سيراييفو التي دمرت حرب الصرب معالمها تصبح ملتقى للسياح من أصقاع العالم
آخر تحديث 16:03:23 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

عاصمة البوسنة تحاول اليوم أن تنبش في جمالها وتتطلع الى مستقبل واعد

سيراييفو التي دمرت حرب الصرب معالمها تصبح ملتقى للسياح من أصقاع العالم

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - سيراييفو التي دمرت حرب الصرب معالمها تصبح ملتقى للسياح من أصقاع العالم

جزيرة كركلا حيث ولد ماركو بولو
سيراييفو - جاد منصور

نجت مدينة "سراييفو" من الفيضانات والحرائق، بعد أن عاشت أشهرًا لا نهاية لها من قصف ونيران القناصة الصرب، فخرجت عاصمة البوسنة كسيدة مشوهة من صراع دام لأكثر من عقدين من الزمن أنتج أسوأ الفظائع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، وتحاول اليوم أن تنبش في جمالها وتتطلع الى المستقبل، فيما احدى قدميها لا تزال في الماضي.

وتنتشر في جميع أنحاء المدينة وعلى ارصفتها "روز سراييفو" التي لونت فيها حفر قذائف الهاون بالأحمر في ذكرى الالاف من الأرواح التي قضت في الحرب. ولا تغيب ذكرى حرب التسعينات عن التجارة، فمحلات الهدايا التذكارية مليئة بأقلام الحبر المصنوعة من أغلفة القذائف القديمة.

ويتجلى الخبر السار للزوار أنه على الرغم من تفكير مسلمي صربيا والبوسنة وكرواتيا بعضهم البعض، إلا أن الزوار سيحظون بالترحيب الحار، في ما سيتمتعون بالسلام والاستمتاع في الكثير من الأماكن التي نجت من الحرب وخصوصا في البوسنة.وتجلب هذه الدول التي مزقتها الحرب السياح. فبالإضافة الى الايرادات التي تجنيها السياحة والتي تحتاجها هذه الدول، فان السكان المحليين يرون في تدفق السياح كإعلان رسمي بأن بلادهم آمنة بما فيه الكفاية كي تستقبل زوارًا أجانب مرة أخرى، والاهم من ذلك انها تعيش أخيرا بسلام.

ويتسم الجو في مدينة سراييفو في هذا الوقت من السنة بالبرودة ولكنه مشمس، ويستطيع السياح التنزه على طول ضفاف نهر "ميلياكا" المتدفق بسرعة، في جو سليم وجميل لدرجة يصعب عليهم تصديق ان هذه المدينة عانت من أطول حصار في التاريخ الحديث.

وانضمت البوسنة والهرسك في عام 1991 الى عدد من جمهوريات يوغوسلافيا السابقة وأعلنت استقلالها، مما اثار حربا أهلية استمرت لأربع سنوات. ويحتشد السياح بالقرب من جسر اللاتين لالتقاط صور فوتوغرافية على زاوية الشارع، وهو المكان الذي اغتال فيه في أواخر حزيران/يونيو من عام 1914 البوسني الصربي البالغ من العمر 19 عاما جافريلو برينسيب الأمير المجري فرانز فرديناند وزوجته، والذي أدى لاندلاع الحرب العالمية الاولى.

وتبدو أحياء وشوارع وسط مدينة "سراييفو" مألوفة بسبب متابعة العديدين لأخبار البلد من خلال محطات التلفزيون في التسعينات، والتي كان يظهر فيها قناص الزقاق بينما يركض السكان المحليين في ظل مشاهد من المسلحين الصرب الذين يطلقون النار على المدينة من التلال المحيطة.  ويمكن للسياح أيضا زيارة موقع مذبحة كبيرة حصلت عندما أصاب هجوم بقذائف الهاون الصربي طابورًا للمواطنين المتجمعين للحصول على الخبز.

سيراييفو التي دمرت حرب الصرب معالمها تصبح ملتقى للسياح من أصقاع العالم

وتعرض وسط مدينة "سراييفو" خط المواجهة في البوسنة في الحصار الذي امتد 44 شهرا على المدينة التي قتل فيها 100 الف شخص، وهو عبارة عن خط من الاشجار زرع بدل الأشجار الأصلية التي قطعها الجنود والسكان المحليون لجمع الحطب والتدفئة وطهي الطعام، فيما الأشجار القديمة تدل على خط العدو لأن القوات الصربية كانت تملك الكهرباء في ذلك الوقت ولا تحتاج لقطع الاشجار.

وتملك المدينة "متحف نفق" الامل الذي يضم أجزاء من النفق السري الذي كان شريان الحياة في المدينة خلال فترة الحرب، وتظهر خريطة بالقرب من مدخل المعرض كيف استطاع النفق بعرض 5 أقدام وارتفاع 3 أقدام وبطول 930 ياردة أن يدعم المدينة المحاصرة وينقذ من بقى فيها.

وكان البوسنيون المحليون يضطرون أحيانا الى السباحة في المياه حاملين الصحف والوقود والأسلحة. وبالقرب من المتحف يقع فناء كبير يعتبر مركز سراييفو الذي تم ترميم جزء كبير منه وجدد شبابه مع المقاهي الانيقة والحانات.

وتمثل المدينة مزيجًا من التاريخ المعماري العثماني والمباني النمساوية المجرية وسط الابراج والمآذن، وتعرف أيضا بأنها قدس أوروبا وذلك بفضل الكاتدرائيات والمساجد والكنائس التي تقف جبنا الى جنب . وهناك أيضا مراكز التسوق الجديدة بالقرب من المباني السكنية التي تعود للحقبة الشيوعية.

وتؤدي معظم الطرق الى القلب القديم لسراييفو وهو الحي العثماني القديم الذي تنتشر فيه رائحة التوابل في الازقة التي بنيت في القرن ال15 مثل شارع "باسكارسييا" والبازار العثماني القديم في "ستاري غراد". وسرعان ما يضل السياح طريقهم في شوارع القرون الوسطى التي تلف واحدة من أكبر الأسواق في العالم حيث المقاهي الى جانب ورش الذهب والفضة والنحاس والأكشاك الصغيرة حيث يشحذ المحليين سكاكينهم.

وتمتاز المدينة بأطعمتها اللذيذة التي تقدم في المطاعم المحلية مثل "سيفابي" الذي يتكون من عجينة محشوة باللحم البقري المفروم مع البصل والجبن، ويتشجع أصحاب المطاعم دائما في جو حميم للحديث عن تجاربهم في الحرب، فيما الجميع يتناول حساء الكرفس والفلفل ويتناولون المشروبات المحلية.

وتتذكر احدى مالكات المطاعم كيف فرت مع ابنتها من المدينة في ليلة عندما بدأ القصف وتقول " في ذلك اليوم ضربت القنبلة الجسر، فخرج الجميع الى الشوارع وشرعوا بالبكاء." وأصبح دمار الجسر رمزا من أيام الحرب وهو موضوع في بلدة التراث العالمي موستار.

سيراييفو التي دمرت حرب الصرب معالمها تصبح ملتقى للسياح من أصقاع العالم

سيراييفو التي دمرت حرب الصرب معالمها تصبح ملتقى للسياح من أصقاع العالم

ويمتاز الريف البوسني بوديانه الخلابة وطرقه الفارعة سلسة المشي، ويشتهر أيضا بنهر "نبريتفا" الاخضر ووديانه ذات الحجر الجيري، وتعود طرق الريف الى عهد الرئيس تيتو الذي كان يعتبر من بين أفضل المهندسين المدنين في يوغوسلافيا والعالم، فيما تتوزع على جانبي النهر منازل جديدة تقف جنبا الى جنب مع منازل قديمة حرقتها النيران أو اخترقها الرصاص، مع أشجار تحاول أن تنمو من خلال جدرانها.

وتعتبر مدينتا سراييفو وموستار الأماكن الفاخرة في جولة البوسنة والهرسك، ويمكن للسياح زيارة ساحل "دلماسي" في كرواتيا من خلال سيارة مرسيدس بنز فاخرة لديها "واي فاي"  مجاني، ويستطيعون التوقف في الطريق الى موستار لتناول الطعام بجوار النهر في مطعم "زدرافا فودا" الذي يتخصص باللحم الضاني.

وتقدم مدينة موستار لمحة من جمال البوسنة، وبني فيها الجسر المشهور "ستاري موست" الحجري في القرن ال16 ودُمر في ذروة الحرب في عام 1993، ثم أعيد بناؤه باستخدام الحجارة الاصلية.

وتقع "فيلا لوكا" في الجزيرة الكرواتية كركلا، التي تعتبر مكانا هادئا يمكن تناول الأسماك على العشاء فيه والتمتع بـ"الايس كريم" والمشي سيرا على الاقدام بين كاتدرائية كركلا والمتحف وقصر المطران وأنقاض منزل ماركو بولو، والاستمتاع بالميناء التاريخي "سبلت" الذي بني حول قصر دقلديانوس الروماني في القرن الرابع.

وتحيط بمدينة دوبروفنيك الاسوار من القرون الوسطى. وتقع في كرواتيا ولديها مجموعة من الكنائس الجميلة وتعرف باسم " لؤلؤة البحر الأدرياتيكي" وهي مكان جاذب للسياحة وتزدحم بالسياح، وتعج بركاب الرحلات البحرية للسفن، فيما صور بعض من المسلسلات والأفلام المشهورة فيها مثل "لعبة العروش".

وتصف المرشدة السياحية ايدا بيكوتيك تجربتها عن الحرب قائلة " لم نذهب الى المدرسة لمدة عام، وكل ما فعلناه أننا جلسنا في الملاجئ ولعبنا الورق، لن تصدقوا كيف نشأ جيل كبير من لاعبي البوكر الكروات."

سيراييفو التي دمرت حرب الصرب معالمها تصبح ملتقى للسياح من أصقاع العالم

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سيراييفو التي دمرت حرب الصرب معالمها تصبح ملتقى للسياح من أصقاع العالم سيراييفو التي دمرت حرب الصرب معالمها تصبح ملتقى للسياح من أصقاع العالم



GMT 02:51 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان يوسع صلاحيات الجيش في مطار رفيق الحريري لتجنب إقفاله

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - صوت الإمارات
ظهرت الفنانة إلهام شاهين في افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي، وهي مرتدية فستانا أزرق طويلا مُزينا بالنقوش الفرعونية ذات اللون الذهبي.وكشفت إلهام تفاصيل إطلالتها، من خلال منشور عبر حسابها بموقع التواصل "فيسبوك"، إذ قالت: "العالم كله ينبهر بالحضارة الفرعونية المليئة بالفنون.. وها هي مصممة الأزياء الأسترالية كاميلا". وتابعت: "تستوحى كل أزيائها هذا العام من الرسومات الفرعونية.. وأقول لها برافو.. ولأن كثيرين سألوني عن فستاني في حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.. أقول لهم شاهدوه في عرض أزياء camilla". يذكر أن فستان الفنانة المصرية هو نفس فستان الكاهنة "كاروماما" كاهنة المعبود (آمون)، كانت الكاهنة كاروماما بمثابة زوجة عذراء ودنيوية للمعبود آمون. وهي ابنة الملك (أوسركون الثاني) الذي حكم مصر خلال الأسرة الـ 22...المزيد

GMT 21:53 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شرطة دبي تسلط الضوء على استشراف مستقبل المناطق السكانية
 صوت الإمارات - شرطة دبي تسلط الضوء على استشراف مستقبل المناطق السكانية

GMT 11:36 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

فندق النحل في لندن أغرب مناطق العالم وأكثرها لمعانًا

GMT 05:26 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

عالم بريطاني يكشف أنّ "الوقواق" طائر مخادع وذكيّ

GMT 08:32 2018 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

هيونداي تكشف عن سيارتها "H1 2018" بتحديثات جديدة

GMT 17:31 2016 الجمعة ,04 آذار/ مارس

بلوزة الغرب الأميركي تعود بقوة

GMT 23:56 2016 السبت ,25 حزيران / يونيو

الكنافة "حلويات شامية"

GMT 05:26 2019 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

يوفيتش خارج قائمة ريال مدريد لمواجهة إيبار
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates