صمود الكتاب وسط ما توصلت إلية التكنولوجيا المعرفية من تقدم
آخر تحديث 16:03:23 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

تراجعت هذه النظرية بعد مرور عقود طويلة

صمود "الكتاب" وسط ما توصلت إلية التكنولوجيا المعرفية من تقدم

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - صمود "الكتاب" وسط ما توصلت إلية التكنولوجيا المعرفية من تقدم

صمود "الكتاب"
لندن - صوت الامارات

في العقد الأول الذي انتشر فيه جهاز التلفزيون في أغلب مناطق العالم وصار قطعة أثاث لا يستغنى عنها في منازل الناس، تنبأ بعض المتخصصين بأن التلفزيون سيكون منافسا قويا للكتاب بسبب سهولة وسرعة الوصول إلى المعلومات فيه، وهي من وجهة نظرهم مجرد قوالب جاهزة سريعة وسطحية للأفكار لا ترقى إلى مستوى الكتب الرصينة وما تحتويه من أفكار مهمة وعميقة وعاجلا أو آجلا سيتحول الأطفال، بفضل التلفزيون، إلى مجموعة كائنات حمقى أميين بعيون محمرة!

تراجعت هذه النظرية بعد مرور عقود طويلة على استخدام التلفزيون، ولم تتراجع مستويات القراءة، عالميا، للحد الذي تنبأ به هؤلاء المتخصصون، بل أن التلفزيون في بعض برامجه أصبح يوفر أساليب جيدة وسهلة للمتلقي لإيصال المعلومة والترويج للأفكار والثقافات المختلفة بل أصبح تقنية تعليمية في المدارس، فصار مرآتنا التي تطل على العالم وتتعرف إلى تضاريس أحداثه وطبائع أناسه، بصورة ربما لا توفرها الكتب بالضرورة أو أنه أصبح وسيلة بديلة في الأقل للأشخاص الذين لا يجيدون القراءة أو من فاقدي البصر وحتى للعاملين وربات البيوت الذين لا يجدون الوقت الكافي للمطالعة.

هذه هي سنة الحياة العصرية، وهذا هو دأب السباق مع الزمن، لكن بعض المتخصصين يعودون اليوم لطرح السؤال ذاته؛ هل ستندثر القراءة بسبب استخدام البدائل مثل الكتب الصوتية وبرامج تحويل النصوص المكتوبة إلى سمعية، إضافة إلى الكتب الإلكترونية؟

هناك أسئلة أكثر عمقا يمكن أن يطرحها المتلقي مثل؛ أن جميع المكتبات والنصوص المعلوماتية، الأطاريح الأكاديمية، وسائل الإعلام وحتى البرامج الترفيهية أصبحت تستخدم هذه الوسيلة التقنية الأوفر حظا والأسرع والأسهل وصولا إلى الناس، فهل يطلب من المتلقي الاستغناء عن كل هذا مع أن الأمر لم يعد خياره؟ وإذا كان من السهولة الاستماع إلى أي نص بواسطة الوسيلة الرقمية، فهل ستصبح القراءة الكلاسيكية بالنهاية غير ضرورية؟ هل هناك سبب آخر للقراءة غير البحث عن الترفيه والمتعة والفائدة؟ وهل يختلف الأمر إذا ما اختلفت الوسائل التي تصل فيها المعلومة إلى أدمغتنا؟

تبدو هذه الأسئلة أكثر تعقيدا مما قد نعتقد، في ما تم تناوله من جوانب مختلفة منذ عقود حتى قبل ظهور وسائل التقنية هذه.

في العام 1977 مثلا، وفي دراسة قديمة تبين بأن طلابا في إحدى الجامعات الأميركية استمعوا إلى قصص قصيرة، كانوا قادرين على تلخيصها تماما مثل زملائهم الذين تسنت لهم قراءتها حيث أكدت الدراسة أن عملية الفهم والاستيعاب تكاد تكون متقاربة في حالة الاستماع والقراءة على حد السواء.

