فيينا - سليم الحلو
عندما تقوم بالبحث عن غابات كثيفة لجبال الألب أبوان في شمال توسكانا، هناك بعض التلميحات عن القرى التي تقع في السفوح أعلاه، فقط عندما تبدأ في التجول في الطرق الضيقة المتعرجة تبدأ في اكتشاف مجموعات من البيوت وعلامات الحياة تظهر بجانب الطين، ويقع المنزل الذي يعد روعة في الديكور البسيط والمبهج في الوقت ذاته، في قرية من القرون الوسطى مونتيغيوري، ويتواجد على الخارطة العالمية بفضل طعام مطعم لو تري تيريز الذي تديره 'ماما' فيفيانا فيفياني، البيت من الحجارة المطلية باللون الأبيض التقليدي التابع لتصميم المستشار ستيفان هامل، وقد وضع على الباب الأمامي رسما مائيا له، مع 100 شخص من السكان على مدار السنة فقط في القرية، ليس هناك حاجة لوجود الباب
وبنيت القرية في الأصل من قبل الاتروريون على شكل سمكة، وهو ما له أهمية رمزية، ويلتف حول الجبل، واستكشاف ذلك يتطلب المشي بلطف عبر الحصى، ويقول هامل: "أشعر بالارتباط الفوري بأي شيء له علاقة بالعالم القديم عندما أكون هنا، فمن الناحية التاريخية، كان مكانا تجاريا بين الكلت والاتروريون ويمكنك الشعور بكل الناس الذين جاءوا من أجل العمل أو الحج. ويقع مذبح الكنيسة على بعد 15 قدم من بيتي، الذي بني على رأس قبر الأترورية، وهناك العديد من المذابح الحجرية مخبأة في الغابة. هناك طاقة في الهواء".
تاريخ المنزل يعود إلى القرن السابع، وعندما اشترى هامل الملكية في عام 1996، كان يتكون من ثلاث شقق ذات غرف مظلمة، ولم يوجد أي مساحة في الهواء الطلق. تخطيط هامل لإعادة تكوين المنزل كان عبارة عن ربط المستويات العليا والسفلى بدرج متعرج، وتجريد الجدران الداخلية وإضافة النوافذ التي ننظر بها إلى البحر البعيد، وفي عام 2003، قال انه اشترى بستان زيتون مجاور وشرفة، من لا كريا (رجال الدين)، والتي كانت تستخدم تاريخيا لتوفير الأموال اللازمة لمعاشات التقاعد للكهنة. أشجار الزيتون، المتجذرة إلى الجبل هبوطا، توفر لهامل الزيت على مدار العام حيث أن حصاد نوفمبر يوفر التين الوفير ومحاصيل اللوز.
هامل المعروف على ساحة التصميم العالمي، هو نصف نمساوي ونصف إيطالي، ويتحدث خمس لغات، قضى معظم حياته، 30 عامًا، في مهنة ربط الشركات المصنعة مع المواهب الإبداعية. وتشمل قائمة المتعاونين الحالية لازفيت، وشركة الزجاج التشيكي، وشركة براذرز التي يوجد مقرها في ساو باولو، وتنتج معه نافورة رخامية ضخمة، وذلك باستخدام الحجر من بيتراسونتا القريبة، واصفا نفسه بأنه "محفز العلامات التجارية"، فهو دبلوماسي بطبعه، ومؤنس للغاية مما يدفعك للتعرف عليه على الفور. بيته معبرا للغاية عن شخصيته، فعند دخولك إلى اليمين تجد درج منجد من الفضة مع جدران مغطاة باللوحات الفنية، وإلى الأمام مباشرة يوجد المطبخ المتواضع، وإلى اليسار توجد غرفة المعيشة، مما يؤدي للخروج إلى شرفة تطل على مناظر تفتن للمناطق الريفية المحيطة بها. وقد استوحى هامل الألوان في الداخل من الطبيعة المحيطة بها، ولكنه وضع بعض التغييرات لجعله مثيرا للاهتمام.
ومضات الفيروز المشرق والأخضر الزاعق في غرفة المعيشة هما مثال آخر على قدرة هامل على الجمع بين الألوان التي قد يخجل منها الآخرون. كما تحتوي على مساحة من اللوحات على الطراز الباروكي من قبل ابن عم هامل، الفنان رجا شاون رايخمان، ومؤثثة بعدة قطع من الكراسي الوردية، وفي الطابق الأول يوجد استوديو هامل، حديقة الشتاء وغرفة نوم للضيوف وحمام، مع ستارة الحمام المصنوعة من الفلورسنت والبلاستيك، وفي الطابق العلوي هو الفضاء الخاص بهامل، حيث غرفة النوم المطلية باللون الأبيض وحمام. ولد هامل في بانكوك لأب دبلوماسي، ثم عاش في فيينا قبل أن ينتقل إلى ميلان للعمل في صناعة التصميم في أواخر الثمانينات.
أرسل تعليقك