عزوز يؤكّد حرص المهندسين على التخطيط لبناء سورية مرة أخرى
آخر تحديث 22:59:15 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

أوضَح أنهم ينقذون تراثهم ويحافظون على هويتهم ويحمون تاريخهم

عزوز يؤكّد حرص المهندسين على التخطيط لبناء سورية مرة أخرى

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - عزوز يؤكّد حرص المهندسين على التخطيط لبناء سورية مرة أخرى

التخطيط لبناء سورية مرة أخرى
دمشق ـ نور خوام

حولت الحرب في سورية العديد من مدنها إلى ساحة للمعارك، حيث إن أماكن مثل حلب وحمص والرقة، تغير شكلها كليًا بعد تدمير معالمها المعمارية، وكذلك النزوح الجماعي للسكان، بسبب الحرب الوحشية، فقد كانوا محاصرين في منطقة حرب، يكافحون من أجل ممارسة أنشطتهم اليومية، كما كانوا عرضة للتفتيش في المناطق الأمنية، يعيشون مشوشون داخل وطنهم، ووسط الدمار الشمال، الذي أفقدهم إحساسهم بالانتماء إلى مدنهم التي اعتادوا معرفتها.

ونشرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية مقالًا لـ"عمار عزوز"، وهو باحث زائر في جامعة كامبردج، يتحدث فيه عن العمارة السورية المتوقعة بعد انتهاء الحرب، حيث قال،" تدخل الحرب السورية عامها الثامن، ولكن المهندسين المعماريين لا يمكنهم الانتظار لفتر ما بعد الحرب، ليتمكنوا من إعادة التخطيط لبناء المدن مرة أخرى، ولكنهم الآن ينقذون تراثهم ويحافظون على هويتهم ويحمون تاريخهم، حتى لا يتم محوه بسبب أعمال العنف".
عزوز يؤكّد حرص المهندسين على التخطيط لبناء سورية مرة أخرى

وأضاف،"ويحدث ذلك بطرق متنوعة، حيث يختبئ البعض المصنوعات اليدوية الثقافية في مقابر سرية لحمايتها من الهدم والنهب، يحاول آخرون إعادة بناء المنازل والأسواق المدمرة، وتوفير المأوى للسكان النازحين داخليًا، البعض يسافرون إلى بلدان أخرى، مثل لبنان والأردن وتركيا، لتلقي التدريب على أفضل الطرق لإنقاذ مدنهم وتراثهم".

وأوضح عزوز،"تمكنت الحرب من تغيير تفكير المهندسين المعماريين، في محاولة للاستجابة للديناميات المتغيرة لها، وكجزء من بحثي الخاص، تحدثت إلى المهندسين المعماريين السوريين داخل وخارج البلاد بشأن كيفية دعم العمل لإعادة بناء هذه المدن من بعيد، وظهرت العديد من الأفكار، بما في ذلك إنشاء برامج التوجيه، والتعاون البحثي مع الأكاديميين، وتوفير مواد تعليمية عبر الإنترنت بشأن الهندسة المعمارية، وإدارة المشاريع."
عزوز يؤكّد حرص المهندسين على التخطيط لبناء سورية مرة أخرى

وأشار، " كان أحد أكثر المواضيع شيوعًا هو الحاجة إلى الموارد لإعادة البناء، وإعادة تجميع المجتمعات المحلية، ونشرها باللغة العربية، فأنا أعمل الآن على مشروع ترجمة لعشرة أوراق إعلامية من مشروع (الصراع في المدن)، التابع إلى مركز أبحاث النزاعات الحضرية (UCR) في جامعة كامبريدج مع البروفيسور ويندي بولان، سيتم نشر المواد العربية بشكل علني في أوائل عام 2019، لتبادل المعرفة بشأن مواضيع مثل التجديد الحضري، وسياسة التراث، ودور المدن في الحد من الصراعات، ولكن يجب علينا أيضًا أن نتذكر ما هي إعادة البناء المستقبلية، لدى كل من المهندسين المعماريين والأكاديميين والسياسيين والاقتصاديين والمطورين جدول أعمالهم ومصالحهم الخاصة، وبالنسبة للبعض، فإن إعادة الأعمار هي فرصة مالية للاستثمار وكسب المال، بالنسبة للآخرين، فهي مكان للمصممين الأجانب لتجربة الأفكار الجديدة".

وتابع عزوز " توجد مخاوف بالفعل من أن آخر مشاركة في هذه الخطط والمحادثات الناشئة سيكون السوريون أنفسهم، وأن مثل هذه الخطط قد لا تضع السوريين في قلب إعادة الأعمار، وبعد كل شيء، العديد من المهتمين بإعادة الأعمار في سورية لا يعرفون إلا القليل عن البلد، وطريقة العيش، ومناظره الاجتماعية والثقافي، ولذلك يجب أن نتذكر أن أي بناء يحدث سيكون على أرض مغمورة بدماء الرجال والنساء والأطفال السوريين"، لافتًا، "كما يجب أن نكون حذرين من عدم وجود توازن في خطط إعادة البناء وبناء القدرة على التكيف الحضري، حيث قدرة المدينة وأنظمتها وسكانها على التكيف مع الصدمات والضغوط المختلفة".

واستطرد قائلًا، "في بعض المدن، تركز إعادة الأعمار والمرونة على عدد قليل من النقاط في المدينة، وتستفيد منها مجتمعات معينة فقط، فيتم تجاهل بعض المجتمعات المحرومة، وكما يشير خبير التصميم الحضري لورانس جيه فالي، فإن القدرة على التكيف غير المتوازنة تهدد قدرة المدن ككل على العمل اقتصاديًا واجتماعيًا وسياسيًا"، مضيفًا، " لكن هناك أيضا أمل، إذ يمكن للهندسة المعمارية أن تجلب إيجابيات ضخمة للمجتمع السوري المدمر، يمكن أن تكون رمزية وقوية عندما يكون لدى المهندسين المعماريين الفرصة لمواجهة التاريخ، بدلًا من محوه، عندما يمكن للهندسة المعمارية أن تساهم في خلق مساحات وأماكن للجميع، وليس فقط للنخبة".

وأوضح البروفيسور نيك بولوك، شرح في  كتاب "بناء عالم ما بعد الحرب "Building the Post-War World"، كيف أن إعادة البناء بعد الحرب العالمية الثانية، خلقت فرصة لروح الابتكار والتجريب المرتبطة بآمال العالم والهندسة الجديدة.

وأختتم قائلًا، "في سورية، مع هذه الخسارة الهائلة لنسيج المدن والريف، يبحث المهندسون المعماريون عن كيفية الحفاظ على العمارة السورية، فقد أكّد العديد من المهندسين المعماريين الذين تحدثت معهم على ضرورة بناء سورية جديدة للسوريين، من قبل السوريين، فهم لا يريدون تطبيق لغة معمارية دولية في مدنهم، أو خطة إعادة أعمار شبيهة ببيروت لا تعكس هوية البلد، وبدلًا من ذلك، فإنهم يتطلعون إلى هوية سورية من خلال الهندسة المعمارية ، تلك الهندسة المعمارية التي يمكن أن تجلب إحساسًا بالعدالة الاجتماعية والتماسك إلى جميع السوريين، إلى النازحين والفقراء والمحرومين، حيث إعادة بناء سورية للجميع".

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عزوز يؤكّد حرص المهندسين على التخطيط لبناء سورية مرة أخرى عزوز يؤكّد حرص المهندسين على التخطيط لبناء سورية مرة أخرى



GMT 04:59 2024 الثلاثاء ,24 أيلول / سبتمبر

علاقة مفاجئة بين شرب القهوة وبناء العضلات
 صوت الإمارات - علاقة مفاجئة بين شرب القهوة وبناء العضلات

GMT 15:23 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

تغير المناخ المستمر يشكل خطرًا على التوازن البيئي للطيور

GMT 17:51 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أشهر المطاعم العربية الحلال في جنيف

GMT 18:46 2013 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

"سوني" تطرح بلاي ستيشن 4 في عدد من الدول

GMT 13:10 2013 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

انطلاق المؤتمر الدولي للحد من الزئبق

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,01 شباط / فبراير

أفكار بسيطة لتجديد المنزل بأقل التكاليف الممكنة

GMT 23:13 2016 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

الإضاءة الداخلية عنوان في هوية المكان

GMT 20:50 2013 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

إنفاق 237 مليار دولار سنويًا لدعم الطاقة في الشرق الأوسط

GMT 05:53 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

إسطنبول مدينة رائعة تحضن كل الأمزجة التي تنبض بالحياة

GMT 09:41 2016 الأحد ,21 شباط / فبراير

بحث مشاريع الطاقة بين الأردن ومصر والعراق

GMT 19:07 2019 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

وفاة بطلة فيلم "لوليتا"

GMT 03:55 2019 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

إشادة كبيرة من الجمهور المشارك في حفل "الماسة كابيتال".

GMT 01:26 2019 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير تشيز كيك التفاح بطريقة سهلة وبسيطة

GMT 10:14 2019 الخميس ,06 حزيران / يونيو

إخراج عنكبوت صغير مِن أعماق أذن امرأة فيتنامية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates