صنعاء ـ علي ربيع
قتل 20 مسلحاً يمنياً على الأقل، في مواجهات عنيفة شهدتها محافظة عمران (شمال صنعاء)، ليل الاثنين، بين أنصار جماعة الحوثي(الشيعية) ومسلحين قبليين موالين لحزب الإصلاح(الذراع الإسلامي للإخوان المسلمين في اليمن) وتتجدد مع هذه التطورات المخاوف من تنامي الصراع المذهبي والطائفي في هذا البلد الذي يمر بمرحلة انتقالية هشة يبرز فيها ضعف قبضة الدولة المركزية وتزايد نفوذ الجماعات المسلحة،
وسط ظروف اقتصادية صعبة، في وقت يعول فيه الساسة على مؤتمر الحوار الوطني الدائر في صنعاء منذ آذار/مارس الماضي بين الأطراف السياسية لجهة الخروج بحلول ناجعة لمشكلات البلاد المعقدة وقال مصدر أمني في محافظة عمران لـ"العرب اليوم" "إن 20 مسلحاً على الأقل قتلوا، منذ مساء الاثنين في مواجهات اندلعت بين الحوثيين ورجال قبائل العصيمات الموالين لحزب الإصلاح في مديرية العشة، قبل أن تتوقف الثلاثاء إثر هدنة سعت إليها جهود زعامات قبلية"وذكر شهود قبليون لـ"العرب اليوم" "أن مسلحي الحوثي اقتحموا أثناء المواجهات منزلاً في المنطقة لأولاد الزعيم القبلي الراحل ورئيس مجلس النواب اليمني السابق عبدالله بن حسين الأحمر، قبل أن يسقط منهم نحو 13 قتيلاً برصاص أنصار أولاد الأحمر الذين باتوا بعد رحيل أبيهم يقودون قبيلة حاشد"(كبرى القبائل اليمنية وأوسعها نفوذاً سياسيا واقتصادياً) وفي حين أكدت المصادر مقتل سبعة على الأقل من مسلحي آل الأحمر خلال المواجهات أشارت إلى "خشية طاغية لدى السكان من انهيار الهدنة القائمة وتجدد المواجهات في ظل غياب تام للسلطات الحكومية"ويسيطر الحوثيون المتهمون بولائهم إلى إيران، على صعدة ومناطق مجاورة، بعد حروب متتالية كانوا خاضوها مع الدولة بين عامي(2004-2010)، فيما أخذوا يكثفون مساعيهم للتوسع على الأرض في محافظات حجة والجوف وعمران المتاخمة لصعدة شمال اليمن وهو ما قادهم في العامين الأخيرين إلى خوض مواجهات متقطعة مع مسلحي القبائل الموالين للأحزاب الإسلامية السنية، فضلاً عن المواجهات مع أنصار الدعوة السلفية في منطقة دماج القريبة من مدينة صعدة، في الوقت الذي يشاركون فيه سياسيا في مؤتمر الحوار الوطني الدائر في صنعاء بين الأطراف اليمنية والمتوقع انتهاؤه في أيلول/سبتمبر القادم ولم تعلق السلطات اليمنية بشكل رسمي على هذه المواجهات، كما لم يورد الحوثيين أو حزب الإصلاح أو أولاد الأحمر أي تصريحات بهذا الشأن وفي حين تتوقع المصادر أن تتجدد هذه المواجهات في أي لحظة، لا تستبعد أن تمتد إلى العاصمة صنعاء نفسها حيث يتمركز أولاد الأحمر المرتبطون بحزب الإصلاح وينشط مسلحون حوثيون في أحياء متجاورة شمال المدينة.
أرسل تعليقك