الراحل جورج ستابس تعامل مع الفن الرومانسي الدقيق والعاطفي
آخر تحديث 16:03:23 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

الفنان الرسام الذي صوَّر روح الحيوانات العميقة في لوحاته

الراحل جورج ستابس تعامل مع الفن الرومانسي الدقيق والعاطفي

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - الراحل جورج ستابس تعامل مع الفن الرومانسي الدقيق والعاطفي

الراحل جورج ستابس تعامل مع الفن الرومانسي الدقيق والعاطفي في آن واحد
لندن - سليم كرم

على الرغم من أنه لم ينل الشهرة التي نالها معظم الرسامين الموهوبين في ذلك الوقت، إلا أن فن جورج ستابس كان مميزا للغاية، نابضًا بالحياة، حيث أنه كان يركز في لوحاته على الحيوانات، ولكن ليس كأي رسام آخر.
وفي إحدى لوحاته تجد حصانًا أبيض يرتجف وعروقه نافرة وفمه مفتوح في حالة صدمة وترى الخوف في عينيه، حتى أنك يمكنك أن تسرح وتتخيل ما الذي يخيفه وتضع سيناريوهات لذلك الذي يرعب ذلك الكائن البديع.
الحيوانات ليست غبية في فن جورج ستابس، كما أنها ليست آلات كما ادعت رينيه ديكارت، ولا عينات محنطة في متحف، فالمخلوقات في هذا المعرض تنظر إليكم مباشرة في العين، عيونها غريبة ومقلقة، ليس كإنسان، ولكن واعية، وغريبة، حيث يمكنك أن ترى لبؤة متوهجة في تأهب، ليمور بعيون ضخمة، فأر ينتفض جسده الصغير بفارغ الصبر من القلق، أو قرد ينظر آسفا في الظلام مثل رامبرانت ولكن من نوع آخر.
جورج ستابس، الذي ولد في "ليفربول" عام 1724 وتوفي في 1806، لوحاته عن الخيول هي الأكثر شهرة اليوم. بريطانيا في القرن ال18، كانت السباقات بها شعبية للغاية كما أنها كانت مادة للقمار، وكانت خيول السباقات في شعبية نجوم موسيقى "الروك"، وكان ستابس الرسام الخاص بمجتمعهم. نفس الأرستقراطيين الذين استأجروا جوشوا رينولدز لرسم زوجاتهم أو عشيقاتهم، دفعوا لستابس لرسم خيولهم، والذي لم يخيب ظنهم فقد صور تلك الحيوانات الرقيقة بدقة وحرفية، مما جعل من فنه تحفة تخلد جمال تلك الخيول في شبابها وزهوة قوتها، فستابس هو أكثر بكثير من مجرد رسام خيول، إذ لديه رؤية للعالم الطبيعي.

الراحل جورج ستابس تعامل مع الفن الرومانسي الدقيق والعاطفي
 
 وحتى في أكثر أعماله التي كلف بها كان من الواضح أنه أحب الحيوانات أكثر بكثير من حبه لأصحابها من البشر. في صورة القس روبرت كارتر ثيلويل وأسرته، والتي رسمت في عام 1776، وهو عام الثورة الأميركية، يبدو فيها أفراد العائلة كأنهم دمى هامدة مربوطة ومكسوة بأفضل ملابسهم. كل الحياة في اللوحة كانت كامنة في الحصان البني لعائلة ثيلويل، مع ومضات من الطاقة الكامنة في حين ينتظر بصبر للعدو بهم.
ستابس أراد أن يرسم شيئا أكثر طموحا من صور، إنه يريد تحقيق طموح "لوحات التاريخ" التي تحكي قصصًا كبيرة ولها أهمية معنوية عظيمة. لوحته التي رسمها 1762 "فايتون يحاول قيادة الخيول نحو الشمس" هي أولى محاولاته لفعل ذلك، هنا ستابس يقتبس الموضوع من تحولات أوفيد ميتامورفوزيس من أمثال مايكل أنجلو وروبنز، وأضفى عليها  بنفسه تطور غريب الأطوار.
عندما رسم مايكل أنجلو "فايتون"، ركز في رسمه على جسم الشاب الموثوق الذي يعتقد أنه بحماقة ظن أن يمكنه قيادة عربة الشمس، ولكن الخيول فهمت خطأ. ستابس على النقيض من ذلك، فقد صوَّر الخيول بشكل رائع ولكن فايتون الذي رسمه بدا غير واقعي تماما.
ومن عجب خيله أنها دقيقة جدا، لأنه في 1750، بعد العودة إلى بريطانيا من إقامته في روما لتوسيع العقل، انغلق ستابس على نفسه بعيدا في كوخ "لينكولنشاير"  لتشريح الحصان، وقد رسم الخيل مسلوخا بنفس الخليط المقنع من الفضول والتعاطف الذي يضع التشريح البشري لليوناردو دا فينشي في أعظم أعماله. إن رسومات التشريح الأصلية لستابس، والتي صنع منها كتابه لتشريح الحصان في 1766، يثبت أنه ليوناردو الخيول.
فالعلوم والتعاطف يسيران جنبا إلى جنب مع ستابس، فنه دقيق وعاطفي في آن واحد. بالنظر إلى ذلك الحصان، ترى ان ستابس كما لو أنه حفر نفسه حرفيا داخل الطبيعة، كأنه يرى العالم من خلال عين الحصان، وهذا ما شكل له تكوين الحصان الخائف من قبل الأسد.
هذا هو الفن الرومانسي، الذي يفتح عالما جديدا تماما من الشعور. الطبيعة هنا مكان للعجب، والوحي، الرهبة والعمق العاطفي، فحين رسم ستابس هذه القصة التي تصور رعب الحيوان كان لديه طموح لموضوع عظيم، والمعرفة التشريحية، والمراقبة الحادة، مما أدى به إلى عوالم غريبة في البرية.
ستابس يمكن أن يضعك في عرين الأسد، حيث كان يصور هذه الحيوانات المفترسة تزمجر على بعضها البعض في التنافس المتبادل، أو في مكان لاختباء النمر، مثل لوحته العظيمة عام 1779 التي تصور اثنين من النمور في لقاء حميم، أجسادهما السوداوان المرقطان تملأن اللوحة الكبيرة مع ثراء مجرد.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الراحل جورج ستابس تعامل مع الفن الرومانسي الدقيق والعاطفي الراحل جورج ستابس تعامل مع الفن الرومانسي الدقيق والعاطفي



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - صوت الإمارات
ظهرت الفنانة إلهام شاهين في افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي، وهي مرتدية فستانا أزرق طويلا مُزينا بالنقوش الفرعونية ذات اللون الذهبي.وكشفت إلهام تفاصيل إطلالتها، من خلال منشور عبر حسابها بموقع التواصل "فيسبوك"، إذ قالت: "العالم كله ينبهر بالحضارة الفرعونية المليئة بالفنون.. وها هي مصممة الأزياء الأسترالية كاميلا". وتابعت: "تستوحى كل أزيائها هذا العام من الرسومات الفرعونية.. وأقول لها برافو.. ولأن كثيرين سألوني عن فستاني في حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.. أقول لهم شاهدوه في عرض أزياء camilla". يذكر أن فستان الفنانة المصرية هو نفس فستان الكاهنة "كاروماما" كاهنة المعبود (آمون)، كانت الكاهنة كاروماما بمثابة زوجة عذراء ودنيوية للمعبود آمون. وهي ابنة الملك (أوسركون الثاني) الذي حكم مصر خلال الأسرة الـ 22...المزيد

GMT 21:53 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شرطة دبي تسلط الضوء على استشراف مستقبل المناطق السكانية
 صوت الإمارات - شرطة دبي تسلط الضوء على استشراف مستقبل المناطق السكانية

GMT 11:36 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

فندق النحل في لندن أغرب مناطق العالم وأكثرها لمعانًا

GMT 05:26 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

عالم بريطاني يكشف أنّ "الوقواق" طائر مخادع وذكيّ

GMT 08:32 2018 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

هيونداي تكشف عن سيارتها "H1 2018" بتحديثات جديدة

GMT 17:31 2016 الجمعة ,04 آذار/ مارس

بلوزة الغرب الأميركي تعود بقوة

GMT 23:56 2016 السبت ,25 حزيران / يونيو

الكنافة "حلويات شامية"

GMT 05:26 2019 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

يوفيتش خارج قائمة ريال مدريد لمواجهة إيبار
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates