شكلت برامج الماجستير التي تقدمها كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، في تخصصات الإدارة والابتكار والسياسات العامة، نقلة نوعية بمسيرة تطوير منظومة عمل المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص في الامارات .وأصبحت البرامج بمرور السنوات، أداة فعالة لإعداد أجيال من قادة المستقبل، ممن يعملون على النهوض بالمسارات التنموية المختلفة، لتعزيز النموذج الإماراتي في تأسيس منظومة عمل مرنة وعالية الكفاءة، وقادرة بذات الوقت على مواجهة التحديات، وتحويلها إلى فرص.
وبالرغم من الصعوبات التي واجهها العالم في مختلف المجالات، بسبب تداعيات جائحة «كوفيد 19»، احتفلت كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، بتخريج 285 خريجاً، ضمن الدفعتين الـ 7 والـ 8 لعامي 2020 و2021، لطلبة الماجستير في عدة تخصصات، شملت: الإدارة العامة والابتكار والسياسات العامة. ليضاف هذا الإنجاز، إلى سجل إنجازات إمارة دبي، التي لا تعرف قيادتها المستحيل، ولا ترضى إلا بالمركز الأول دائماً، لبناء حكومة قوية ومبتكرة، تصنع المستقبل لأبنائها.
تحديات
وقال الدكتور علي بن سباع المري الرئيس التنفيذي لكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية: إن صناعة مدن المستقبل، تتطلب قادة مستقبليين قادرين على صياغة سياسات عامة فعالة، لمواجهة تحديات المستقبل المختلفة، وتحويلها إلى فرص، تسهم في تطوير الأداء، وتعزيز كفاءته، ونشر أفضل الممارسات التي ترفع تنافسية المدن والدول.
وأضاف المري: الاستثمار في العنصر البشري، وتعزيز قدراته وكفاءاته، ركيزة أساسية في رؤية قيادة الدولة، ومن هذه الرؤية، نستقي خططنا واستراتيجياتنا في كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية.
حيث نسعى لدعم مسيرة التميز الحكومي في الدولة ومنطقة الشرق الأوسط، عبر توفير منظومة متكاملة من البرامج التعليمية، والتدريبية، والأبحاث، والدراسات، ونحن نعول على خريجينا وخبراتهم التي يكتسبونها، للمساهمة في بناء نماذج حكومية فريدة من نوعها، شعارها الابتكار والتميز المستدام.
مهارات
ومن جانبه، قال البروفيسور رائد عوامله عميد كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية: إن برامج الماجستير في الكلية، تؤسس لجيل متقدم من قادة المستقبل، القادرين على صياغة وتطبيق سياسات وبرامج حكومية فعالة، وذات كفاءة عالية، كما تزود البرامج، خريجي الكلية بالمهارات والمعرفة اللازمة، ليصبحوا صناع قرار، ومستشارين في مجالات عملهم المختلفة، من خلال المهارات التطبيقية التي يكتسبونها خلال فترة دراستهم.
وأضاف: تركز برامج الكلية أيضاً، وبشكل كبير، على مسألة سبل تعزيز بيئة الابتكار في مكان العمل، لكون هذا المفهوم، هو الأداة الأكثر فعالية لاستشراف متطلبات المستقبل، وتلبيتها بالتالي. كما أنها وسيلة لوضع حلول مستدامة للتحديات التي تواجه الخطط التنموية.
صقل الخبرات
وأكد خريجو برامج الماجستير في كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، أن البرامج التي التحقوا بها، صقلت تجاربهم وخبراتهم العملية بشكل كبير، وفتحت أمامهم آفاقاً واسعة للإبداع في المؤسسات التي ينتمون لها، أو حتى مشاريعهم الخاصة، حيث تقول خولة الحوسني، الحاصلة على الماجستير التنفيذي في الإدارة العامة، وتعمل في «مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي»، أن التحاقها ببرنامج كلية محمد بن راشد، دعم بشكل كبير مهاراتها في البحث والاستقصاء، واتخاذ قرارات مبنية على البيانات وتحليلها.
كما ساهم في تعزيز قدراتها على العمل الجماعي ضمن الفريق، وتقبل التوجيهات والنقد البناء، وسرعة إعداد وإنجاز القرارات، ما انعكس إيجاباً على حياتها المهنية، التي أصبحت متنوعة الخبرات، وتتمتع بفهم أعمق لواقع المؤسسات الحكومية الاتحادية ومنهجية عملها.
وأضافت: استطعت من خلال تجربتي الأكاديمية، تحويل المفاهيم العلمية إلى تطبيقات عملية في مكان العمل، حيث ارتبطت مهام برنامج الماجستير بمجال العمل، وقمت بنقل تجربتي للجانب التطبيقي في مهارات العمل، وتقديم مقترحات وأوراق بحثية ذات جدوى، يمكن الاستفادة منها. فضلاً عن تعرفنا على المسارات التدريبية للمعلمين والقيادات المدرسية، وأثر ذلك في جودة حياتهم الوظيفية، وكذلك أبعاد التنمية المهنية، وكيف تعمل عليها دول العالم.
طموحات
وبدوره، أوضح محمد عبد الرحيم الملا، الحاصل على درجة الماجستير التنفيذي في الإدارة العامة، ويعمل في «مركز محمد بن راشد للفضاء»، أن البرنامج الأكاديمي مع الكلية، رفع سقف طموحاته في الإدارة والتميز، حتى وصلت إلى الفضاء، ويضيف: أنا اليوم رائد فضاء في مركز محمد بن راشد للفضاء، وأطمح لعكس صورة مشرفة لبلدي الإمارات في هذا المجال، وأن أسهم في جعل الإمارات تنافس العالم بهذا المجال. وبفضل البرنامج الأكاديمي، أصبحت اليوم أكثر وعياً لسبل التعامل في بيئة العمل، وطريقة إدارة الفرق.
الإدارة العامة
وحصلت نورة عبد العزيز الأميري، وتعمل في «دائرة الشؤون الإسلامية والأوقاف بدبي»، على درجة الماجستير في الإدارة العامة، وأوضحت أنها واجهت العديد من الصعوبات في فهم آلية عمل الجهات الحكومية، خلال بداية مسيرتها المهنية، بسبب اختلاف مجال العمل عن التخصص الدراسي، ولذا، قررت دراسة الإدارة العامة، لمساعدتها على تذليل الصعوبات، مؤكدة أن البرنامج الأكاديمي مع كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، غيّر نظرتها للعمل بشكل عام، وللعمل الحكومي بشكل خاص.
ويرى خالد عبد الله الظنحاني، الحاصل على ماجستير الإدارة العامة، ويعمل في «وزارة الداخلية»، أن البرنامج ساهم في تطويره على المستوى الشخصي، وعزز مهاراته وقدراته في مختلف الجوانب، بما فيها الجانب العملي، حيث رفع من مستوى الثقة لديه، وساهم في تنمية مختلف المهارات، كإدارة الوقت، والتعامل مع ضغوط العمل، والتخطيط الاستراتيجي والمالي، وقيادة فرق العمل.
وعلى مستوى بيئة العمل، أوضح الظنحاني أنه استفاد من جانبين، الأول: أن كافة المواد التي تضمنها البرنامج مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بما نمارسه يومياً في عملنا الحكومي، من مختلف الجوانب، كالسياسات الحكومية، وإدارة الموارد البشرية، والدراسات المالية، والتخطيط الاستراتيجي، وغيرها، فيتم تطبيق الجانب الأكاديمي على جوانب القصور في الناحية العملية، ما يؤدي إلى تطوير وتحسين منظومة العمل الحكومي، وإعادة هندسة إجراءات العمل، وفق أحدث الممارسات العلمية التي تم الاطلاع عليها.
وأما الجانب الثاني: فيكمن في فرصة لقاء عدد من القيادات الحكومية، التي تدرس نفس البرنامج، والاستفادة من خبراتهم في جوانب العمل الإداري، ما شكل عملية مقارنات معيارية حقيقية، تسهم في تطبيق أفضل النظم والإجراءات الإدارية.
إدارة الابتكار
والتحقت مروة محمود الكمالي، وتعمل في مركز دبي التجاري العالمي، ببرنامج الماجستير في إدارة الابتكار في الكلية، لرغبتها في اكتساب خبرات شخصية، حيث إن مسألة التعليم، يجب ألا تتوقف عند سن معينة.
مؤكدة أن هذه الخبرات، ستكون إضافة بلا شك لأي جهة ستعمل لديها، وستضمن قدرتها على مواجهة أي تحديات في بيئة العمل، وتحويلها إلى فرص ذات قيمة، من خلال تقديمها لأفضل أداء بمجال عملها، ضمن معايير الابتكار والتميز.
وعمل أسامة محمد البستكي، والذي يعمل في هيئة الصحة في دبي، وقد تخرج في برنامج الماجستير في إدارة الابتكار، على الاستفادة من البرنامج في مكان عمله، والذي تحتم طبيعته على الابتكار والبحث عن كل ما هو جديد، وسبل معالجة الصعوبات والأزمات والتعامل معها.
حيث قام بتطبيق مخرجات البرنامج الأكاديمي في بيئة العمل، عبر إعداد بحث موسع حول كيفية وضع إطار للابتكار في مجال الصحة، وتطوير الأفكار واستدامتها، والاستفادة من هذا البحث بمكان العمل.
السياسات العامة
وأوضح طارق محمد تاجي، الحاصل على درجة الماجستير في السياسات العامة، ويعمل في شركة «لاب هولدينغ»، أن برامج كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، والتي تعتمد على التطبيق العملي، والتجربة على أرض الواقع، سهلت عملية الاندماج مع الصورة العامة للحياة المهنية لدى الخريجين، وجعلتهم أكثر استيعاباً لها.
مشيراً إلى أن برنامج السياسة العامة، دعم قدراته لبناء وفهم الأجندات الخاصة بالسياسات العامة، وتوجهات الدولة، وآليات مشاركة القطاع الخاص في هذه التوجهات، وعملية الدمج بين القطاع العام والقطاع الخاص.
قد يهمك ايضا
رئيس الدولة يصدر قراراً باعتماد المبادئ العشرة للإمارات في الخمسين عاماً المقبلة
منصور بن زايد يستقبل رئيس وزراء كازاخستان ويشهدان توقيع إعلان شراكة لتطوير المشاريع بين البلدين
أرسل تعليقك