 وأثبتت بعض الدراسات الحديثة أن القراءة ما هي إلا مزيج من التعرف إلى الكلمات مع فهم الاستماع. ومعروف أن فهم الاستماع وفهم القراءة أمران مترابطان للغاية، خاصة لدى القراء البالغين والمهرة ويتضح هذا الأمر أكثر عند قراءة الروايات والكتب ذات المنحى القصصي والتاريخي.

وتورد نانسي فلاناغان وزميلتها د.بولا شوانينفلوغل؛ أستاذتان في جامعة جورجيا الأميركية ومتخصصتان في أبحاث القراءة والتعلم، أهم مزايا الاستماع إلى النص بدلا عن قراءته؛ وهي أنه يمكننا القيام ببعض الأعمال الروتينية مثل قيادة السيارة وممارسة التمارين الرياضية وبالطبع القيام بأعمال التنظيف والطبخ في المنزل وربما يكون هذا هو السبب في تزايد شعبية الكتب المسموعة والمدونات الصوتية.

وفي استطلاع أميركي للرأي، أكد أكثر من 18 بالمائة من الأميركيين أنهم استمعوا لكتاب واحد في الأقل خلال عام واحد بوساطة برامج الكتب الصوتية، فيما أفاد قرابة 50 بالمئة منهم بأنهم استمعوا إلى مدونات وتسجيلات صوتية مختلفة خلال الأعوام القليلة الماضية.

وفي كتابهما المشترك “سيكولوجية القراءة: النظرية والتطبيق”، تشير كل من نانسي وبولا إلى أن النص المسموع والمنطوق من قبل ممثلين أو قرّاء مهرة يتوضح تميزه أكثر في النصوص الشعرية؛ حيث تساعد اللغة المنطوقة القارئ على فهم النص بشكل جيد خاصة إذا كانت طريقة النقل هذه تعتمد على لحن معين وغير تقليدي لنقل معان مجازية وعاطفية، يسهل استيعابها من قبل القارئ العادي.

الأهم من كل هذا، أن النصوص المسموعة هي الخيار الوحيد ربما لذوي الاحتياجات والإعاقات الخاصة، حيث تكون القراءة التقليدية لديهم شبه مستحيلة غير ممكنة أو عسيرة في أفضل الأحوال، حيث أسهمت الكتب المسموعة وبرامج تحويل النصوص المكتوبة إلى منطوقة في تذليل هذه المصاعب، خاصة للأشخاص من ذوي الإعاقات البصرية في الوقت الذي تساعد فيه أشخاصا آخرين يعانون من عسر القراءة وتسهم بشكل كبير في تحسين مهاراتهم في القراءة.

 اقرا ايضا

الإعلان عن أسماء أوائل الثانوية العامة في الإمارات العربية المتّحدة

عموما، تعتمد القراءة بصوت مسموع كأسلوب ناجع تم استخدامه في حقول التعليم المختلفة ومع تلاميذ من مختلف الأعمار، لتعريفهم بنصوص وأفكار قد تبدو أكثر تعقيدا إذا ما تصدوا لقراءتها بمفردهم. وفي ما يتعلق بحقل تعلّم اللغات فإن جزءا كبيرا من عملية تعلمها يعتمد في الأساس على اللغة المنطوقة، لحنها وطريقة نطق الحروف ودمجها في الكلام السريع.

وفي النهاية، تبقى أفضلية القراءة على الاستماع في النصوص البحثية والمعلوماتية والعلمية؛ وفي هذه الحالة لا يمكن للمستمع أن يعيد قراءة مقطع معين مثلا لأهمية عملية الإعادة والتركيز والتوثيق، فضلا عن تدوين الملاحظة وتصويب المقاطع المهمة واسترجاع المعلومة.. هذه هي الخاصيات التي تتميز بها طقوس القراءة التقليدية.

وهناك أيضا مدة الاستماع؛ حيث يتحدث فنانو الصوتيات وقارئو النصوص المسموعة عادة بمعدل 150-160 كلمة في الدقيقة وهي السرعة المثالية لمعظم المستمعين، بينما قد يحقق القراء المهرة سرعة 250 كلمة في الدقيقة بواسطة القراءة الكلاسيكية الصامتة. وعلى العكس من ذلك تماما فإن بعض القرّاء وخاصة الباحثين منهم يفضلون التأني في قراءة وفحص المعلومات أثناء تدوين المعلومات وبهذا، فهم لا تروقهم كثيرا طريقة الاستماع للنصوص.

كما أظهرت بعض الدراسات البحثية أن القراءة أكثر فاعلية من الاستماع في عملية التعلم، إذ أن القراء يتذكرون المعلومات من النصوص التجريبية أفضل من أولئك الذين استمعوا إليها

قد يهمك أيضًا

جامعة "أكسفورد" تطالب برفع الرسوم الدراسية

الثانوية العامة تزور 600 ألف بيت مصري وتسجيل حالات إغماء وانتحار

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صمود الكتاب وسط ما توصلت إلية التكنولوجيا المعرفية من تقدم صمود الكتاب وسط ما توصلت إلية التكنولوجيا المعرفية من تقدم



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - صوت الإمارات
ظهرت الفنانة إلهام شاهين في افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي، وهي مرتدية فستانا أزرق طويلا مُزينا بالنقوش الفرعونية ذات اللون الذهبي.وكشفت إلهام تفاصيل إطلالتها، من خلال منشور عبر حسابها بموقع التواصل "فيسبوك"، إذ قالت: "العالم كله ينبهر بالحضارة الفرعونية المليئة بالفنون.. وها هي مصممة الأزياء الأسترالية كاميلا". وتابعت: "تستوحى كل أزيائها هذا العام من الرسومات الفرعونية.. وأقول لها برافو.. ولأن كثيرين سألوني عن فستاني في حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.. أقول لهم شاهدوه في عرض أزياء camilla". يذكر أن فستان الفنانة المصرية هو نفس فستان الكاهنة "كاروماما" كاهنة المعبود (آمون)، كانت الكاهنة كاروماما بمثابة زوجة عذراء ودنيوية للمعبود آمون. وهي ابنة الملك (أوسركون الثاني) الذي حكم مصر خلال الأسرة الـ 22...المزيد

GMT 21:53 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شرطة دبي تسلط الضوء على استشراف مستقبل المناطق السكانية
 صوت الإمارات - شرطة دبي تسلط الضوء على استشراف مستقبل المناطق السكانية

GMT 21:34 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29
 صوت الإمارات - غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 11:36 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

فندق النحل في لندن أغرب مناطق العالم وأكثرها لمعانًا

GMT 05:26 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

عالم بريطاني يكشف أنّ "الوقواق" طائر مخادع وذكيّ

GMT 08:32 2018 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

هيونداي تكشف عن سيارتها "H1 2018" بتحديثات جديدة

GMT 17:31 2016 الجمعة ,04 آذار/ مارس

بلوزة الغرب الأميركي تعود بقوة

GMT 23:56 2016 السبت ,25 حزيران / يونيو

الكنافة "حلويات شامية"

GMT 05:26 2019 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

يوفيتش خارج قائمة ريال مدريد لمواجهة إيبار

GMT 22:56 2015 السبت ,04 تموز / يوليو

تسريب صورة جديدة للهاتف "غالاكسي A8"

GMT 09:15 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

القطيفة والتريكو نجوم موضة 2016

GMT 08:44 2015 السبت ,10 كانون الثاني / يناير

"بيفرلي هيلز" تكشف النقاب عن مفاجأة جديدة لعملائها

GMT 08:49 2013 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

طرد بريدي يثير الذعر في مبنى السفارة الأميركية في قيرغيريا

GMT 17:18 2013 السبت ,27 إبريل / نيسان

نماذج إسلامية معاصرة بإبداع الإسكندرية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates