سُبل تفادي الاكتئاب لدى مُصابي التوحّد أثناء الحجر المنزلي بسبب كورونا
آخر تحديث 16:03:23 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

التواصل إلكترونيًّا مع الأصدقاء والموسيقى مِن بين الحلول

سُبل تفادي الاكتئاب لدى مُصابي التوحّد أثناء الحجر المنزلي بسبب "كورونا"

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - سُبل تفادي الاكتئاب لدى مُصابي التوحّد أثناء الحجر المنزلي بسبب "كورونا"

التوحد
دبي - صوت الامارات

يعد "التوحُّد" على سبيل المثال من بين الأمراض التي لا يعرف كثيرون عنها، إلا في حالة إصابة قريب لهم به، وسمعت الكثير عن التوحُّد من أصدقاء يتعاملون مع التوحد بوعي ويتفهمون وضع أطفالهم، ويتكيفون مع المرض عن طريق تثقيف أنفسهم وتقديم الأفضل لهم.

وأول ما يجب أن نعرفه عن التوحد هو أهمية الروتين والتكرارية لدى المصابين بالتوحد، ومنذ أن ضرب وباء «كورونا» العالم، وأنا أفكر بالمصابين بالتوحد وهم محجورون في البيوت بعيداً عن مدارسهم وأصدقائهم ومعلميهم، وشعرت بأنه من الضروري تسليط الضوء على هذا الموضوع لأنه مهم، وإهماله قد يؤدي إلى الاكتئاب والتوتر.

وللاستطلاع على سبل وحلول الحجر المنزلي لدى المصابين بالتوحد، اتصلت «الشرق الأوسط» بالدكتورة ميراي نعمة الاختصاصية النفسية والمتخصصة في مرض التوحد في المملكة المتحدة التي استهلّت حديثها بشرح سريع للتوحد الذي وصفته بأنه من أنواع الاضطرابات في النمو التي تكشف عن نفسها من خلال التواصل والتفاعل الاجتماعي، وعبر الاهتمامات المقيدة أو المتكررة. وهو في واقع الأمر عبارة عن مجال

واسع للغاية، حيث يعاني فيه بعض الأفراد من صعوبات بالغة في التعلُّم، في حين أن بعض الأفراد الآخرين، وغالباً ما يُشار إلى حالتهم بتشخيصها بمرض «متلازمة أسبرجر» (هي إحدى اضطرابات طيف التوحد)، يستطيعون التعبير عن أنفسهم، ورغم ذلك ربما يواجهون قدراً من التحديات الاجتماعية في التفاعل الاجتماعي مع الآخرين.
فيستند تعريف مرض التوحد في «الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية» من الفئة الخامسة إلى خمسة معايير رئيسية: العجز المستمر في التواصل والتفاعل الاجتماعي، السلوكيات أو الاهتمامات المقيدة و/ أو المتكررة، الأعراض التي تظهر في المعتاد في سن مبكرة، لا يمكن تفسيره بصورة أفضل بأنه إعاقة ذهنية، الأعراض التي تتسبب في الإعاقة/ العجز الإكلينيكي في البيئات الاجتماعية مثل العمل أو المدرسة.
تقول الدكتورة نعمة إن الأطفال المصابين بالتوحد يختلفون للغاية عن غيرهم. قد يواجه بعضهم تحديات تواكب التغييرات الطارئة على الجدول اليومي المعتاد، وهناك أطفال آخرون يمكن تلقينهم المزيد من المرونة في التواصل والتفاعل، وربما تنمو لدى بعض الأطفال احتياجات طبية معينة أو ذات صلة بصعوبات التعلم مع قدر من هذه التحديات.
وتختلف الاستجابة إلى حالة الإغلاق الراهنة لدى كل طفل مصاب بمرض التوحد تماماً كما تكون مختلفة لدى أي طفل طبيعي غير مصاب بالأعراض ذاتها. وبالنسبة إلى بعض الأطفال، يمكن مساعدتهم بالاستعانة بالجداول الزمنية المرئية، والإرشادات والتوجيهات، وغير ذلك من الجهود. وعلاوة على ما تقدَّم، فإن فكرة أن الأطفال المصابين بالتوحد ليسوا دائماً ودودين أو يستجيبون للمسات ليست هي الحالة على الدوام؛ فإنه يمكن طمأنة أو إراحة الأطفال المصابين بالتوحد بالطريقة ذاتها التي تطمئن أو تريح العديد من الأطفال الآخرين سواهم. وقد يتفهم الأطفال، ممن طوروا نوعاً من القدرات عند نهاية طيف التوحد، ما إذا كانوا كباراً بدرجة كافية تسمح لهم بتفهم الحالة المرضية التي يعانون منها، مما يتيح لهم قدراً من الأمان، بالاعتماد على الوالدين أيضاً إذا جرى إعدادهما وترتيب الأمور معهما من حيث كيفية التعامل مع الأطفال.
وتابعت الدكتورة نعمة بأن الأطفال المصابين بالتوحُّد لهم اهتماماتهم الخاصة. وربما تكون (أو لا تكون) لهذه الاهتمامات المقْدِرة على الاستمرار داخل المنزل؛ فبعض الأطفال يفضل اللعب بالقطارات أو المكعبات، وهذه من الألعاب التي يمكن ممارستها داخل المنزل. ويفضل بعض الأطفال الآخرين الشعور الحسي بالتأرجح والانطلاق، وهذا من الأمور الأكثر صعوبة خلال حالة الإغلاق الراهنة.
وحسب رأي دكتورة نعمة، فالقصص الاجتماعية، والروايات المرئية، والعلاج باستخدام الموسيقى، والأنشطة المائية تكون مفيدة. وتابعت: أشجّع الوالدين على السماح للأطفال المصابين بالتوحُّد بالتفاعل المستمر مع الأصدقاء عبر تطبيقات «زووم»، أو «تيمز»، لا سيما مع ازدياد شعورهم بالضيق والسأم لطول فترة الوجود في المنزل أثناء الإغلاق.

وتندرج دراسة مرض التوحد تحت مجال العلوم المعروفة بعلم النفس. غير أن ذلك لا يعني أنه يمكن زيارة أي اختصاصي في العلاج النفسي أو في صعوبات التخاطب والحديث إليه عن طفل مصاب بالتوحد، حيث إن مرض التوحُّد «النمائي» (أي التوحُّد المرتبط بالنمو) هو مجال محدد من مجالات الدراسة العلمية. وعلاوة على ذلك، فإن التدخلات التعليمية ذات الصلة بمرض التوحد تندرج في واقع الأمر تحت فئة المناهج السلوكية. كما أن تشخيص «اضطرابات طيف التوحد» يحتاج في المعتاد إلى طبيب الأطفال المتخصص في علاج مرض التوحد أو الطبيب النفسي المدرَّب على التعامل مع حالات التوحد.

يمكن للطفل المصاب بالتوحد أن يبوح على الفور ما إذا كان يشعر بالاستياء من عدمه، نظراً لأنه لا يعرف كيف يُخفي مشاعره عن الآخرين، وذلك إما من خلال نوبة شديدة من نوبات الغضب الواضحة، أو الضرب، أو العض، أو الصراخ، أو أي وسيلة أخرى يعرب بها عن إحساسه بالغضب.

وتشتمل التدخلات على «العلاج بالكلام واللغة»، أو العلاج الوظيفي، أو العلاج الطبيعي، أو العلاج باللعب، أو العلاج بالنظام الغذائي، وهي على رأس قائمة مطولة من المناهج السلوكية المعتمدة في علاج مرض التوحد.

وتقول الدكتورة نعمة: «في تقديري الشخصي لمرض التوحد، أنه في حين وجود احتياجات معينة، فإن الأمر يتعلق في بعض الأحيان بمعاونة الآباء على كيفية التأقلم والتعامل. فمن المعروف أن تمكين الآباء وموفري الرعاية يُعدّ جزءاً كبيراً من الإجابة عن التساؤل السابق عند التعامل مع الأطفال المصابين بالتوحد لديهم؛ إذ إن وجود طفل مصاب بـ(اضطرابات طيف التوحد) يزيد من الأعباء التي تثقل كاهل الوالدين، أو أحدهما، في محاولته المستمرة للتربية السليمة، مع المقدرة على مواكبة التدخلات الصحية والتعليمية المتنوعة. وهم دائماً ما يكونون على تواصل مستمر مع مجموعة واسعة من المختصين المحترفين لمتابعة الأمر».

وعن العلامات الدالّة على أن الطفل المصاب بالتوحد يعاني شكلاً من أشكال الاكتئاب بسبب حالة الإغلاق الراهنة ترد الدكتورة نعمة: «إذا كان الطفل المصاب بالتوحد قادراً على التعبير الشفهي عن نفسه، فإنه يمكنه الإعراب عن مشاعره، وربما يمكنه القول إنه يشعر بالحزن. وتكون الأمور أكثر صعوبة بالنسبة إلى الطفل المصاب بالتوحُّد وغير القادر على التعبير الشفهي، ورغم إمكانية الاستعانة ببعض نظم التواصل المعززة، مثل (نظام التواصل بالصور المتبادلة)، أو نظام Proloquo2Go(وهو نظام للتواصل قائم على استخدام الحاسوب)، أو نظام (ماكاتون)، أو غير ذلك من النظم».

وتختلف العلامات الدالّة بين طفل وآخر (مثل الضرب، أو العض، أو جذب الملابس، أو وضع مختلف الأشياء في الفم، أو غير ذلك من التصرفات). وقد تظهر بعض الأعراض الجسدية أيضاً، مثل التعرق، والتململ، التي تُعتبر جزءاً من تلك السلوكيات.

وعن سؤالها عن العلاجات المتاحة تقول الدكتورة نعمة: «نلاحظ غياب الكثير من الأدلة التي تثبت فعالية العقاقير الدوائية في علاج (اضطرابات طيف التوحد)، رغم محاولات بعض الجهات إثبات عكس ذلك بغية استغلال الآباء الذين يعانون من عبء التعامل مع مرضى التوحد لديهم».

وختمت الدكتورة نعمة حديثها بالقول: «أخيراً، أود أن أقول إنني أرى دوراً معتبراً في المجتمع لأولئك المصابين بـ(اضطرابات طيف التوحد)، إذ يملك بعض الأطفال المصابين بـ(اضطرابات طيف التوحد) مهارات خاصة، أو هي مختلفة يمكن الإعراب عنها في الرياضيات، أو المهارات المكانية، أو الفنون، أو الهندسة، أو علوم الحواسيب، وغير ذلك من مجالات الحياة. ولقد بدأت بعض الشركات المعروفة في إدراك الدور المعتبر للبالغين المصابين بـ(اضطرابات طيف التوحد) في مجالات البرمجة أو في مجالات أخرى».

هؤلاء الأطفال مُـخـتـلفون للغاية، ويجلبون ثراءهم الخاص بهم إلى العالم من حولهم. وتعد احتياجاتهم إبان الإغلاق الراهن مماثلة لاحتياجات الأطفال الطبيعيين الآخرين، سواء بسواء، وربما يكون أسلوب مساعدتنا لهم على التكيف والتعامل والتأقلم هو الأمر المختلف ليس إلا.

قد يهمك ايضا
دراسة مثيرة للجدل تربط الجلوس أمام الشاشات بأعراض تشبه التوحد لدى الأطفال

ما هي العلامات التي تدلّ على وجود التوحُّد عند الأطفال؟

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سُبل تفادي الاكتئاب لدى مُصابي التوحّد أثناء الحجر المنزلي بسبب كورونا سُبل تفادي الاكتئاب لدى مُصابي التوحّد أثناء الحجر المنزلي بسبب كورونا



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - صوت الإمارات
ظهرت الفنانة إلهام شاهين في افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي، وهي مرتدية فستانا أزرق طويلا مُزينا بالنقوش الفرعونية ذات اللون الذهبي.وكشفت إلهام تفاصيل إطلالتها، من خلال منشور عبر حسابها بموقع التواصل "فيسبوك"، إذ قالت: "العالم كله ينبهر بالحضارة الفرعونية المليئة بالفنون.. وها هي مصممة الأزياء الأسترالية كاميلا". وتابعت: "تستوحى كل أزيائها هذا العام من الرسومات الفرعونية.. وأقول لها برافو.. ولأن كثيرين سألوني عن فستاني في حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.. أقول لهم شاهدوه في عرض أزياء camilla". يذكر أن فستان الفنانة المصرية هو نفس فستان الكاهنة "كاروماما" كاهنة المعبود (آمون)، كانت الكاهنة كاروماما بمثابة زوجة عذراء ودنيوية للمعبود آمون. وهي ابنة الملك (أوسركون الثاني) الذي حكم مصر خلال الأسرة الـ 22...المزيد

GMT 21:53 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شرطة دبي تسلط الضوء على استشراف مستقبل المناطق السكانية
 صوت الإمارات - شرطة دبي تسلط الضوء على استشراف مستقبل المناطق السكانية

GMT 21:34 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29
 صوت الإمارات - غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 11:36 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

فندق النحل في لندن أغرب مناطق العالم وأكثرها لمعانًا

GMT 05:26 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

عالم بريطاني يكشف أنّ "الوقواق" طائر مخادع وذكيّ

GMT 08:32 2018 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

هيونداي تكشف عن سيارتها "H1 2018" بتحديثات جديدة

GMT 17:31 2016 الجمعة ,04 آذار/ مارس

بلوزة الغرب الأميركي تعود بقوة

GMT 23:56 2016 السبت ,25 حزيران / يونيو

الكنافة "حلويات شامية"

GMT 05:26 2019 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

يوفيتش خارج قائمة ريال مدريد لمواجهة إيبار

GMT 22:56 2015 السبت ,04 تموز / يوليو

تسريب صورة جديدة للهاتف "غالاكسي A8"

GMT 09:15 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

القطيفة والتريكو نجوم موضة 2016

GMT 08:44 2015 السبت ,10 كانون الثاني / يناير

"بيفرلي هيلز" تكشف النقاب عن مفاجأة جديدة لعملائها

GMT 08:49 2013 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

طرد بريدي يثير الذعر في مبنى السفارة الأميركية في قيرغيريا

GMT 17:18 2013 السبت ,27 إبريل / نيسان

نماذج إسلامية معاصرة بإبداع الإسكندرية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates