بعد تعليق مسيرات العودة على الحدود مع قطاع غزة، ركزت قوات الجيش الإسرائيلي قوات القمع في الضفة الغربية، الجمعة، فهاجمت ثلاث مسيرات سلمية للفلسطينيين تم تنظيمها احتجاجاً على سياسة الاحتلال وممارساته الاستيطانية. وأصيب عدد من المشاركين بجراح ما بين خفيفة ومتوسطة.ففي قرية المغير شمال شرقي مدينة رام الله (وسط الضفة الغربية المحتلة)، أصيب ثلاثة شبان فلسطينيين برصاص قوات الاحتلال، خلال مواجهات اندلعت في قرية المغير. وأفادت جمعية «الهلال الأحمر الفلسطيني» بأن فلسطينياً أصيب بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط في الرأس وآخر بالرصاص الحي في القدم، وأصيب ثالث بالرصاص الحي في منطقة «الفخذ».
وفي منطقة عين حراشة، المهددة بالاستيطان والمصادرة، في قرية المزرعة الغربية شمال غربي رام الله، قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء أمس، العشرات من المواطنين الذين توجهوا بعد صلاة الجمعة إلى أراضيهم المهددة بالنهب في المنطقة، للتأكيد على أحقيتهم بهذه الأرض ورفضا لممارسات الاحتلال والمستوطنين. واقتحمت قوات الاحتلال المنطقة، وأطلقت الرصاص وقنابل الغاز والصوت صوب المواطنين، دون أن يبلغ عن إصابات.
وأكد المواطنون أن منطقة عين حراشة، تحتوي على عين ماء تاريخية، وتتعرض لاعتداءات متواصلة من المستوطنين، وجنود الاحتلال الذين يوجدون في معسكر بالقرب منها. وتمنع سلطات الاحتلال أهالي القرية من البناء في المنطقة، في محاولة للاستيلاء عليها.وفي كفر قدوم، في محافظة قلقيلية، أصيب عشرات المواطنين بالاختناق، جراء اعتداء قوات الاحتلال على المشاركين في المسيرة السلمية الأسبوعية، المناهضة للاستيطان والمطالبة بفتح شارع القرية المغلق منذ 16 عاماً.
وأفاد منسق المقاومة الشعبية في كفر قدوم، مراد شتيوي، بأن جنود الاحتلال اعتدوا على المشاركين في المسيرة، وأطلقوا صوبهم الرصاص الحي، والمعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الغاز المسيل للدموع. ونوه إلى أن قمع الاحتلال للمسيرة السلمية أدى لإصابة العشرات بالاختناق، «عولجوا ميدانياً في مركز إسعاف قرية كفر قدوم».
وفي بيت لحم، أصيب شاب فلسطيني، بجراح ورضوض، جراء قيام مستوطن إسرائيلي بدهسه. وأفادت مصادر أمنية، بأن المستوطن دهس الشاب بلال سعيد غزال (20 عاماً) من قرية كيسان، وفر من المكان. وقال مدير الإسعاف والطوارئ في جمعية «الهلال الأحمر الفلسطيني» في مدينة بيت لحم عبد الحليم جعافرة، إن حالة الشاب متوسطة. وفي بلدة العيساوية، في محافظة القدس الشرقية المحتلة، حاصرت قوات الاحتلال اعتصاما نظمه شباب الحي رفضا لقرارات الحبس المنزلي الليلي الإدارية التي فرضت على 8 مقدسيين من البلدة.
وأكد الشبان رفضهم للقرارات التي سلمت لهم، أول من أمس الخميس، بعد اقتحام منازلهم، مؤكدين أن حقهم التنقل بحرية دون قرارات وقوانين ظالمة. وأضاف الشبان أنهم تعرضوا خلال الأشهر الماضية للاعتقال عدة مرات وتم الإفراج عنهم، لعدم إثبات أي تهمة ضدهم، ليفرض عليهم اليوم الحبس المنزلي الليلي لفترات متفاوتة بين شهرين و4 أشهر بحجة المشاركة في المواجهات داخل البلدة، وذلك ضمن إجراءات قمعية وعقابية بحق أهالي العيساوية والتي تعاني منذ 7 أشهر حملة اعتداءات من مؤسسات الاحتلال المختلفة. وأوضح الشبان أن ضابط المخابرات هددهم بالحبس الفعلي أو الإبعاد إلى غزة في حال عدم التزامهم بالقرار الذي سلم لهم اليوم، مضيفا لهم أنه سيتم اقتحام منازلهم خلال فترة الحبس الليلي من الساعة 8 مساء حتى 6 صباحا.
من جهة ثانية، أفادت وزارة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة، بأن آلاف المُصلين أمّوا المسجد الأقصى المبارك، أمس، لإقامة صلاة الجمعة في رحابه، رغم ما يضعه الاحتلال الإسرائيلي من عراقيل وعقبات وفرضه لتشديدات في محيط المسجد وعلى بواباته.
وقالت الأوقاف إن قرابة الـ40 ألف مصلٍّ أدّوا صلاة الجمعة، أموه من القدس نفسها وكذلك من الضفة الغربية والداخل الفلسطيني والدول العربية. وذكر شهود عيان أن شرطة الاحتلال شددت من إجراءاتها العسكرية في البلدة القديمة من القدس المحتلة وعلى بوابات المسجد الأقصى، واعتقلت عدداً من الشبان بحجة دخولهم دون تصاريح.وفي قطاع غزة، نظمت حركة «حماس»، أمس، مسيرات جماهيرية، داعمة لمدينة القدس المحتلة، والمسجد الأقصى. وقال المتحدث باسم الحركة، عبد اللطيف القانوع، إن حركته ستواصل تنظيم هذه المسيرات في مختلف مناطق قطاع غزة، في الأيام القادمة أيضا، لنصرة القدس ورفضاً للاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى، واعتبر القانوع أن المسيرات تُعد «شكلا من أشكال النضال الشعبي المستمر ضد الاحتلال الإسرائيلي ودعم ثوابت شعبنا الفلسطيني».
على صعيد آخر، نشر الجيش الإسرائيلي، أمس الجمعة، تقريرا حول حصاد الأحداث والعمليات العسكرية الإسرائيلية، لعام 2019، قال إنها اشتملت على تنفيذ 2400 غارة حربية بالطائرات والمروحيات.
وقال التقرير إن سلاح الجو الإسرائيلي هاجم 900 هدف في قطاع غزة، العام الماضي. وإن طائراته الحربية نفذت 2400 غارة، منها 1800 من طائرات مقاتلة و600 من المروحيات الحربية. وأكد أن هذه الغارات استهدفت «مواقع إرهابية في سوريا وغزة وغيرهما». وأما في سلاح البحرية الإسرائيلي، فقد نفذت البوارج حاملة الصواريخ 11250 ساعة إبحار و12 تدريباً عسكرياً مع جيوش دول أخرى.
وحسب تقرير الجيش الإسرائيلي، فإن العام الماضي سجل انخفاضا في عمليات في الضفة الغربية قياسا بسنوات سابقة. وتم تنفيذ 19 عملية إطلاق نار، و12 عملية طعن. ودارت 1400 مواجهة ألقى فيها شبان فلسطينيون حجارة و290 حدثا ألقي خلالها زجاجات حارقة. واعتقل جيش الاحتلال 2328 فلسطينيا في الضفة. كما جاء في التقرير أن 1295 صاروخاً وقذيفة صاروخية أطلقت في تلك السنة من قطاع غزة، 729 منها سقطت في مناطق مفتوحة، بينما اعترضت «القبة الحديدية» 478 قذيفة صاروخية، أكثر من 80 في المائة منها كانت موجهة نحو مناطق مأهولة.
وأشار التقرير إلى أن عدد المجندين للجيش الإسرائيلي خلال العام الماضي بلغ أكثر من 66 ألف شاب للجيش الإسرائيلي، وسُرح منه قرابة 60 ألف جندي. وأضاف التقرير أن الجيش الإسرائيلي شارك في عدة مناورات مشتركة مع جيوش دول أخرى، وكانت إحداها في ولاية ألاسكا الأميركية.
قد يهمك أيضًا :
إجماع إسرائيلي على اتفاق التهدئة مع "حماس" والتفرغ لـ"حزب الله" وإيران الهدف الأقرب
وزير إسرائيلي يُعلن اتفاقًا وشيكًا مع "حماس" يشتمل على صفقة تبادل أسرى
أرسل تعليقك