في الوقت الذي انهار فيه الإقبال على المزارات السياحية الشهيرة في رواند بسبب جائحة كورونا، إلا أن محميات الغوريلا الجبلية "أيقونة أفريقيا السياحية" أبقت قطاع السياحة في البلد الأفريقي ثابتا على قدميه.وبحسب بيانات رسمية، تراجع عدد الزائرين لرواندا تحت وطأة الإغلاق وتدابير الحجر الصحي بنسبة 54% خلال مارس/آذار الماضي، و100% في أبريل/نيسان ذروة تفشي كورونا عالميا.وخلال الربع الأول من 2020، سجلت عائدات السياحة تراجعا بنسبة 35%، مقارنة بنفس الفترة من 2019، بحسب المعهد الوطني للإحصاء في رواندا.
وبدأ قطاع السياحة في رواند يلتقط أنفاسه تدريجيا مع إعادة فتح محميات الغوريلا الجبلية، حيث يأمل صناع السياحة في البلاد ووكالات السفر الآن في بداية تعافي واعدة للقطاع، بعد أن خففت رواندا بدءا من 18 يونيو/حزيران الماضي القيود على السفر السياحي بعد نحو 3 أشهر من الإغلاق.
وبدأت وكالات السفر بتقديم عروض ترويجية منخفضة لجذب السياح إلى الغابات الشهيرة للغوريلا الجبلية، محرك السياحة في رواندا بجانب رحلات السفاري.
وتدين رواندا بشهرتها كوجهة سياحية جاذبة شرق القارة، للغابات المطيرة والحدائق الوطنية والمحميات البرية ولا سيما الموطن الأصلي لحيوانات الغوريلا.
وتقدر السلطات أعداد ما تبقى من هذه الفصيلة النادرة للغوريلا الجبلية بنحو ألف بما في ذلك المتواجدين في أوغندا والكونغو الديمقراطية المجاورتين. وعلى ندرتها فإن وكالات السفر في رواندا تمنح الزائرين فرصة التقاء الغوريلا وجها لوجه في معقلها الطبيعي.
ويعد مجلس التنمية في رواندا من أبرز الجهات الناشطة دوليا بمعية شركائه من المجتمع المدني المحلي، لحماية الغوريلا الجبلية من خطر الانقراض.
وتخصص السلطات سنويا احتفالية "كويتا ايزينا" للتعريف بهذه الجهود ودعمها وسط حضور مشاهير ونجوم عالميين، لكن قد يتسبب الوباء بإلغاء الاحتفالية هذا العام.
آمال انتعاش السياحة
ومع تدفق أولى الرحلات الجوية المستأجرة، سجلت رواندا في النصف الثاني من يونيو/حزيران الماضي زيادة مطردة في عدد الحجوزات إلى متنزهات الغوريلا الجبلية ورحلات السفاري والممرات المعلقة في الغابات.
وقالت بليز كاريزا مديرة مكتب السياحة الرواندية لصحيفة "ذا نيو تايم" المحلية "بعد أسبوع واحد من استئناف أنشطة السياحة تبدو المؤشرات جيدة. حقيقة هي جيدة".
وبسبب إجراءات الوقاية من فيروس كورونا فقد حددت السلطات عدد الزائرين يوميا إلى حديقة "فولكان الوطنية" بنحو 69 زائرا يقودهم مرشد سياحي. وتقع الحديقة التي تعد آخر معقل آمن في العالم للغوريلا الجبلية، شمال غرب البلاد قرب مدينة روهانجيري على بعد 120 كيلومترا شمالي العاصمة كيجالي.
وقالت كاريزا "لدينا 42 حجزا مؤكدا من بينهم عدد كبير من السياح الأجانب. وهذا يعني أن الناس يقبلون على رحلات استكشاف الغوريلا الجبلية".
وأوضحت المسؤولة أن الحديقة الوطنية نيوجوي التي تستقطب هواة الرحلات المعلقة، عادت إليها الحياة من جديد مع قدوم أول 4 سياح من ذوي الخبرة فيما وصل 16 سائحا أيضا إلى الحديقة الوطنية أكاجيرا على الحدود مع تنزانيا، حيث تنتشر الغابات والمستنقعات والجبال المنخفضة والسافانا والحيوانات البرية.
ولحجز زيارة إلى الغوريلا الجبلية حددت السلطات تعريفة للسياح الأجانب بـ1500 دولار تخصم منها 10% لتمويل مشروعات للتنمية المحلية فيما يذهب الباقي لتمويل جهود الحفاظ على الغوريلا وحماية بيئتها.
وقد يهمك أيضا" :
أرسل تعليقك