نجحت في إحراز سبع ميداليات ذهبية وفضيتين وبرونزية في دورات الألعاب العربية والأفريقية والبحر المتوسط مُبرزة موهبتها في رمي القرص وإطاحة المطرقة، وترشحت مرتين لبطولة العالم دون أن تتمكن من الذهاب والمشاركة، وكان قرار الاعتزال غير المتوقع للرامية التي لم تكمل الثامنة عشرة حينها قد جاء أيضًا على خلفية مشاكل مع الاتحاد الذي رفض مرافقة الوالد لابنته في بطولة العالم في بولندا، في حين تُصِر رتاج على ضرورة مرافقة والدها.

وأثار هذا النزاع الكثير من الجدل في الأوساط الرياضية المحلية، ورأى فيه متابعون تضييعًا لإنجازات كانت ستتحقق وأرقام كانت ستُضاف لسجل ليبيا الرياضي، في حين يخشى المدرب الشيخ عبدالله جحّور من تأثير مثل هذه الصراعات على مدى رغبة الناشئات في الاستمرار بالتدريب وخوفهن من المستقبل وتساؤلهن حول مدى فائدة النجومية بعد ما حصل مع رتاج.

وأكدت رتاج في هذا الشأن "مع غياب الراعي المستعد لتحمّل التكاليف وضرورة الالتزام بالتمارين اليومية؛ أُثْقِلتُ بأعباء مادية كثيرة يكدُّ والدي من أجل توفيرها منفردًا، وكلما حاربوني أكثر سأزداد إصرارًا، وهدفي الآن هو المشاركة في ألعاب طوكيو 2020 والصعود على منصة التتويج، وسأكون أسعد الجميع برفع علم ليبيا وعزف نشيدها الوطني أمام العالم، ولكن إن استمرت الأبواب في الانغلاق أمامي، فليعذرني الجميع إن اضطررت لطلب المشاركة تحت العلم الأولمبي، وفي آخر المطاف سيحسب أي إنجاز قد أحققه باسم ليبيا، ‘ولو بشكل معنوي’، كما حدث مع رامي الـ’دبل تراب’، الكويتي فهيد الديحاني في أولمبياد ريو 2016. ومن يدري، فقد تفتح الكثير من الأبواب أمام الرياضة النسائية في ليبيا وتتوفر شركات للرعاية".

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المجتمع الليبي يُعرقل نجاح النساء في الرياضة ويُحبط طموحاتهن المجتمع الليبي يُعرقل نجاح النساء في الرياضة ويُحبط طموحاتهن



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - صوت الإمارات
ظهرت الفنانة إلهام شاهين في افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي، وهي مرتدية فستانا أزرق طويلا مُزينا بالنقوش الفرعونية ذات اللون الذهبي.وكشفت إلهام تفاصيل إطلالتها، من خلال منشور عبر حسابها بموقع التواصل "فيسبوك"، إذ قالت: "العالم كله ينبهر بالحضارة الفرعونية المليئة بالفنون.. وها هي مصممة الأزياء الأسترالية كاميلا". وتابعت: "تستوحى كل أزيائها هذا العام من الرسومات الفرعونية.. وأقول لها برافو.. ولأن كثيرين سألوني عن فستاني في حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.. أقول لهم شاهدوه في عرض أزياء camilla". يذكر أن فستان الفنانة المصرية هو نفس فستان الكاهنة "كاروماما" كاهنة المعبود (آمون)، كانت الكاهنة كاروماما بمثابة زوجة عذراء ودنيوية للمعبود آمون. وهي ابنة الملك (أوسركون الثاني) الذي حكم مصر خلال الأسرة الـ 22...المزيد

GMT 21:53 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شرطة دبي تسلط الضوء على استشراف مستقبل المناطق السكانية
 صوت الإمارات - شرطة دبي تسلط الضوء على استشراف مستقبل المناطق السكانية

GMT 21:34 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29
 صوت الإمارات - غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 11:36 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

فندق النحل في لندن أغرب مناطق العالم وأكثرها لمعانًا

GMT 05:26 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

عالم بريطاني يكشف أنّ "الوقواق" طائر مخادع وذكيّ

GMT 08:32 2018 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

هيونداي تكشف عن سيارتها "H1 2018" بتحديثات جديدة

GMT 17:31 2016 الجمعة ,04 آذار/ مارس

بلوزة الغرب الأميركي تعود بقوة

GMT 23:56 2016 السبت ,25 حزيران / يونيو

الكنافة "حلويات شامية"

GMT 05:26 2019 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

يوفيتش خارج قائمة ريال مدريد لمواجهة إيبار

GMT 22:56 2015 السبت ,04 تموز / يوليو

تسريب صورة جديدة للهاتف "غالاكسي A8"

GMT 09:15 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

القطيفة والتريكو نجوم موضة 2016

GMT 08:44 2015 السبت ,10 كانون الثاني / يناير

"بيفرلي هيلز" تكشف النقاب عن مفاجأة جديدة لعملائها

GMT 08:49 2013 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

طرد بريدي يثير الذعر في مبنى السفارة الأميركية في قيرغيريا

GMT 17:18 2013 السبت ,27 إبريل / نيسان

نماذج إسلامية معاصرة بإبداع الإسكندرية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates