تجددت في الولايات المتحدة، مساء الثلاثاء، احتجاجات واسعة ضد العنصرية وعنف الشرطة، على الرغم من فرض السلطات الأمريكية حظر التجول في الكثير من المدن الأميركية الكبرى.
وخرج مئات الأشخاص في شوارع العاصمة واشنطن، التي بدأ فيها حظر التجوال في الساعة 19:00 بالتوقيت المحلي (23:00 بتوقيت غرينيتش) للمشاركة في الدورة الجديدة من المظاهرات، التي أشعلها مقتل المواطن الأمريكي من أصول إفريقية، جورج فلويد، جراء عملية احتجازه بطريقة خشنة من قبل عناصر شرطة في مينيابوليس يوم 25 مايو.
وتجمع بعض المتظاهرين أمام البيت الأبيض، الذي تم حوله فرض طوق أمني من قوات الشرطة المحلية والفدرالية، حيث رددوا شعارات مثل "ارفع يديك – لا تطلق النار"، وأخرى تشمل شتائم وتنتقد فرض نظام حظر التجوال، بالإضافة إلى دعوات تطالب برحيل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وبتحقيق العدالة في قضية فلويد.
كما احتشدت مجموعات من المحتجين أمام مقر الكونغرس في الكابيتول وسط حضور مكثف لقوات الأمن والحرس الوطني، وتجمعوا أمام نصب أبراهام لينكولن، الرئيس الأمريكي في وقت الحرب الأهلية الذي أنهى العبودية في الولايات المتحدة.
وخرجت مظاهرات حاشدة في مدينة شيكاغو بمشاركة آلاف الأشخاص، مطالبين بإصلاحات في أجهزة الشرطة.
وفي مدينة أورلاندو خرج 2000 شخص، حسب بيان للشرطة المحلية، في مظاهرة بدأت مسيرتها من مبنى العمدة وتوجهت نحو المقر الأساسي للشرطة.
وتجددت المظاهرات كذلك في مدينة لوس أنجلوس، التي لم يبدأ فيها بعد نظام حظر التجوال، دون رصد أي أعمال شغب حتى الآن.
وفي نيويورك أعلنت الشرطة المحلية عن إغلاق الشوارع وسط منطقة مانهاتن أمام حركة السيارات استعدادا ليوم جديد من الاضطرابات بعد أن تم اعتقال نحو 700 شخص في مظاهرات الليلة الماضية.
وأشارت التقارير الإعلامية الواردة حتى الآن إلى الطابع السلمي لمظاهرات اليوم حيث غابت الاشتباكات الكبيرة بين المتظاهرين وقوات الأمن، وذلك بعد أن تحولت الاحتجاجات في الأيام السابقة في مدن كثيرة إلى أعمال شغب وعنف.
وقتل جراء المواجهات بين الطرفين، حسب معطيات المسؤولين الأمريكيين ووسائل الإعلام، 10 أشخاص على الأقل بين صفوف المحتجين، إضافة إلى اعتقال أكثر من 5000 متظاهر، بينما تحدثت الشرطة عن إصابة العشرات من عناصرها.
وأشركت سلطات 29 ولاية أمريكية حتى الآن نحو 20 ألف رجل أمن من قوات الحرس الوطني، وذلك في الوقت الذي يصر فيه ترامب على حل عسكري لقضية الاضطرابات مع تدخل مزيد من القوات، الأمر الذي يرفضه كثير من رؤساء البلديات والحكام خاصة من الديمقراطيين.
واتهم ترامب مرارا "اليساريين المتطرفين" بالوقوف وراء أعمال الشغب، فيما أعلن أن الولايات المتحدة ستصنف حركة "أنتيفا" المناهضة للفاشية والتي يشارك أنصارها في الاحتجاجات، تنظيما إرهابيا، كما هدد باستخدام "القوة العسكرية غير المحدودة" حال مواصلة الاضطرابات.
تهديدات ترامب تأتي في الوقت الذي امتدت فيه المظاهرات المناهضة للعنصرية وعنف قوات الأمن إلى خارج الولايات المتحدة، خاصة كندا وفرنسا وبريطانيا.
قد يهمك ايضا
انتشار مكثف للجيش الأميركي أمام البيت الأبيض
صدامات أمام البيت الأبيض وحظر تجول في مدن كبرى على خلفية حادثة مينيابوليس
أرسل تعليقك