قِصِّة الإعلامية السورية كنانة الشريف مع فيروس كورونا المميت
آخر تحديث 22:08:04 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

بدأت عيناها بالاحمرار وفاجأها السعال في العاصمة الأميركية

قِصِّة الإعلامية السورية كنانة الشريف مع فيروس "كورونا" المميت

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - قِصِّة الإعلامية السورية كنانة الشريف مع فيروس "كورونا" المميت

فيروس كورونا
واشنطن - صوت الإمارات

ظنّت الإعلامية كنانة الشريف عندما بدأت عيناها بالاحمرار وفاجأها السعال، بأن حساسية الربيع التي لطالما اعتادت عليها في هذا الموسم في العاصمة الأميركية واشنطن هاجمتها. وكالعادة، أخرجت أدوية الحساسية من خزانتها وتناولتها، تحسنت العوارض، وخلدت كنانة إلى النوم وفي ذهنها راحة لتجاوب جسمها مع الأدوية يشوبها قلق دفين مما يجري حولها.

ففيروس كورونا المستجد بسط نفوذه في ولاية فيرجينيا مقرّ إقامتها، حيث تم فرض إجراءات حجر قاسية على المواطنين هناك.. وجلّ ما كانت تخشاه مراسلة محطة (أوريانت) السابقة إصابتها بالفيروس.
أيقظها السعال الحاد والجاف من نومها العميق، في كتفيها وجع رهيب... قالت كنانة: «لقد كان شعوراً غريباً جداً... فكرت في نفسي: هل هي قلة نوم؟ هل هي قلّة غذاء؟».

لكن عندما بدأت بالارتعاش من البرد والتعرّق الشديد، علمت أن عليها الذهاب فوراً للمستشفى، فهذه كلها عوارض كوفيد - 19 التي تابعتها بكثافة في الأيام الماضية، لكن كنانة وحيدة في شقتها، فهي أرسلت أولادها الأربعة إلى تكساس لقضاء بعض الوقت مع والدهم هناك، خوفاً عليهم من تفشي الفيروس في فيرجينيا.

لم يكن أمامها سوى الاتصال بصديق لها في مطلع الفجر للذهاب بها إلى قسم الطوارئ في مستشفى (اينوفا - فيرفاكس). وتتحدث كنانة عن تجربتها لـ«الشرق الأوسط» وتقول: «دخلت قاعة الانتظار وأنا أرتدي كمامة وقفازات... شعرت وكأني أدخل وكالة فضائية، فبالكاد رأيت أعين الأطباء والممرضات، وبمجرد دخولي طلبوا مني نزع القفازات فوراً والإبقاء على الكمامة... فحصتني ممرضة ترتدي بزة صفراء وعلى وجهها قناع مغلف بإطار بلاستيكي... خفت كثيراً حينها وتمنيت في نفسي ألا يكون وضعي سيئاً جداً، لأني لا أريد البقاء هنا».

العوارض كانت واضحة: ضغط عال وحرارة مرتفعة إضافة إلى السعال الجاف والإرهاق... فحكمت الممرضة: «لديك كل عوارض كورونا. لكن الفحوص المخبرية التي لدينا قليلة للغاية، لن نتمكن من إجراء الفحص من دون إذن طبيبك».

وارتبكت كنانة، فهي لم تكن تملك تأميناً صحيّاً، ورغم أنها تمكنت للتو من الانضمام إلى (الميديكايد) وهو نظام الرعاية الصحية الحكومي، لكن لم يتسن لها الوقت لاختيار طبيب لها... تفسيرات لم تغير من رأي الممرضة التي كرّرت ببرودة أعصاب: «أنا آسفة... ليست لدينا فحوصات بما فيه الكفاية». وتابعت الممرضة وهي تقف بعيدا عن كنانة: «سنقوم بفحص أشعة للصدر، وإن كانت النتيجة سيئة، سأتحدث مع الطبيب المناوب في الطوارئ وقد نتمكن من توفير فحص مخبري لك». وتم إجراء صورة الأشعة من دون العثور على أضرار كبيرة في الرئتين... وسقط الحكم على كنانة: "لا يوجد فحص مخبري... لكنك مصابة بكورونا، عليك بحجر نفسك ولا تعودي إلى هنا إلا في حال ضاق نفسك بشدّة وأصبحت حياتك بخطر..".

انفعلت كنانة وهي تتحدث عن هذا الجزء وقالت: «كيف يُعقل لبلد مثل أميركا أن يعامل المواطنين بهذا الشكل؟؟».
وتابعت كنانة التي ولدت في السعودية لأم وأب سوريين، وعاشت هناك حتى الثانية والعشرين من عمرها: «كيف يُعقل أن يرسلوني إلى منزلي من دون أي توجيهات واضحة؟ كلّ ما قالته لي الممرضة هو أن أعود فقط إن لم أتمكن من صعود الدرج! لقد اضطررت للحديث مع طبيب من الجالية السورية الذي وجهني خلال محنتي وأنا مدينة له لمساعدته لي».
عاشت كنانة 4 أسابيع من العوارض المؤلمة والمخيفة، لم يكن لها أي شهية للأكل، سعالها مستمر، وضغطها عال. ورغم أن بعض هذه العوارض بدأت بالتحسن قليلاً بعد 4 أيام من بدايتها إلا أن التعرق والإرهاق لم يختفيا، كما فقدت حاستي الشم والتذوق فجأة، وتقول كنانة: «الليل كان سيئاً للغاية وذروة المرض كانت في اليوم العاشر، فقد بدأت بالهلوسة: أين أنا؟ أين هم أولادي؟ خوف من الوحدة، خوف من الموت... صداعي لم يتوقف... نفسي ضيق باستمرار».
وتقول كنانة إن والدتها الموجودة حالياً في درعا لم تتركها يوماً، فكانت على تواصل دائم معها عبر الفيديو وهذا ما أعطاها دفعاً وشعوراً بالأمان وهي مستلقية على كنبة غرفة الجلوس طوال النهار والليل.
بعد مرور 4 أسابيع من العوارض والتعب والإرهاق، تحسنت كنانة وتعافت، وعادت لها حاسة التذوق لكن حاسة الشم لم تعد كلياً بعد، وتمازح كنانة بلهجتها السورية الجميلة: «كان لقبي في عيلتي (أبو كلبشة) بسبب حاسة شمّي الخارقة... خسرت اللقب».

وقــــــــــــد يهمك أيــــــــضًأ :

السماح بعودة ساعات عمل المكاتب في دبي لطبيعتها بعد شهر رمضان

رد فعل غريب لمذيع تركي على الهواء لحظة وقوع زلزال في "إسبارطة"

 

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قِصِّة الإعلامية السورية كنانة الشريف مع فيروس كورونا المميت قِصِّة الإعلامية السورية كنانة الشريف مع فيروس كورونا المميت



GMT 17:50 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 20:33 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

تتخلص هذا اليوم من بعض القلق

GMT 11:57 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج السرطان الأثنين 30 تشرين الثاني / نوفمبر2020

GMT 01:57 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

انشغالات متنوعة التي ستثمر لاحقًا دعمًا وانفراجًا

GMT 01:57 2015 السبت ,03 كانون الثاني / يناير

الفنانة مي كساب تصوّر مسلسل "مفروسة أوي"

GMT 01:19 2014 الثلاثاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

استعد لتسجيل أغاني قديمة وحديثة لألبومي الجديد

GMT 11:27 2016 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

جرأة وروعة الألوان في تصميم وحدات سكنية عصرية

GMT 22:04 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

جزيرة مالطا درة متلألئة في البحر المتوسط

GMT 21:59 2013 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

نشطاء على الفيس بوك يقيمون يومًا ترفيهيًا للأطفال الأيتام

GMT 09:20 2016 الأحد ,03 إبريل / نيسان

متفرقات الأحد

GMT 18:47 2013 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

الصين تعرض تصدير 3200 ميغاواط من الكهرباء لباكستان

GMT 04:37 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة حديثة ترصد أهم خمسة أشياء تؤلم الرجل في علاقته مع شريكته

GMT 21:22 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل زيدان "في مهب الريح" للمرة الأولى
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates