دمشق - جورج الشامي
قصفت القوات السورية الحكومية قرىً في جبل الأكراد في ريف اللاذقية، وأخرى في ريف درعا، الخميس، في حين استمرت الاشتباكات مع مقاتلي المعارضة في مناطق متفرقة في البلاد، كما انسحبت قوات الحكومة من ملعب العباسيين في دمشق، الذي حولته ثكنة عسكرية في الأشهر الماضية، فيما أحرز الجيش الحر تقدمًا في منطقة القلمون شمال دمشق، بعد أن بدأ هجومًا مستغِلاً الارتباكَ في صفوف قوات الحكومة
في ظل الاستعدادات لضربة عسكرية وشيكة.وتغير المشهد العسكري في منطقة القلمون في الساعات الـ 24 الماضية، بحيث تحولت من منطقة هادئة نسبيًا، إلى أرض للمعركة أكثر اشتعالا. وبدأت عناصر الجيش الحر بالتحرك في المنطقة، للسيطرة على اللواء 20، الذي ينتشر في جبال القلمون وبحوزته الكثير من المعدات والذخائر.وأدى الهجوم، في مراحله الأولية وفقًا لمصادر المعارضة، إلى السيطرة على ورشة الإصلاح وحقل الرماية التابعين للفرقة الثالثة.كما سيطر الثوار على 4 كتائب في اللواء 81، ويعتبر هذا اللواء، بالإضافة إلى اللواء 20، أكبر قوة مدرعة تابعة لقوات الحكومة.وتقع منطقة القلمون بين جبال الرحيبة والقطيفة في محاذاة طريق دمشق-حمص الدولي. وتشتهر هذه المنطقة الجبلية بكثرة تواجد القطع العسكرية الاستراتيجية فيها.وتحوي المنطقة أسلحة متطورة كتلك التي في مستودع "دنحا"، الذي سيطر عليه الثوار أخيرًا، والذي يحوي الكثير من الصواريخ المضادة للدروع والدبابات.ويذكر أن لسيطرة المعارضة على منطقة القلمون أبعادًا استراتيجية، حيث تُعدُّ القلمون النقطة الواصلة بين وادي بردي والحدود اللبنانية السورية من ناحية، وبين محافظة حمص ودمشق من ناحية أخرى، كما ستسمح للجيش الحر بحرية التحرك نحو الغوطة الشرقية.وفي غضون ذلك، انسحبت قوات الحكومة من ملعب العباسيين، الذي حولته الى ثكنة عسكرية في الأشهر الماضية. وذلك في إطار إعادة الانتشار خوفًا من أن تستهدف هذه القوات في أية ضربة دولية منتظرة.وقال شهود عيان: إن "القوات الحكومية تقوم بسحب الدبابات كلها وراجمات الصواريخ من ملعب العباسيين، الذي كان تحول في ما مضى من ملعب لكرة القدم إلى ملعب للدبابات وراجمات الصواريخ، التي شكلت على مدى الأشهر الماضية قلقًا كبيرًا لسكان الحي من أصواتها المزعجة والمخيفة"وقد تنفس السكان الصعداء بعد ترحيل تلك الأسحلة الثقيلة من الملعب، إثرانتشار خبر الضربة العسكرية المحتملة.وقال أحد سكان الحي: إن "ملعب العباسيين تحول إلى مركز اعتقال كبير لآلاف المعتقلين منذ بداية الثورة السورية تحت إشراف المخابرات الجوية التي يرأسها اللواء جميل حسن، الذي تتهمه المعارضة بارتكاب مجازر عدة"وفي العاصمة أيضًا، دارت فجرًا اشتباكات عنيفة بين قوات الحكومة والجيش الحر في محيط حاجز البلدية في حي القابون ووقعت خسائر بشرية في صفوف الطرفين. واستهدف الجيش الحر "رحبة" الدبابات والصناعة في حي جوبر ونفذ الطيران الحربي التابع لقوات الحكومة، عدة غارات جوية على مناطق في بلدة خان الشيح ومدينة زملكا في ريف دمشق، ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى، وتهدم في بعض المنازل، وترافق ذلك مع اشتباكات عنيفة في محيط بلدة خان الشيح، في حين تعرضت مناطق في بلدة معضمية الشام ومدينة زملكا، لقصف من قبل قوات الحكومة"وقال نشطاء من المنطقة: إن "القوات الحكومية استخدمت الغازات السامة خلال القصف، الذي تعرضت له مناطقُ في الغوطة الشرقية فجر الثلاثاء"ومن ناحية أخرى، قصفت القوات السورية الحكومية قرىً في جبل الأكراد في ريف اللاذقية، واستخدم الجيش السوري صواريخ أرض - أرض في عملية قصف جبل الأكراد، فيما تعرضت قرى اليارودة وعلما وطفس في ريف درعا لقصف مدفعي كثيف، حسبما ذكرت شبكة سورية مباشر التابعة للمعارضة"كما شهدت مدينة قلعة الحصن في ريف حمص الغربي اشتباكات بالأسلحة المتوسطة، واستهدفت طائرات حربية لأحياء سكنية في الرستن.ومن ناحيته، شن لواء التوحيد أحد أفرع الجيش الحر هجومًا بقاذفات الدوشكا على تجمعات الجيش الحكومي في نبل والزهراء في مدينة حلب.
أرسل تعليقك