يظلّ الفنان المصري الراحل محمد فوزي رمزًا للإلهام الفني وقدوة لجميع الفنانين الذين لم يعاصروه؛ فلم يكن مطربًا وملحنًا عظيمًا فقط، بلّ كان أيضًا نابغة للعصر الذي ولد فيه، وحتى يومنا هذا نرى أنَّ المطربين الشباب يتصارعون من أجل إعادة تسجيل أغنياته التي اشتهر بها أو الأغاني التي لحنها لزملائه قبل وفاته.
وتغنى جميع نجوم الأغنية المصرية خلال ثمانينات القرن الماضي بأغاني وألحان فوزي خلال مسيرتهم الفنية، أمثال: علي الحجار، ومحمد الحلو، ومحمد ثروت وإيمان البحر درويش.
ولم تتوقّف المسيرة عند مطربي تلك الفترة فقط، بل أنَّ جيل الشباب خلال فترة التسعينات والألفية لم ينس فوزي وأعاد توزيع أغانيه لكي يغنيها مرة أخرى.
ومن أبرز المطربين الذين سعوا بكل جدية لتخليد اسم الراحل محمد فوزي، المطرب حميد الشاعري الذي قرر العام 1996 أنَّ يطرح ألبومًا غنائيًا بالتعاون مع شركة ميجا ستارز للفنان محمد فوزي، وأطلق عليه اسم "حلاوتك يافوزي" وتضمن الألبوم 6 أغنيات كان الراحل قد غناها ولحنها، وأعاد حميد خلال الألبوم توزيعها لكي تتماشى مع عصر الأغنية الحديثة وتضمن الألبوم أغنيات: يا مصطفى، حبيبي وعينيه، تملي في قلبي، ماما زمانها جاية، يوم الخميس وفطومة.
وعن فوزي يؤكد حميد الشاعري: "لم يكن لدي الحظ أنَّ أعيش يومًا واحدًا في العصر الذي عاش فيه الراحل محمد فوزي، وأنَّ أعايش هذا الراحل العظيم، الذي أرى أنه واحد من أهم الذين وضعوا مكانة للأغنية المصرية، وخاصة أغنية الطفل والأغنية الخفيفة التي لم نر في جمالها منذ أنَّ رحل فوزي عن دنيانا".
وأضاف :" فكرة طرح ألبوم لفوزي في التسعينات لم أكن أقصد منها مكسبًا ماديًا أو شيئًا من هذا القبيل، ولكنني خلال تلك الفترة قرّرت مع الشركة المنتجة أنَّ نكرّم أربعة مطربين أثروا الحياة الغنائية العربية بأعمالهم الخالدة، ولذلك لم يكن أمامي إلا أنَّ اختار العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ وفريد الأطرش وموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب ومحمد فوزي.
بينما نرى أيضًا أنَّ المطرب حمادة هلال يعد واحدًا من أكثر المطربين الذين يعشقون الراحل محمد فوزي، وقد أظهر هلال ذلك عندما أعاد تقديم أغنيات ماما زمانها جاية وذهب الليل طلع الفجر مرة أخرى، ويصف حمادة هلال فوزي: "يشبّهني البعض كثيرًا بمحمد فوزي خلال أعمالي السينمائية الأخيرة، ذكروا أنَّ خفة دمي وحبي للأطفال تتشابه معه ولكني أرى أنَّ محمد فوزي فنان لا يعوض مرة أخرى، ولا يوجد شبيه له ولن يظهر سواء في خفة دمه أو عظمته خلال أعماله الفنية التي تركها لنا بعد رحيله".
وأضاف: "عشقي لفوزي ليس فقط هو الذي جعلني أعيد أغانيه القديمة التي غناها للأطفال ولكن عليّ أنَّ اعترف أنه واحد من المطربين القلائل الذين بسببهم تمنيت في يوم من الأيام أنَّ أكون مطربًا مثلهم؛ ففوزي كان يمثل لي حالة استثنائية في حياتي وسيظلّ كذلك وكل ما أتمناه أنَّ تظل أعماله خالدة مدى الدهر".
ومن المطربين الذين اعترفوا بحبهم وافتخارهم بإعادة أغاني الراحل فوزي، المطرب هشام عباس الذي أعاد أغنية ماما زمانها جاية مرة أخرى، وكان يقدمها بشكل دائم في حفلات الأطفال والبرامج التلفزيونية.
وحاول هشام كثيرًا منذ سنوات طرح أغنية "ماما زماتها جاية" خلال أحد ألبوماته لكي يتم توثيق الأغنية بصوته، وكاد يفعل ذلك خلال طرح ألبوم "ماتبطليش" العام 2010، ولكن لبعض الظروف الخاصة بالعقود استبدلها عباس بأخرى للأطفال وهي "طول ما أنت بخير".
ويؤكد عباس: "لم أسمع في حياتي صوتًا يعني للأطفال مثلما فعل الراحل محمد فوزي؛ فهذا العملاق كان صوته مليئًا بالأحاسيس ونادر ما نرى أنَّ يظهر مطرب جديد يمتلك خامة صوت فوزي خاصة في أغاني الأطفال التي تفوق فيها، حاولت كثيرًا منذ فترة ظهوري في عالم الغناء أنَّ أسعى لتقديم أغنية للأطفال في جمال أغنية "ماما زمانها جاية" ولكن حتى الآن لم أنجح في إيجاد أغنية واحدة تجمل الجمال والقيمة التي قدمها لنا فوزي خلال تلك الأغنية الخالدة".
وأيضًا لم ينس المطرب إيهاب توفيق أنَّ محمد فوزي كان له فضل كبير عليه من أجل دخوله عالم الغناء؛ ولذلك قدّم أغنية "شحات الغرام" أكثر من مرة خلال حفلاته الغنائية، التي كان يشاركه فيها مطربات صاعدات وكانت المرة الأولى التي يشدو فيها بالأغنية خلال حفل لإحدى القنوات الخليجية وقدمها بالتعاون مع مطربة الأوبرا مي فاروق.
أرسل تعليقك