دبي – صوت الإمارات
لم يشكل صغر سن المواطن محمد سالم الطنيجي، البالغ من العمر 19 عامًا، عائقًا يحول دون التغلب على "الصدمة الثقافية"، التي واجهها في بداية غربته، بل وتحويل صعوباتها وعراقيلها من حجر عثرة يحول دون إكمال المشوار إلى حوافز تعين على ذلك، وتدفع نحو مزيد من العزيمة والإصرار والحزم والعمل.
وأوضح الطنيجي، المبتعث للدراسة في المملكة المتحدة، أن "إيمانه بطموحه العلمي، وأهمية تجسيده واقعًا ملموسًا، جعلاه يتحلى بالصبر، ويتحدى (الصدمة الثقافية) التي جابهها، إثر انخراطه في محيط اجتماعي مختلف بثقافته، وجميع تفاصيله"، حتى نجح، على حد قوله، في الوصول إلى ما يسمى مرحلة التمكين، التي يتكيف فيها المغترب مع الثقافة الجديدة، مستثمرًا إيجابياتها، ومتغلبًا على سلبياتها بشتى الطرق.
ويحرص الطنيجي، المبتعث من وزارة التربية والتعليم - شؤون التعليم العالي، في غربته، على رسم أجمل الصور لكل ما يمر به من مواقف ومحن، عن طريق رؤية الجوانب الإيجابية منها، حتى نجح في الظفر بأفضل النتائج، لاسيما أنه مصاب بمرض السكري، وأوضح: "استثمرت الوضع الجديد الذي أعيشه في تقليل جرعات الدواء، متبعًا في ذلك نظامًا غذائيًا صحيًا، إلى جانب ممارسة التمارين الرياضية، منها المشي في الطبيعة، حتى نلت إشادة الطبيب، وغدوت شخصية رياضية بامتياز".
واختار الطنيجي الغربة طريقًا لتحقيق طموحه العلمي بدراسة بكالوريوس الهندسة الميكانيكية، وهو التخصص الذي يمكنه من تصنيع وتصميم مختلف الآلات والمعدات والمحركات، التي تستخدم في الأنشطة الصناعية المتنوعة، على نحو يجعلها تسهم بشكل بارز في تنمية وتطوير العديد من المجالات التي تتعدى الصناعة لتشمل توليد الطاقة والمجال الطبي، وغيرهما.
ورأى الطنيجي، الطالب في جامعة ساوثهامبتون، في مستقبل الهندسة الميكانيكية عاملًا مشجعًا على اختيار التخصص، إذ إنه متعدد الفرص الوظيفية، ويتيح إمكانية العمل في مجالات مهنية مختلفة، تسمح بتطوير المعدات والآلات والمنتجات، لتحسين حياة الأفراد وتوفير الأفضل لهم، باستثمار كل ما هو متطور من علوم وتكنولوجيا.
ويحظى الطنيجي بدعم وتشجيع كبيرين من أفراد أسرته وأصدقائه، للاندماج في الغربة والاستفادة منها، وينتظر بفارغ الصبر تخرّجه، بعد نحو ثلاثة أعوام، بشهادة بكالوريوس في "الهندسة الميكانيكية"، ليحقق الابتكارات والنجاحات التي يرنو إليها.
أرسل تعليقك